روسيل: غوارديولا أفضل مدرب في تاريخ برشلونة

الذكريات «الرائعة» تطارد المدرب بعد رحيله.. ورئيس النادي سعيد بالنهاية «المبهرة»

TT

أعرب ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة عن سعادته بالنهاية المبهرة لمدرب الفريق جوسيب غوارديولا في أعقاب تتويج فريقه بلقب كأس ملك إسبانيا لكرة القدم. وشكر روسيل المدرب الشاب على ما قدمه للنادي خلال المواسم الأربعة، معتبرا إياه «أفضل مدرب مرّ بتاريخ النادي» وبأن بديله تيتو فيلانوفا سيبني على الإرث الذي تركه لاعب الوسط الدولي السابق.

وواصل: «علينا مواصلة العمل الذي قمنا به حتى الآن. لا أرى نهاية لحقبتنا»، موجها الشكر للاعبين والطاقم الفني والمدرب: «إنها الطريقة المثلى للاعتراف بالعمل الذي قام به غوارديولا، أفضل مدرب في تاريخ النادي. إنه يترك إرثا خلفه وتيتو سيواصله. إننا نقول مرة أخرى لغوارديولا إننا نحبه».

وتابع: «على تيتو المحافظة على ما تم تأسيسه. لا يمكننا أن ننسى أنه كان جزءا مما تحقق منذ البداية (كونه مساعد غوارديولا). علينا أن نسير على نفس مسار العمل الذي تحقق. الفريق استثنائي، إنه مذهل. تيتو سيقوم بعمل جيد بالقدر نفسه. اللاعبون مذهلون. الحقيقة هي أن اللاعبين متحدون وهم يساندون تيتو. لا أرى نهاية للحقبة التي نعيشها، والذي يعتقد أنها انتهت فهو مخطئ». وأكد روسيل أن التخطيط للموسم المقبل سيبدأ اعتبارا من الاثنين المقبل، مضيفا «سنحاول أن نلبي جميع مطالب المدربين من أجل المحافظة على المسار ذاته».

وودع غوارديولا فريقه الكتالوني بأفضل شكل ممكن من خلال إحراز اللقب الرابع عشر من أصل 19 بطولة خاضها الفريق تحت قيادته منذ أن تولى مسؤولية الفريق في عام 2008 ليعزز مكانته كأنجح مدرب في تاريخ برشلونة. وقال روسيل: «إنها نهاية سعيدة لبيب (غوارديولا) وسنحتفل بهذا اللقب لدى عودتنا لبرشلونة، عندما نودعه». ويسلم غوارديولا مهام عمله إلى مساعده تيتو فيلانوفا بعد مباراة أول من أمس حيث يخلفه فيلانوفا في منصب المدير الفني للفريق بعد أربع سنوات تاريخية مع برشلونة. وأشار روسيل: «لم يكن هناك من هو أفضل من تيتو لتولي المهمة، لقد كان موسما جيدا بالنسبة لنا».

وهكذا أسدل غوارديولا الستار على مغامرته المذهلة مع برشلونة بذكريات رائعة بعد أن قاده للفوز بلقب مسابقة كأس إسبانيا: «أنا سعيد لأني كنت جزءا من هذه العملية التي بدأت منذ فترة طويلة، لكن البداية لم تكن معي والنهاية لن تكون معي»، هذا ما قاله غوارديولا بعد مباراة أول من أمس التي شهدت تتويجه بلقبه الرابع عشر مع برشلونة خلال أربعة مواسم معه. وتابع غوارديولا الذي قرر ترك النادي: «لأني استنزفت وأنا بحاجة للطاقة»، بحسب ما قاله عقب إعلان قرار الرحيل، «أنا أترك شيئا خلفي للذين سيحلون بدلا مني. لم نخترع أي شيء، كل واحد منا طبق أفكاره بكل بساطة. سأرحل وأنا شخص سعيد». وأشار غوارديولا إلى أنه يترك الفريق الذي أشرف عليه اعتبارا من موسم 2008 - 2009 خلفا للهولندي فرانك رايكارد، بـ«ذكريات جيدة. أنا راض إلى أقصى الحدود. سأرحل وأنا شخص سعيد، أشعر بالرضا التام. أرحل تاركا خلفي مستقبلا للنادي لكي يتواصل العمل، مررنا بحقبة رائعة: 14 لقبا في أربعة أعوام، إنه إنجاز من الصعب تحقيقه. أنا مقتنع أننا نترك خلفنا ذكريات جيدة. سيردد الناس مع الوقت أن هؤلاء اللاعبين قدموا كرة رائعة وأنهم استمتعوا بذلك».

واعتبر غوارديولا أن برشلونة قدم من الناحية الكروية «أفضل موسم له»، مضيفا: «لقد نضجنا تكتيكيا. في الأعوام الأولى (كمدرب للفريق) كانت الشرارة والطاقة الخالصة العامل الأساسي (في تألق الفريق). هذا الموسم كان يعتمد على التحليل بشكل أكبر. أنا مقتنع بأن الفريق سيصبح حتى أفضل مع الوقت».

من المؤكد أن غوارديولا الذي صفق له رجال الصحافة بعد انتهاء مؤتمره الصحافي في ملعب «فيسنتي كالديرون»، كان يمني نفسه بأن يودع النادي الكاتالوني بلقبين إضافيين، هما الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال أوروبا، لكن الفريق الكاتالوني انحنى للمرة الأولى في أربعة مواسم أمام غريمه الأزلي ريال مدريد، وتنازل عن لقب «لا ليغا»، كما فشل في الاحتفاظ باللقب الأوروبي بعد خروجه من نصف النهائي على يد تشيلسي الإنجليزي الذي قد يكون وجهة غوارديولا المقبلة استنادا إلى التطور الذي طرأ على موقف المدرب الشاب بعد أن أعلن منذ ساعات معدودة أنه مستعد للعودة إلى مقاعد التدريب الموسم المقبل، وذلك خلافا لموقفه الأولي الذي أشار فيه إلى أنه يعتزم الخلود للراحة.

وفتح غوارديولا أول من أمس الباب أمام الفرق المهتمة بخدماته لتقديم عروضها هذا الصيف، حين قال: «علي أن أشحن بطارياتي في الأشهر المقبلة. سأستريح وأنتظر. سأكون جاهزا إذا أرادني أحد الأندية، إذا نجحوا في إغرائي فسأدرب مجددا».

ويشكل غوارديولا محط اهتمام تشيلسي ومواطنه ليفربول اللذين يبحثان عن خلف للبرتغالي أندريه فيلاس بواس والاسكوتلندي كيني دالغليش على التوالي، علما بأن الأول استعان بخدمات الإيطالي روبرتو دي ماتيو الذي تسلم الإشراف عليه مؤقتا ونجح في قيادته للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه. ويبدو تشيلسي الأوفر حظا للحصول على خدمات غوارديولا الذي كان نفى في أبريل (نيسان) الماضي، قبيل مواجهة برشلونة وتشيلسي في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا (فاز تشيلسي ذهابا 1 - صفر وتعادلا إيابا 2 - 2) الأخبار التي تحدثت عن تركه برشلونة من أجل تولي الإشراف على الفريق اللندني، معتبرا إياها من «نسج الخيال». وذكرت وسائل الإعلام أن غوارديولا يعتبر الهدف الأول لمالك تشيلسي، الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، المستعد لكي يمنح المدرب الإسباني راتبا سنويا قدره نحو 16 مليون دولار بحسب بعض التقارير.