بات مستقبل الجناح الهولندي آريين روبن في صفوف بايرن ميونيخ الألماني محل تساؤل، بعدما تعرض لهتافات استهجان من قبل بعض جماهير فريقه خلال المباراة الودية أمام المنتخب الهولندي مساء أول من أمس. وتصرفت بعض جماهير بايرن ميونيخ بشكل عدائي ضد روبن عندما شارك في المباراة من على مقاعد البدلاء، بعد ثلاثة أيام من فشله في تسديد ضربة جزاء خلال المباراة التي خسرها فريقه بضربات الجزاء الترجيحية 4/3 أمام ضيفه تشيلسي الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا.
وغادر روبن، الذي جدد عقده مؤخرا مع بايرن ميونيخ ليستمر مع الفريق البافاري حتى 2015، الاستاد من دون أي كلمة، في الوقت الذي رجح فيه لاعبو المنتخب الهولندي أنه (روبن) يتحتم عليه إعادة التفكير في الأمور الدائرة من حوله. وطالب مارك فان بوميل زميله في المنتخب بالتفكير مليا في ترك بايرن ميونيخ بقوله «ما قام به أنصار بايرن ميونيخ معيب في ظل ما قدمه روبن للفريق وقيادته إلى نهائي دوري أبطال أوروبا قبل سنتين، وهو عنصر أساسي في الفريق». وأضاف «يتعين على بايرن ميونيخ أن يكون سعيدا لوجود لاعب مثله في صفوفه. وقع آريين عقدا لثلاث سنوات إضافية، لكن لو كنت محله لفكرت مليا بمستقبلي. لا أدري ماذا سيفعل آريين، لكني لو كنت محله لفكرت في ترك النادي». وختم «لا أحد في النادي يسانده، أنا الوحيد الذي ساندته في الصحف. من الناحية الذهنية هو قوي، ففي كل مرة وجد نفسه في أزمة نجح في الخروج منها».
وأدلى ويسلي شنايدر بقول مماثل، وهاجم قيادات بايرن ميونيخ لعدم دعم روبن في أعقاب الإخفاق الأوروبي. وأضاف «يمكن بسهولة أن ترى خلال الأيام الماضية أن أحدا من النادي لم يحمه. إنك تخيفه بهذه الطريقة. إذا كان لي القول الفصل لأقنعته بالانضمام لي في إنتر ميلان في الصيف الحالي». ومن جانبه أكد رافاييل فان دير فارت أن بايرن ميونيخ ينبغي أن يشعر بالخزي من نفسه، في الوقت الذي وصف فيه بيرت فان مارفيك، مدرب المنتخب الهولندي، هتافات الاستهجان بأنها «عار».
وحاول بايرن ميونيخ التقليل من قيمة الحدث، حيث أكد المدرب يوب هينكس أن على اللاعب أن يتعايش مع الأمر، وأن هتافات الاستهجان جاءت عبر مجموعة صغيرة من المشجعين. فيما أكد هولغر بادشتوبر لاعب البافاري أن روبن يحظى بالدعم الكامل من قبل الفريق.
وفاز بايرن ميونيخ، وصيف بطل الدوري الألماني ومسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، على المنتخب الهولندي 2/3 أول من أمس في مباراة ودية أقيمت على استاد «اليانز ارينا» في ميونيخ وأمام 33 ألف متفرج. وسجل توني كروس في الدقيقة 17 ونيلز بيترسن في الدقيقة 28 وماريو غوميز في الدقيقة 87 أهداف بايرن ميونيخ، ويان كلاس هونتيلار في الدقيقة 19 ولوتشيانو نارسينغ في الدقيقة 21 هدفي هولندا. وجاءت المباراة بعد 3 أيام من خسارة الفريق البافاري للمباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي الإنجليزي بركلات الترجيح.
وكانت المباراة إعدادية للمنتخب الهولندي لكأس أوروبا التي تستضيفها أوكرانيا وبولندا من 8 يونيو (حزيران) إلى الأول من يوليو (تموز) المقبلين.
