دروغبا: توريس قادر على قيادة تشيلسي نحو مزيد من البطولات

الإيفواري أكد أنه كان سيبقى مع الفريق لو لم يفُز بدوري أبطال أوروبا

TT

أكد المهاجم الإيفواري ديديه دروغبا أن الإسباني فرناندو توريس سيكون له مستقبل باهر مع تشيلسي، على الرغم من بدايته الصعبة في «ستامفورد بريدج». وكان توريس، الذي انتقل إلى تشيلسي في يناير (كانون الثاني) 2011 قادما من ليفربول الإنجليزي في صفقة قياسية بلغت قيمتها 50 مليون جنيه إسترليني، قد عبر عن إحباطه من وجوده في الفريق.

ومع ذلك صرح دروغبا لهيئة الإذاعة البريطانية بأن توريس سوف يثبت نفسه بقوة خلال الموسم القادم، وأضاف: «تجمعنا علاقة طيبة للغاية، ولا نفهم لماذا لم نعلب معا بشكل أكبر، ولكن أصبح هذا جزءا من الماضي، أما توريس فيمثل مستقبل النادي». واستطرد الفيل الإيفواري في حديثه قائلا: «كان الأمر صعبا بالنسبة له، ولكنه أثبت أنه لاعب كبير، وسيقدم أداء رائعا خلال الموسم القادم، وسأحاول الحديث معه». وكان الماتادور الإسباني قد عبر عن إحباطه الشديد بسبب جلوسه على مقاعد البدلاء في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الألماني، التي تألق خلالها الفيل الإيفواري وأعاد «البلوز» إلى المباراة مرة أخرى بعدما أحرز هدف التعادل في الوقت القاتل من المباراة، قبل أن يتمكن من تسديد ركلة الجزاء الحاسمة التي أهدت لفريقه البطولة الأغلى في القارة العجوز لأول مرة في تاريخ النادي اللندني. وعقب المباراة صرح دروغبا (34 عاما) بأنه سيرحل عن النادي الذي دافع عن ألوانه على مدار ثماني سنوات.

وعلى جانب آخر، لا تزال الشكوك تحوم حول هوية المدير الفني القادم للبلوز، الذي أنهى الدوري الإنجليزي في المركز السادس تحت قيادة المدير الفني المؤقت روبرتو دي ماتيو، الذي لم يتلقَّ أي تأكيدات بشأن مستقبله مع الفريق، على الرغم من نجاحه في قيادة الفريق للحصول على دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي.

ويعتقد دروغبا، الذي حصل على عشر بطولات مع النادي بما في ذلك ثلاثة ألقاب للدوري الإنجليزي، أن تشيلسي سيكون قادرا على المنافسة على البطولات باستمرار، وأضاف: «ألعب في النادي منذ ثماني سنوات، وأعلم أنه سيكون هناك تغيير كبير في صفوف الفريق، حيث سيأتي لاعبون جدد، ويبقى آخرون، ولكن النادي سينافس دائما على البطولات، ولست قلقا حيال ذلك. تشيلسي كان كبيرا قبل مجيئي وسيظل كبيرا بعد رحيلي». وأضاف النجم الإيفواري قائلا: «من المستحيل أن أنسى هذه اللحظة. الرحيل عن تشيلسي صعب في أي وقت، ولكنه أصعب في الوقت الراهن. من المستحيل أن أنسى هذا النادي الذي ينبض به قلبي ويجري في عروقي».

وأكد دروغبا أنه ما كان ليرحل عن صفوف تشيلسي الإنجليزي لو لم يحصل على بطولة دوري أبطال أوروبا، وأن الفوز على بايرن ميونيخ الألماني والحصول على البطولة الأغلى في أوروبا كان خير تتويج للثماني سنوات التي قضاها في «ستامفورد بريدج». وأكد دروغبا أنه سيرحل عن تشيلسي عقب انتهاء عقده الحالي مع الفريق خلال الشهر القادم، بعدما نجح في تسجيل 157 هدفا خلال 341 مباراة بقميص «البلوز»، وسوف يدرس مع عائلته وجهته القادمة. ويعد نادي شنغهاي شينهوا الصيني، الذي يلعب له الفرنسي نيكولا أنيلكا زميل دروغبا السابق في تشيلسي، هو الوجهة المحتملة للفيل الإيفواري.

وعلى الرغم من أن مسؤولي تشيلسي كانوا يتوقعون رحيل دروغبا عن النادي خلال الصيف الحالي، فإن دروغبا لم يتخذ القرار النهائي بالرحيل إلا عقب المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام العملاق البافاري، بعدما نجح في تسديد ركلة الجزاء الحاسمة التي قادت فريقه للحصول على اللقب. وقال دروغبا: «كنت سأظل في صفوف تشيلسي لو لم يحصل الفريق على دوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي كانت تمثل التحدي الأكبر بالنسبة لي والهدف الذي أسعى لتحقيقه. كان من الصعب للغاية أن أرحل عن الفريق دون أن أحصل على دوري أبطال أوروبا، لأننا نقاتل من أجل الحصول على هذا اللقب منذ ثماني سنوات، وبالتحديد منذ قدومي للنادي، وكنا دائما على وشك الحصول عليه».

