اليوفي يغري فان بيرسي بقيادة مشروع خططي بقميص ديل بييرو

كافاني وهيغواين وسواريز.. أهداف تسعى إدارة السيدة العجوز خلفها

TT

إن زيارة الهولندي روبين فان بيرسي، مهاجم آرسنال البالغ من العمر 29 عاما، إلى مدينة تورينو زيارة سياحية حتى هذه اللحظة، لكن من يعلم إن لم تتبع زيارته الأولى للمدينة زيارات أخرى، وربما أيضا الانتقال للعيش فيها. فقد كان المهاجم الهولندي في مدينة تورينو الأسبوع الماضي، حينما التقى وكيل أعماله كييز فوس (ممثل مجموعة «الرياضة والترفيه») بمدير عام نادي اليوفي بيبي ماروتا، والمدير الرياضي ليوفنتوس فابيو باراتيتشي، لمعرفة حقيقة الموقف والاستماع لعرض مسؤولي اليوفي.

القميص رقم 10: وفي الزيارة الإيطالية كان فان بيرسي مدللا بكل الطرق، فقد تم إرشاده بالمعنى الحرفي في عالم السيدة العجوز بأخذ جولة في المدينة وفي الاستاد وإلقاء نظرة على المركز الرياضي في فينوفو، وبطبيعة الحال على مقر الإدارة أيضا للحديث بعيدا عن أعين مروجي الشائعات. ولم ينته تدليل اللاعب عند هذه النقطة، فعندما جلس ماروتا وباراتيتشي نطقا بكلمات جيدة في حق المهاجم الهولندي الذي سيكمل 29 عاما في السادس من أغسطس (آب) المقبل، ويلعب منذ عام 2004 في صفوف الآرسنال، كما يمثل هدفا بالنسبة لكل الأندية الأوروبية الكبرى. وقال مسؤولو اليوفي لروبين إنه سيكون اللاعب الذي سيُبنى من حوله فريق قادر على الفوز في دوري أبطال أوروبا، وهذا يمثل فارقا عن عروض الفرق الأخرى مثل عرض مانشستر سيتي الذي يضم الكثير من الأبطال، لذا لا يمكنه ضمان دور القائد الفني لفان بيرسي. ومن ثم، هناك أيضا علامة أخرى أكثر وضوحا في الحديث المتناول في مقر اليوفي، حيث أشارت السيدة العجوز إلى منحه القميص رقم 10 الذي يرتديه روبين في آرسنال، والذي يمثل بالنسبة لجماهير اليوفي رمزا خاصا، نظرا لأنه سيودع صاحبه بعد 19 عاما في يوليو (تموز) المقبل برحيل القائد ديل بييرو.

مشكلة مادية: وفي المجمل، كل شيء جيد وجميل، حيث يروق إلى اليوفي فان بيرسي، ويروق إلى فان بيرسي اليوفي. لكن المشكلة تظهر - مثلما يحدث غالبا - في القيمة المادية، حيث يرغب الهولندي في الحصول على ثمانية ملايين يورو في الموسم، بينما تتجاوز السيدة العجوز الحدود الثابتة منذ زمن بعرض ستة ملايين يورو، وهو ما يساوي بشكل عملي راتب بوفون الأعلى أجرا بين عناصر كونتي. وإن مسؤولي اليوفي مقتنعون بأن الراتب عال للغاية، وأن فارق مليوني يورو قابل للتعويض لقاء دور القائد الواعد في فريق لا يزال في طور النضج. وفي نية المديرين من المفترض أن يفتح ذلك بداية حقبة جديدة من الانتصارات بالنظر إلى أن أساس الفريق يعتمد على لاعبين أكثر شبابا. ومن ناحية أخرى فإن طريقة لعب كونتي التي تعتمد على الحركة والإدخال والهجمات الأرضية تبدو مصنوعة بالضبط لتشيد بمميزات فان بيرسي الذي أُثقل بمميزات الهداف من دون خسارة سهولة صياغة الجمل البينية ونظافة اللمسة، وعلاوة على ذلك لا تغيب عنه الكفاءة العالية.

فرضية كولاروف: ويبقى الآن يوفنتوس في وضع انتظار مع إدراكه أن وكيل أعمال اللاعب الهولندي يستمع إلى عروض الكثير من الفرق من بينها مانشستر سيتي بشكل خاص، ويعلم أيضا أنه من المستحيل أن يشارك اليوفي في المزاد المحتمل. وسيرتدي المهاجم الهولندي قميص اليوفي في حالة تبنيه المشروع الخططي بدرجة كبيرة تصل إلى حد استغنائه عن قيمة مليوني يورو من راتبه. كما يعلم روبين أن ماروتا وباراتيتشي يعملان بكثافة من أجل تعزيز صفوف السيدة العجوز، وجاء في هذا السياق خبر محاولتهما يوم الخميس الفائت الحصول على كولاروف من نادي مانشستر سيتي. وإنها فترة تفكير بالنسبة للهولندي أيضا؛ لأن الرحيل عن الدوري الإنجليزي الممتاز من أجل دوري الدرجة الأولى الإيطالي لا يعد قرارا سهلا في هذه اللحظة.. وإن زيارته إلى مدينة تورينو جعلته يدرك إن اليوفي يأخذ الأمر على محمل الجد.