وخاض الطرفان المباراة بموجب اتفاق بينهما في فبراير (شباط) 2011 كتعويض حيال الغياب الطويل لمهاجم الفريق البافاري الدولي الهولندي آريين روبن بسبب الإصابة التي تعرض لها قبل نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، على أن تعود مداخيلها لصالح النادي الأكثر تتويجا في ألمانيا. وشن بايرن ميونيخ منذ أغسطس (آب) 2010 حملة ضد الاتحاد الهولندي كي يتكفل الأخير برواتب روبن الذي عاد مصابا من نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، حتى إن الفريق البافاري هدد باللجوء إلى القضاء.
وعانى روبن من تمزق في عضلات الفخذ تعرض لها قبل انطلاق كأس العالم في جنوب أفريقيا خلال مباراة ودية مع المجر في 5 يونيو 2010، فغاب عن المباراتين الأوليين لمنتخب بلاده قبل أن يشارك معه ويسهم في بلوغه النهائي الذي خسره أمام إسبانيا صفر/1. وتعرض منتخب هولندا إلى انتقادات من إدارة نادي بايرن ميونيخ حول «اللامسؤولية» بإشراك روبن في كأس العالم، وطالبت بتعويض من الاتحاد الهولندي لما تسبب فيه غياب اللاعب عن الفريق البافاري من أضرار.
ويتقاضى روبن، أفضل لاعب في ألمانيا في موسم 2010/2009، 4 ملايين يورو سنويا في بايرن ميونيخ. وبالعودة إلى مجريات المباراة لم يرغب أي من الطرفين في المجازفة، ففي الجانب الألماني وحدهم هولغر بادشتوبر وتوني كروس وتوماس مولر كانوا بين اللاعبين الدوليين الألمان في صفوف الفريق البافاري الذين لعبوا أساسيين، بل إن مولر استبدل بعد مرور نصف ساعة من المباراة. وفي الجانب الهولندي بقي روبن فان بيرسي ومارك فان بوميل وآريين روبن على مقاعد الاحتياط.
وكان بايرن ميونيخ البادئ بالتسجيل عبر كروس من تسديدة بعيدة عانقت شباك الحارس ميشال فورم في الدقيقة 17. وردت هولندا بسرعة عبر مهاجم شالكه الألماني هونتيلار إثر تلقيه كرة من مهاجم ليفربول الإنجليزي ديرك كاوت سددها بقوة داخل مرمى الحارس هانز يورغ بوت 18 في الدقيقة، ثم منحها نارسينغ التقدم عندما تلاعب ببادشتوبر وسدد كرة من مسافة قريبة داخل المرمى في الدقيقة 21. وأدرك الفريق البافاري التعادل بسرعة بد لعبة مشتركة رائعة قادها كروس الذي مرر كرة إلى الدولي الكرواتي إيفيكا أوليتش في الجهة اليسرى فمررها عرضية داخل المنطقة تابعها بيترسن بقوة داخل المرمى في الدقيقة 28.
ودخل القائد فيليب لام مطلع الشوط الثاني بديلا لكروس، والدولي جيروم بواتينغ مكان الدولي الأوكراني تيموشوك، فيما استبدل مدرب هولندا بيرت فان مارفيك التشكيلة بكاملها باستثناء حارس المرمى. وأيقظ روبن الجماهير بدخوله في الدقيقة 77 حيث استقبل بصافرات الاستهجان في كل كرة يلمسها وهو الذي كان سيئ الحظ السبت الماضي أمام تشيلسي عندما أهدر ركلة جزاء في الشوط الإضافي الأول. ودخل المهاجم الدولي الفرنسي فرانك ريبيري في الدقيقة 66، وكان وراء هدف الفوز عندما توغل من الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية زاحفة إلى غوميز الذي تابعها داخل المرمى الخالي في الدقيقة 87.