برشلونة وأتليتك بلباو يسعيان لتعويض الفشل الأوروبي والمحلي في نهائي كأس إسبانيا

لاعبو الفريق الكتالوني مصممون على منح غوارديولا هدية الوداع اليوم

TT

ترتدي مسابقة كأس إسبانيا لكرة القدم أهمية كبرى لبرشلونة حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب (25)، لأنه يسعى إلى إنقاذ موسمه المحلي كونه خسر لقب الدوري أمام غريمه ريال مدريد، وخرج من نصف نهائي مسابقة دوري الأبطال أمام تشيلسي الإنجليزي. ويخوض برشلونة النهائي للمرة الثانية على التوالي بعد خسارته أمام ريال مدريد العام الماضي والسادسة والثلاثين في تاريخه، ضد أتليتك بلباو وصيف مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» أمام مواطنه أتليتكو مدريد.

ويحرص لاعبو برشلونة على توديع مدربهم بيب غوارديولا اليوم بأفضل طريقة ممكنة عن طريق الفوز باللقب. وسيقوم غوارديولا، أنجح مدرب في تاريخ برشلونة، بتسليم مهام عمله إلى مساعده تيتو فيلانوفا بعد نهائي اليوم.

وقاد غوارديولا برشلونة لإحراز 13 لقبا من أصل 18 لقبا نافس عليها الفريق منذ عام 2008 خلال أربعة أعوام تدريبية مذهلة للمدرب الشاب مع النادي الكتالوني.

ولكن هزيمتي برشلونة أمام تشيلسي في دوري أبطال أوروبا وأمام ريال مدريد في الدوري الإسباني سرقتا جزءا من بريق إنجازات غوارديولا، كما أنهما كانتا كفيلتين بإقناع غوارديولا (42 عاما) بأن وقت الرحيل قد حان.

والآن فإن لاعبي برشلونة مصممون على منح غوارديولا أفضل وداع ممكن عن طريق إحراز اللقب 14 للفريق تحت قيادته.

وقال جيرارد بيكي مدافع برشلونة: «نريد الفوز باللقب (الكأس) من أجله. سيكون وداعه مؤلما» رغم ما تردد عن وقوع خلافات بين اللاعب ومدربه هذا الموسم. وأضاف: «جميعنا تعلم الكثير منه، وخاصة أنا. سيترك فراغا كبيرا بالفريق». وترددت شائعات أخرى، أغلبها بين صحف مدريد، عن أن غوارديولا ليس راضيا تماما عن قرار تصعيد مساعده فيلانوفا لخلافته في منصبه. ولكن سيسك فابريغاس لاعب خط وسط برشلونة نفى هذه الشائعات قائلا «إن علاقتهما جيدة للغاية. إن سماع ما يقولونه عن تيتو وبيب أمر مؤلم حقا. فكل هذا خاطئ تماما، لا توجد أي مشاكل بينهما». وأضاف فابريغاس أن اللاعبين يريدون «رد الجميل للمدرب بإحراز هذه الكأس. سنفتقده كثيرا حقا.. سنكون متحفزين للغاية يوم الجمعة».

ويغيب عن صفوف برشلونة اليوم المصابون كارلس بويول وإريك أبيدال وديفيد فيا. لكن صانع الألعاب أندريس إينيستا أكد أن برشلونة يسعى لتوديع موسمه بالابتسامة: «هذا الموسم لم نتمكن من تحقيق لقبي الدوري ودوري الأبطال، لذا نريد توديع الموسم بابتسامة». يذكر أن برشلونة وبلباو هما الفريقان الأكثر فوزا بلقب كأس إسبانيا برصيد 25 لقبا و23 لقبا على الترتيب. ولكن بلباو لم يحرز أي ألقاب منذ عام 1984 ويسعى للثأر لهزيمته 1 - 4 أمام برشلونة في نهائي كأس إسبانيا عام 2009. كما أن الفريق حريص على إنهاء موسمه بتحقيق أي نجاح بعدما خسر نهائي بطولة الدوري الأوروبي صفر - 3 أمام أتليتكو مدريد في التاسع من الشهر الحالي. وتواجه الفريقان 6 مرات في النهائي، فخرج برشلونة فائزا أربع مرات مقابل فوزين لبلباو. وفاز برشلونة 2 - صفر ذهابا في الدوري على أرضه، وتعادلا 2 - 2 إيابا على ملعب سان ماميس.

وكان بلباو هو الفريق الأكثر خوضا للمباريات بهذا الموسم حيث لعب إجمالي 69 مباراة. ولذلك فقد بدا الفريق منهكا تماما قبل ثلاثة أسابيع أمام أتليتكو مدريد ولكن ينتظر أن يبدو في حالة أفضل اليوم بعد عطلة استمرت لنحو الأسبوعين خاصة أن الفريق لا يعاني من أي حالات إصابة. وسيكون اعتماد الفريق الأساسي في خط الهجوم اليوم كالعادة على لاعب منتخب إسبانيا فيرناندو يورنتي. وقال يورنتي: «أثبتنا هذا الموسم أننا رفعنا مستوى أدائنا. نعرف أنهم متفوقون علينا، ولكن في مباراة وحيدة بإمكاننا أن نفاجئهم».

ويستعد 25 ألف مشجع من بلباو و15 ألف مشجع من برشلونة للذهاب إلى مدريد لحضور المباراة، ويستعد الكثيرون لإطلاق صفارات الاستهجان أثناء عزف السلام الوطني لإسبانيا قبل المباراة التي سيحضرها ولي العهد الإسباني الأمير فيليب. وفاجأت إسبيرانزا أغويري، رئيسة الحكومة الإقليمية بمدريد والمخلص للقومية الإسبانية، البلاد بإعلانه أنه في حالة إطلاق صفارات الاستهجان أثناء عزف السلام الوطني كما هو معتاد من جماهير بلباو وبرشلونة فسيتم إلغاء مباراة نهائي الكأس وإقامتها في موعد لاحق من دون جمهور. وطالب القصر الملكي بعدم تسييس المباراة على حد قول ولي العهد الأمير فيليب الذي سيحضر النهائي، في ظل غياب الملك خوان كارلوس الذي يتعافى من جراحة في وركه.

وفي سياق متصل، كان فيسنتي دل بوسكي مدرب منتخب إسبانيا طالب الاتحاد المحلي للعبة بتقديم موعد النهائي كأس إسبانيا، لكن محاولاته باءت بالفشل إفساحا في المجال للاستفادة قدر الإمكان من دولييه استعدادا لنهائيات كأس أوروبا 2012 المقررة في بولندا وأوكرانيا بين 8 يونيو (حزيران) و1 يوليو (تموز) المقبلين. وطالب دل بوسكي تقديم المباراة من 25 مايو (أيار) إلى 16 منه، لكن الاتحاد الإسباني رفض طلبه لأسباب لوجيستية، بحسب ما ذكرت صحيفة «سبورت» الإسبانية.