تشيلسي يعلن رحيل دروغبا ويتمسك بتوريس

الإيفواري فضل الذهاب «في الوقت المناسب».. وفرصة للإسباني للخروج من ظل العاجي

TT

أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم في بيان أمس أن ديدييه دروغبا، مهاجم ساحل العاج، سيرحل عن النادي حين ينتهي عقده في نهاية يونيو (حزيران) المقبل. وانضم دروغبا (34 عاما) إلى تشيلسي من أولمبيك مارسيليا عام 2004، وسجل معه 157 هدفا في 341 مباراة. وقال دروغبا في البيان الذي نشر بموقع النادي على الإنترنت «أردت وضع حد لجميع التكهنات، وأؤكد أنني سأرحل عن تشيلسي». وأضاف «هذا قرار بالغ الصعوبة بالنسبة لي، وأنا فخور بما حققته، لكنه الوقت المناسب لبدء تحد جديد بالنسبة لي».

وأمضى دروغبا ثماني سنوات رائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي توج بلقبه ثلاث مرات، بالإضافة لأربعة ألقاب في كأس الاتحاد الإنجليزي، ولقبين في كأس رابطة الأندية الإنجليزية. وتوج المهاجم المخضرم مشواره المميز مع تشيلسي بقيادة الفريق للفوز على بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا يوم السبت الماضي حين سجل هدف التعادل، قبل أن ينفذ بنجاح ركلة الترجيح الحاسمة.

وقال رون غورلاي، المدير التنفيذي لتشيلسي «ديدييه بلا شك أسطورة في تشيلسي، وسيظل جزءا من أسرة النادي». وأضاف «المؤكد أنه سيترك النادي برأس مرفوع بعد انتصار السبت، لكنه يشعر بأن الوقت قد حان من أجل خوض تحد جديد. كنا نعرف منذ بعض الوقت أن هذا هو القرار الأقرب بالنسبة له، لكن ديدييه والنادي اتخذا القرار النهائي في هذا الأمر قبل يومين لأسباب واضحة. لم يكن ديدييه ولا النادي يرغب أن يُستقطب الاهتمام من نهائي دوري الأبطال». وتابع قائلا «وصلت المفاوضات لطريق النهاية، ونتمنى له كل التوفيق في المستقبل. نحن نرحب به في أي وقت سواء كلاعب أو كضيف شرف».

يذكر أن دروغبا مرشح للانتقال إلى نادي شنغهاي شينخوا الصيني الذي انتقل إليه أيضا المهاجم الفرنسي نيكولا أنيلكا زميله السابق في تشيلسي في يناير (كانون الثاني) الماضي.

من جهة أخرى، كان تشيلسي أعلن في وقت سابق تمسكه بالنجم الإسباني فرناندو توريس، على الرغم من غضب مسؤولي النادي من التوقيت الذي أعلن فيه توريس عن إحباطه من وجوده في الفريق، وذلك قبل أن يعلن النادي اللندني رحيل دروغبا عن الفريق خلال الصيف الحالي.

ومن المتوقع أن يرحل الفيل الإيفواري إلى صفوف نادي شنغهاي شينهوا الصيني الذي قد يدفع له راتبا أسبوعيا يصل إلى 250.000 جنيه إسترليني. وكان دروغبا قد صرح لمجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية بأنه كان منهارا وهو يخبر زملاءه في الفريق بأنه سيرحل عن «ستامفورد بريدج». وقال المهاجم الإيفواري «لن نكون معا (هو وزملاؤه في الفريق) الموسم القادم. وبما أنني قد قررت الرحيل، فكان من الأفضل أن أخبرهم بذلك بصورة مباشرة. كنت منهارا في تلك اللحظة، وكان من الصعب للغاية القول بأن مسيرتي مع الفريق قد توقفت، لكني لا أتصور الجلوس على مقاعد البدلاء لكي أشاهد لاعبين آخرين داخل المستطيل الأخضر في الوقت الذي يبحث فيه النادي عن بناء فريق جديد. وعلى هذا الأساس، قررت أن أخوض تجربة أخرى ومغامرة أخرى».

