خلال الأسابيع الأخيرة وقع أنطونيو كونتي، مدرب يوفنتوس المتصدر، على الكثير من أوتوغرافات مشجعي السيدة العجوز. وفي بعض الأحيان يعترض طريق المدرب الكثير من سائقي السيارات ويحيطون به فيغلقون الطريق أمامه، ولا يغادرون إلا بعد الحصول على صورة أو توقيع أو المصافحة باليد، بينما التوقيع الأهم لأنطونيو كونتي هو ذلك الذي يربطه مع اليوفي حتى عام 2015 براتب يبلغ 3 ملايين يورو سنويا، حيث سيكون المدرب صاحب أعلى راتب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، بعد أن كان ماتزاري هو من يتقاضى أعلى راتب من نادي نابولي يبلغ 2,5 مليون يورو. وعلى هذا النحو جاء أليغري في المرتبة الثالثة من حيث الأجور بتقاضيه 2,4 مليون يورو في الموسم (بعقد سينتهي في عام 2014).
وتوج يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي دون أي يتلقى أي هزيمة في المسابقة، وقد تلقى الهزيمة الوحيدة له قبل أيام عندما خسر أمام نابولي صفر / 2 في نهائي بطولة كأس إيطاليا.
وقد تمت مسألة تجديد عقد مدرب السيدة العجوز، محل الحديث في الأيام الماضية، في عشر دقائق مساء أول من أمس في ظل حضور ماروتا، مدير عام نادي اليوفي، والمحامي دي رينزيس ودانيلي كونتي، وستعلن إدارة النادي عن تفاصيل هذا الأمر في غضون الساعات المقبلة، ولا يهم مضمون العقد أبدا في مثل تلك الحالة، نظرا لأن الإدارة تعي تماما وضع المدرب المركزي في مشروع خططي لمستقبل يوفنتوس في إيطاليا وفي أوروبا أيضا، حيث أرادت مد فترة العقد قبل عام من انتهائه بعد توقيعه في 31 مايو (أيار) 2011.
في صباح أول من أمس شوهد كونتي في مقر يوفنتوس ثم اختفى، كونه أفضل مخادع، حيث دخل مدرب السيدة العجوز إلى مقر النادي قبل الساعة الحادية عشرة بقليل، ثم نجح في مراوغة الكاميرات والصحافيين والمشجعين بالخروج من مخرج ثانوي. وكان يومه ممتلئا بالأعمال، حيث أمضى الصباح في الإدارة والظهيرة في معسكر تدريب فينوفو، ثم عاد مرة أخرى إلى الإدارة، حيث تحدث قليلا عن سوق الانتقالات الصيفية وعن مباراة كأس السوبر (قد يتحدد الاثنين المقبل إن كانت المباراة ستقام في مدينة بكين بالصين أو في مدينة تورينو) مع الإداريين ماتيو فابريس وفرانشيسكو كالفو، ثم اجتمع لفترة أطول مع الجهاز الفني والرياضي لمناقشة العمل الصيفي والاستعدادات للموسم المقبل.
وفي هذا الصدد حدد اليوفي بالفعل المكان (مدينة مونتريال) والمباريات الودية (أمام واشنطن دي سي يونايتد، وباريس سان جيرمان، وريال مدريد) في جولة الشمال الأميركي، ولكن لم يتأكد شيء بعدُ حول المرحلة الأولى من المعسكر الصيفي، وهو ما ينبغي القيام به بشكل موجه في الجبال في الفترة بين 10 و22 يوليو (تموز) المقبل. ويبدو أن الاتفاق مع حكومة إقليم بيمونتي لقضاء وقت آخر في باردونيكيا لم يتم بسبب مشكلات مادية، وفي الواقع تم معاينة مقاطعة شاتيلون، وكان من المفترض التجول أكثر في إقليم فال داوستا، ولكن تم التغاضي عن الأمر بفرضية العودة إلى باردونيكيا. وفي الواقع حدث بالفعل التنسيق مع حكومة إقليم بييمونتي، ولن يكون هناك المزيد من التعقيد لإقامة المعسكر الصيفي هناك.
وفي الصيف سيواصل اليوفي نفس عمله في الموسم الماضي بالكثير من التدريبات التي تركز على الركض والصمود والقوة. وسينطلق اللاعبون من قاعدة أفضل وتحمل مهام أكثر ثقلا، ومن جهة أخرى على عناصر اليوفي إضافة أعباء المشاركة في البطولة الأوروبية إلى تلك الإيطالية، حيث ستكون الحاجة إلى بذل الطاقات أكبر. كما أن المدرب كونتي الفخور بثقة الإدارة يرغب في تقديم أداء كروي كبير في دوري الأبطال، حيث لا يريد القول برغبته في الفوز فيها، ولكن فقط إظهار عودة اليوفي إلى التنافس من جديد أيضا على المستوى الدولي.
وفي هذه الأثناء يستعد مدرب اليوفي لقضاء إجازته مع زوجته بيتا وابنته فيتوريا بعد موسم مرهق، تعين على كونتي فيه إعادة بناء الفريق من الأساس ثم إدارة مراحل نضجه والدفعة النهائية أمام الميلان. ولم تغب اللحظات الصعبة والجدل أيضا، بعد تصريحات كاروبيو، لاعب سيينا السابق المتورط في قضية التلاعب بنتائج المباريات، أمام الادعاء العام للاتحاد الإيطالي لكرة القدم مطالبا بشهادة كونتي. وأبلغ اللاعب ممثلي الادعاء بأن كونتي كان على علم بالتلاعب بنتيجة إحدى مباريات سيينا في الموسم الماضي.
وكان كونتي قد قاد سيينا في الموسم الماضي للصعود من دوري الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى، وذلك بعد أن قاد المدرب نفسه فريق باري إلى الصعود لدوري الدرجة الأولى في عام 2009.
وسيفتح الاتحاد الإيطالي تحقيقات في قضية تلاعب بنتائج مباريات في 31 مايو الحالي. والجدير بالذكر أنه يمكن فرض عقوبة الإيقاف لمدة عام على من تثبت إدانته بعدم الإبلاغ عن مخالفة، لكن كونتي حافظ على هدوئه مع الإدارة دائما. أما الآن فيرغب أنطونيو في الاستمتاع بالبحر والهدوء بشدة.
* أنطونيو كونتي في سطور:
* ولد أنطونيو كونتي في مدينة ليتشي في 31 يوليو 1969. وكان لاعب وسط سابقا في فريقي ليتشي ويوفنتوس، واعتزل لعب كرة القدم في عام 2004، لكي يبدأ بالتدريب.
* حينما كان لاعبا في اليوفي فاز بالدرع في خمسة مواسم وبكأس دوري الأبطال، كما انتزع بطولة الإنتركونتينينتال وكأس السوبر الأوروبية. وفي مسيرته كمدرب صعد بفريق باري إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي في عام 2009، وكرر الأمر ذاته مع سيينا في عام 2011، وفي 6 مايو 2012 فاز بالدرع مع اليوفي.