وأضاف دروغبا: «لقد رأينا الكأس أمام أعيينا في موسكو (خلال المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد) ولكننا لم نستطع أن نلمسها، ولذا كان جميع اللاعبين الذي شاركوا في مباراة موسكو يحلمون بتحقيق هذا الإنجاز. كنا نريد أن نعود مرة أخرى ونحصل على اللقب. كان هذا مهما للغاية بالنسبة لي، ليس فقط كلاعب، ولكن أيضا كإنسان يقوم بتحديد أهدافه ويسعى لتحقيقها، وكان الهدف هذه المرة هو أن نحصل على دوري أبطال أوروبا».

وهكذا يمكن لرحيل دروغبا عن صفوف تشيلسي أن يعطي الماتادور الإسباني، الذي ظل مجرد ظل للنجم الإيفواري منذ قدومه للنادي منذ 16 شهرا من ليفربول الإنجليزي في الصفقة القياسية، فرصة كبيرة للظهور، في الوقت الذي يبحث فيه دروغبا عن «تحدٍّ جديد». وتعليقا على ذلك، أضاف دروغبا، الذي كان هدفه في مرمى بايرن ميونيخ هو الهدف الأول له في وجود توريس داخل الملعب كلاعب في فريق تشيلسي: «الجميع يعلم أن توريس لاعب جيد للغاية ومهم للغاية. لقد مر بأوقات صعبة هنا، ولكن هذا يحدث لجميع اللاعبين. الشيء الجيد هو أننا كنا نقدم له العون، وأنا أعلم جيدا أنه سيقدم أداء أفضل خلال الموسم القادم. لا يمكنني الآن أن أشكو من أي شيء في تشيلسي، ولكن الحقيقة هي أن المواسم الأولى لي هنا كانت صعبة للغاية، لأن اللعب في صفوف تشيلسي ليس بالأمر السهل. ولا أخشى على مستقبل النادي في وجود توريس. سوف يكون الفريق في حاجة إلى مهاجمين جدد بكل تأكيد، ولكن توريس سيكون قادرا على قيادة الفريق دون أدنى شك».

وأضاف النجم الإيفواري: «لقد حاول النادي إقناعي بالبقاء، ولكني أبحث عن تحد جديد. لقد قضيت هنا ثماني سنوات رائعة، وإنه لمن دواعي سروري أن أدافع عن قميص البلوز وأن يكون لي دور في كل شيء وفي الحصول على البطولات. وكنت أتمنى أن أنهي مسيرتي مع الفريق بعدما أحصل على دوري أبطال أوروبا. كان هذا أفضل شيء على الإطلاق، والآن أنا بحاجة إلى بعض الوقت لكي أحدد وجهتي القادمة».

من جهة أخرى وبعد أن مضت نشوة لقب دوري أبطال أوروبا، يترقب تشيلسي بقلق قرارات الروسي رومان أبراموفيتش، مالك النادي، الذي قد يجري تغييرات هيكلية رغم النجاح الذي تحقق يوم السبت الماضي. وتحقق الحلم الأول الذي كان يراود الروسي، وعن طريق ضربات الترجيح التي جعلته يعاني عام 2008، بعد ثمانية أعوام من المحاولة وإنفاق 875 مليون يورو ليتابع فريقه أخيرا وهو يتوج ملكا على أوروبا.

ولا شك أن ما تحقق في ميونيخ هو نهاية عصر فريق عجوز، يعاني من أوجه قصور لا يخفيها انتصاره الأوروبي. ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن لامبارد (33 عاما) قوله: «إنها البداية... لا أحد يريد الاكتفاء بهذا اللقب». وبالنسبة للملياردير أبراموفيتش قد لا يكون ذلك كافيا». وأثنى جون تيري مدافع الفريق وقائده، في تصريحات صحافية، على رئيس النادي قائلا: «عام بعد آخر يتطلع إلى أن نكون أفضل، كل عام يكسبنا إلى جانبه بصورة أكبر. قد يتطلع لأن ينقلنا إلى المستوى التالي قريبا». ويؤكد تيري أنه غير قادر على التكهن بخطط الروسي، الذي بات عليه أن يعي ماهية تلك الخطط في أقرب وقت. وقد حسم أحد القرارين الأكثر أهمية، بإعلان المهاجم دروغبا بطل لقاء النهائي رحيله، بينما يتبقى الآخر متعلقا بمستقبل المدرب الإيطالي الناجح دي ماتيو. وقال لامبارد مازحا: «ديديه ألقى خطابا داخل غرف اللاعبين. أعتقد أنه سيعمل بالسياسة يوما ما».