ويبدو أن هذا الفريق الجديد سوف يعتمد بصورة أكبر على الماتادور الإسباني فرناندو توريس، الذي أعلن بعد ساعات من حصول تشيلسي على دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي أنه مستاء للغاية من أن يكون مجرد ظل للمهاجم الإيفواري. وصرح توريس بأن جلوسه على مقاعد البدلاء في مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا يمثل «أكبر إحباط له في حياته»، وطالب مسؤولي النادي بتحديد موقفه مع الفريق ومدى الاعتماد عليه في المرحلة المقبلة. ولم يتم تحديد اجتماع، سواء مع توريس الذي حصل على إجازة منذ الحصول على دوري أبطال أوروبا، ينضم بعدها لصفوف منتخب بلاده استعدادا لكأس الأمم الأوروبية القادمة، أو مع وكيل أعماله، على الرغم من حالة الاستياء بين مسؤولي النادي بسبب التصريحات التي أدلى بها توريس وتسببت في تعكير حالة السعادة الغامرة التي تسيطر على النادي عقب الحصول على البطولة الأغلى في القارة العجوز. وكان توريس قد أدلى بهذه التصريحات في ملعب «اليانز أرينا» الذي احتضن المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في الوقت الذي كان يحتفل فيه لاعبو الفريق بالحصول على اللقب. وقد تزامنت تلك التصريحات مع تصريحات نجم الفريق ديدييه دروغبا بأنه سوف يضع حدا لمسيرته مع تشيلسي التي استمرت لمدة ثماني سنوات.

وسوف ينعكس رحيل دروغبا بصورة مباشرة على توريس، الذي سجل 12 هدفا فقط خلال 67 مباراة بقميص تشيلسي، والذي لا توجد مؤشرات على رحيله عن النادي، على الرغم من اهتمام نادي ملقة الإسباني بخدماته. ومن الواضح أن النادي لن يفرض عقوبات على الماتادور الإسباني بسبب التصريحات التي أدلى بها عقب المباراة، حيث صرح المدير التنفيذي للنادي رون غورلاي بأن هذه التصريحات تعود في الأساس إلى الانفعال العاطفي الزائد بسبب الحصول على البطولة الأكبر في أوروبا. وأضاف غورلاي «أي لاعب يريد أن يشارك بصورة أساسية، وكنت سأشعر بدهشة كبيرة لو لم تكن هذه الرغبة موجودة لدى توريس. أنا متأكد من أنه كان يريد المشاركة في مباريات أكثر والوجود داخل المستطيل الأخضر لأطول فترة ممكنة، وهو ما ينطبق على أي لاعب محترف، لكنه كان منفعلا نتيجة السعادة الغامرة التي كنا نشعر بها جميعا في هذا اليوم الذي يعد أفضل يوم في تاريخ النادي. وفي الحقيقة، ينبغي وضع هذه الأمور في الحسبان».

ويتمثل التحدي الأكبر لغورلاي في التعاقد مع مدير فني دائم للفريق خلفا للمدير الفني السابق أندريه فيلاس بواس، حيث ينتهي عقد المدير الفني الإيطالي المؤقت روبرتو دي ماتيو مع الفريق في الثلاثين من يونيو (حزيران) القادم. ولا يزال دي ماتيو، الذي نجح في إعادة الفريق إلى مساره الصحيح بعدما تولى المسؤولية قبل نهاية الموسم بـ11 أسبوعا، يجهل مصيره مع النادي حتى الآن، حيث يجتمع مالك النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش الأسبوع القادم مع مجلس إدارة النادي لتحديد هوية المدير الفني القادم للفريق. وتشير التقارير إلى وجود قائمة بأسماء المديرين الفنيين المرشحين لقيادة الفريق، ويأتي على رأس هذه القائمة المدير الفني لنادي برشلونة الإسباني بيب غوارديولا الذي سيرحل عن «كامب نو» عقب المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا، لكنه قد أعلن أنه ينوي الحصول على راحة من التدريب لمدة عام. وتشمل القائمة أيضا كلا من المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي فابيو كابيللو، والمدير الفني للمنتخب الفرنسي لوران بلان، والمدير الفني لنادي توتنهام هوتسبير هاري ريدناب.

ومن الممكن أن يوقع أبراموفيتش عقدا لمدة عام واحد للمدير الفني المؤقت للفريق روبرتو دي ماتيو حتى تتم إعادة تقييمه مرة أخرى خلال الموسم القادم، وحتى يكون غوارديولا قد انتهى من عام الراحة الذي يريد الحصول عليه. ومع ذلك، لا نعرف رد فعل دي ماتيو، الذي ستنهال عليه العروض بعد الإنجازات الرائعة التي حققها مع تشيلسي، على هذا العرض. وقال غورلاي «لقد قام بعمل رائع، وكنا نسانده جميعا. والآن، سوف نجلس في غضون أسبوع أو أسبوعين، أو مهما كانت الفترة الزمنية، لاتخاذ القرار المناسب في هذا الصدد. أعرف أن جمهور النادي يريد تجديد التعاقد مع دي ماتيو، لكننا لن نندفع في اتخاذ أي قرار وسنتحلى بالتروي». وأضاف المدير التنفيذي للنادي اللندني «يتعين علينا تقييم الموسم الماضي لمعرفة الإيجابيات ومعالجة السلبيات، فقد كانت لدينا بعض السلبيات بالفعل، وذلك حتى يتمكن النادي من المضي قدما».