كما تفتح زيارة روبين فان بيرسي السريعة إلى مدينة تورينو الطريق أمام آلاف الاقتراحات، حيث يخطط مسؤولو سوق انتقالات اليوفي جيدا من أجل مستقبل الفريق المتصدر، وأن استراتيجية ضم لاعبين كبار قائمة على أكثر من هدف. وتعد أسماء اللاعبين الذين يسعى اليوفي من أجل الاستفادة من خدماتهم معروفة الآن، كما أن أحداث الأسابيع الأخيرة تسجل تحركات المسؤولين على أكثر من صعيد، ابتداء من الزيارة السريعة التي قام بها مسؤولو السيدة العجوز إلى إسبانيا من أجل مهاجم أوروغواي لويس سواريز، لاعب ليفربول البالغ من العمر 25 عاما، والتي تمضي قدما على حد سواء مع الاتصالات بالأرجنتيني غونزالو هيغواين، مهاجم ريال مدريد البالغ من العمر 24 عاما، من دون إغفال العرض المقدم إلى نادي نابولي من أجل الحصول على مهاجم أوروغواي كافاني الذي يبلغ من العمر 24 عاما. وبتجميع تلك التحركات قد نخاطر من الوقوع في حيرة. فقد يخطر على بال أحدهم أن إدارة اليوفي تبالغ في التحرك في أكثر من جهة في الوقت ذاته.

مفترق الطرق: وفي الواقع فإن المدير العام لنادي اليوفي بيبي ماروتا ومدير المنطقة الفنية ليوفي فابيو باراتيتشي يلعبان منذ شهرين على الأقل لعبة الشطرنج في جولة من أجل تقديم أداء جيد في دوري أبطال أوروبا المقبل. وكل من المهاجمين المستهدفين من اليوفي لديه أسباب تؤيد انتقاله وأخرى ضده. كما أن القاسم المشترك بينهم جميعا هو الثمن الباهظ للحصول عليهم، وإن أرجحة الأسعار نسبية حقا، أو بالأحرى درجة الصعوبة تعتمد على الظروف المحيطة بكل صفقة. ويبني اليوفي الكثير من الآمال على تلك الظلال، وفي الوقت ذاته يجعل الجميع في حالة من القلق.

حلم كافاني: ولعل أوريليو دي لاورنتيس، رئيس نادي نابولي، هو الطرف الأكثر صعوبة، نظرا لأن رئيس نادي نابولي على وشك الاستغناء عن البوتشو الأرجنتيني لافيتسي، ومن الصعب تقبل فكرة عرض الماتادور كافاني أيضا للبيع في سوق الانتقالات الصيفية. ولهذا السبب لم يحمسه كثيرا عرض اليوفي بصب 15 مليون يورو في خزائنه، فضلا عن بطاقة المهاجم أليساندرو ماتري. ويمكن لمسؤولي اليوفي تمني موافقة الماتادور على الانتقال، لكن مع وضع في الاعتبار تنافس الأندية الإنجليزية الأخرى للاستفادة من خدمات مهاجم أوروغواي. وفي المجمل يبدو أن هذه الصفقة صعبة الحدوث، وربما تكون الأصعب على الإطلاق.

هدف هيغواين: وفي حالة المهاجم الأرجنتيني هيغواين يتعين على مسؤولي اليوفي أن يضعوا في الاعتبار إمكانية رفض المدرب مورينهو جوزيه لرحيل اللاعب، وهو ما لا يمكن التصدي له. ولم يشيد نادي ريال مدريد حائطا منيعا حول المهاجم الأرجنتيني، لكن قد يفكر المدرب البرتغالي في إحباط آمال المهاجم الذي يتوق للحصول على فرصة الانطلاق أساسيا. وقد يمثل اليوفي قاعدة إطلاق جيدة للاعب. إذن يتعين على السيدة العجوز الصبر كثيرا حتى يتغير مزاج ريال مدريد. وعلى هذا النحو ينبغي ألا ننخدع بتلك الساعات من الصمت الحالي، نظرا لأن مهاجم ريال مدريد يظل دائما على رأس أولويات السيدة العجوز.

سواريز: وبشأن صفقة لويس سواريز، فإن مهاجم أوروغواي الذي يلعب بقميص ليفربول لا يروق إلى اليوفي بقدر أقل من المرشحين الآخرين. كما أفصح المهاجم أيضا عن استحسانه لمشروع اليوفي الخططي. وتسيطر حالة الانتظار التام على الشياطين الحمر بعد استقالة كومولي ودالغليش. إذن فمن الصعب الجلوس على طاولة مفاوضات حقيقية في اللحظة الحالية. وعلى هذا النحو يتعين على بيبي ماروتا وباراتيتشي النظر حولهما، على الأقل في الوقت الحالي، حيث سيضطران إلى انتظار اللحظة المناسبة لبدء المفاوضات، لكن ذلك لن يدوم طويلا.