والحقيقة أن اللقب الأهم خلال عمر النادي البالغ 107 أعوام قد لا يحمل معه تغييرا يتضمن فقط رحيل دروغبا، بل قد يطال أيضا دي ماتيو. وتشير وسائل الإعلام البريطانية إلى أن أبراموفيتش يفضل إيطاليا آخر هو المخضرم فابيو كابيللو المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي، رغم أنها تتحدث أيضا عن احتمالية استمرار دي ماتيو موسما آخر لحين قدوم الإسباني جوسيب غوارديولا، الذي قرر الحصول على عام من الراحة بعد أربعة مواسم ناجحة مع برشلونة. لكن قد يحدث أن يكون دي ماتيو، الذي فاز أيضا هذا الموسم بلقب كأس إنجلترا بعد خلافته البرتغالي أندريه فيلاس بواس منتصف الموسم، هو المدرب الدائم المقبل.

إجابة كل تلك التكهنات تبقى مع أبراموفيتش. فبعد انتصار ميونيخ، وجه أبراموفيتش بعض الكلمات إلى لاعبيه، حيث قال تيري للصحيفة الألمانية: «ضحك كثيرا. كانت واحدة من اللحظات التي تقلصت فيها المسافة التي تفصله عنا». وقال لامبارد: «كانت أهمية الأمر بالنسبة له واضحة... الناس تقول الكثير من الحماقات عن تشيلسي وعن مالكه». والآن بات على الروسي أن يتحدث عن الإجراءات العاجلة التي سيتخذها في ما يتعلق بالفريق للموسم المقبل.

5 صفات جعلت من دروغبا «مهاجما مرعبا» في صفوف تشيلسي دائما ما كان النجم الإيفواري ديديه دروغبا مرعبا لمدافعي الفرق المنافسة وجلادا لحراس المرمى بفضل مزيج رائع من القوة والمهارة والمكر والدهاء. ويرى آلان سميث الناقد الرياضي بصحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية أن ثمة خمسة عوامل ساعدت الفيل الإيفواري للوصول لهذه المكانة في الدوري الأقوى في عالم الساحرة المستديرة وهي:

* 1: لاعب متكامل

* دائما ما يقال بأن أي لاعب يريد النجاح والتألق في الدوريات الكبرى يجب أن يكون لديه موهبة فذة، سواء كانت هذه الموهبة تكمن في سرعته الفائقة أو تفوقه في ألعاب الهواء أو أن يكون قناصا أمام المرمى. وفي الحقيقة، كان دروغبا يمتلك كل هذه المهارات، علاوة على بعض المهارات الأخرى، وهو ما جعله مهاجما فذا واستثنائيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

* 2: قوة هائلة

* دائما ما كان يفشل أي لاعب خط وسط في التفوق على دروغبا من الناحية البدنية، وكان يتعين على أي لاعب عدم التفكير في ذلك الأمر، لأن الفيل الإيفواري كان يتفوق على أي مدافع. وهناك بعض اللاعبين المعروفين بقدرتهم على التفوق على لاعبي الفرق المنافسة بفضل قوتهم البدنية الكبيرة، ولكن عندما يتعلق الأمر بدروغبا فكانوا يغيرون من طريقة لعبهم، وبدلا من الالتحام به، كانوا يقفون على بعد ياردة منه ويحاولون تحجيمه. وبعبارة أخرى، كانوا يتجنبون الدخول في مواجهة مباشرة معه ويحاولون التفوق عليه ذهنيا وليس بدنيا.

* 3: الاحتفاظ بالكرة

* حتى يمكنك الاحتفاظ بالكرة، يتعين عليك أن تكون لاعبا قويا، ولا سيما عندما تلعب في الخط الأمامي. وفي بعض الأحيان يقلل البعض من أهمية هذه المهارة المهمة للغاية، لأن النظر بإحدى العينين إلى الكرة، وبالعين الأخرى إلى اللاعب الذي يراقبك ليس بالشيء الهين على الإطلاق، ولكن دروغبا يمكنه القيام بذلك حتى يحصل على الدعم اللازم من زملائه لأنه بارع في تلك المهارة.

* 4: التفاهم مع زملائه

* ثمة حالة كبيرة من التفاهم بين المهاجم الإيفواري وبقية زملائه في الفريق، ولا سيما مع نجم خط وسط الفريق فرانك لامبارد، ويظهر هذا جليا في مباريات الفريق، فعندما تكون الكرة في طريقها إلى لامبارد في منتصف ملعبه، يعدو دروغبا بسرعة كبيرة وينطلق من خلف دفاعات الفريق المنافس لأنه يعلم جيدا أن لامبارد سيحاول تمرير الكرة إليه من أول لمسة، وبالفعل يقوم لامبارد بذلك، ولذا كان الثنائي بمثابة سلاح فتاك للبلوز من الصعب إيقافه.

* 5: القدرة على إنهاء الهجمات

* أي مهاجم لديه هذا السجل التهديفي الحافل مثل دروغبا لا بد وأن يكون لديه القدرة على استغلال الفرص أمام المرمى بطرق مختلفة، سواء كان ذلك عن طريق استغلال القوة البدنية أو الركلات الحرة أو ضربات الرأس، كما ظهر جليا في مباراة نهائي دوري أوروبا أمام بايرن ميونخ. وباختصار، يتعامل دروغبا من الفرص أمام المرمى طبقا لظروف اللعبة نفسها، ناهيك عن قدرته الفائقة في التوقع، وقدرته على استغلال أنصاف الفرص أمام مرمى الخصم.