غويدولين مدرب أودينيزي: سأقهر القلق بممارسة اليوغا وركوب الدراجات

قال إن أرميرو يدمر الخصم.. ووصف الأبواب المفتوحة بالأجمل في كرة القدم

TT

بينما كان فرانشيسكو غويدولين، مدرب أودينيزي الذي انتزع المركز الثالث، جالسا في «مقهى بياتسيتا» على طاولة صغيرة بصحبة زوجته ميكيلا. وقد كان المقهى رفيع الطراز يمثل تطور شكل المقهى الرياضي لستيفانو بيني. ثم يظهر المشجع الذي يتناول كأسا صغيرة أخرى ويقول له: «لا ترحل»، ويعرض على الجميع مشروبا، وتتولى النادلة اللطيفة جريدة «لا غازيتا ديللو سبورت» زمام الأمر. مما جعل غويدولين يعطينا تحذيرا وحيدا بقوله: «فلنقم بذلك سريعا، لأني مرتبط بموعد سباق الدراجات».

* فلنبدأ سريعا بالأسئلة، غويدولين، لماذا بعد فوز وإعادة أودينيزي مرة أخرى للمشاركة في تمهيدي دوري الأبطال بعد انتزاع المركز الثالث، أطلقت التصريحات الخاصة بتفكيرك في أخذ عام من الراحة؟

- هذا ما أشعر به منذ فترة من الزمن. ومن الصحيح أحيانا أن تظهر علنا بعض الأحاسيس. وأنا ليس لدي شيء لأخفيه. وتسألني الجماهير ألا أرحل وكانت احتفالات مساء الاثنين الماضي في الميدان رائعة. ولكن ليس هناك أي خطر فأودينيزي هو منزلي. فأنا علي أن أعرف فقط لو كنت في غضون شهرين سأصبح مستعدا لمغامرة جديدة. ولقد قضيت موسما طويلا (طوال 51 مباراة) ومعقدا. وإن الشغف لكرة القدم موجود، حيث أحب التدريب والبقاء في الملعب، وقضاء اللحظات مع اللاعبين والاستمتاع بالمباريات. وأستطيع السيطرة على الضغط. فلقد كنت أدرب فرقا مثل باليرمو، حيث يكون ضغط المباريات عاليا جدا. أما عن القلق والتوتر فلا أستطيع السيطرة عليهما، فلقد كانا أقوى دائما حتى الجولة الأخيرة.

* وكيف يمكنك محاربة القلق؟

- يتعين علي أن أجد طريقة ما، وأتحدث عن هذا مع زوجتي التي بجانبي الآن. وأرغب في إيجاد الحل.

* هل فكرت في تحليل ذلك عند متخصص أو في شيء من هذا القبيل؟

- لقد جربت بالفعل هذا من قبل، وقد تكون ممارسة اليوغا حلا بالنسبة لي. وإن ركوب الدراجات يجلب لي الاسترخاء، فهو دوائي.

* وماذا تقول لك زوجتك؟

- إنها عاشقة لهذا المكان ولهذه الأجواء، فنحن من كاستلفرانكو، ونرغب في العيش هنا، ونادي أودينيزي يعلم كل هذا.

* إنك تتطير من الكثير من الأشياء، ابتداء من وداع اللون الأرغواني وقمصان الكشمير الرمادية والتطير من بعض المطاعم بعينها وصولا إلى فندق أستوريا الذي اخترته بعد الهزيمة في أربع مباريات ولم تغيره أبدا. هل يساعدك هذا الهوس أو يساهم في زيادة القلق؟

- إنها عادات، ولعلها أشياء لا يفعلها الأذكياء، ولكني أفعلها. ويعلم الكثير ذلك الآن. وفي بارما بعد هزيمة ما، جاء غالوبا ولوكاريللي لتحيتي بقبعة ووشاح أرغوانيين، فأخذت أركلهم ثم ابتسمت. وفي أودينيزي لم يخاطر أحد بذلك ولكنهم لاحظوا مسألة القميص الرمادي. ولقد غيرت الفندق بعد أربع هزائم، ولكننا الآن في قلب المدينة وأقرب إلى الجماهير التي تحيي اللاعبين وتلتقط الصور معهم.

* أنت تجعل علاقة اللاعبين مع الجماهير أقرب بالتدريبات المفتوحة أمامها. في حين شيد آخرون حائطا منيعا.

- تروق إلي الأبواب المفتوحة، فهي أجمل ما في كرة القدم. وأعلم أن أحدا ما يتلصص، ولكن ما نقوم به في التدريبات ليس قانونا، حيث أعلن عن تشكيلة المباراة للاعبين قبل ساعة ونصف منها. وأفسر أحيانا أسباب اختياراتي، ولكن من يعرف أنه سيلعب يدرك ذلك خلال الأسبوع.

* يبدو أن توترك له تأثير إيجابي على الفريق بالنظر إلى نتائج أودينيزي..

- كوني متوترا هكذا يجعلني أقدم أفضل ما بوسعي. أما عن الباقي فإنه نتيجة للاستعدادات طوال الأسبوع وعمل طاقم فني مذهل.

* هل تشاهد الكثير من مباريات كرة القدم؟

- أجل، أشاهد كثيرا كرة القدم الإنجليزية والإسبانية والألمانية التي تنضج أكثر. ولكن يبدو لي أن كرة القدم الإسبانية، من حيث المستوى، هي الأفضل في أوروبا.

* أودينيزي لا يصطاد من سوق الانتقالات الإيطالية أم أن لاعبيه الإيطاليين جعلوا النادي يشارك في دوري الأبطال مرتين. ويتجه التفكير إلى أن بينزي ودوميتزي وفابريني وفيرونيتي وكودا وفلورو فلوريس وباسكوالي وباتسينتسا، من دون الحديث عن دي ناتالي، لاعبون ممتازون. فلماذا لا تبحثون عن اللاعبين في إيطاليا؟

- إنهم عناصر الفريق المتماسك، وأضيف إليهم هاندانوفيتش. ويتمتعون بالكفاءة الفنية والخططية. وتعمل الإدارة بطريقة معينة، أيضا على مستوى الأسعار، ولكن اللاعب الإيطالي ليس ممنوعا، وفابريني هو الدليل على ذلك.

* كم يبلغ فضل دي ناتالي في انتزاع المركز الثالث في هذا الموسم؟

- إن دي ناتالي عبقري في كرة القدم، وما إن ينزل المباراة حتى يتولى زمامها. ويتميز بسرعة البديهة، فهو أفضل لاعب دربته.

* يضم فريقك الكثير من اللاعبين الشباب، فكيف تدخل إلى عقول أصحاب العشرينيات؟

- بات الأمر الآن أكثر تعقيدا من ذي قبل، فأنا أتواصل معهم وأدربهم وأقوم بدور المربي، وأشعر أحيانا بكوني أبا. كما يضم الفريق الكثير من الأجانب، والتمس منهم تعلم اللغة الإيطالية. فإن بيرييرا مطرود الآن لأنه كان من المفترض أن يفهم أكثر اللغة الإيطالية. ومن ثم قمت بعمل تكاملي مثل الآخرين، وإن التدريبات مضاعفة التركيز هي سرنا.

* وماذا عن ما حدث مع أرميرو؟ عند نقطة معينة قررت تفضيل الدفع بباسكوالي عليه. ولقد كان مثالا، حيث انتظر الجولة من دون إثارة الجدل..

- إن أرميرو لاعب كبير وسيصنع مستقبلا جيدا، فهو يسحق الخصم ويدمره، ولكن عليه البقاء بحالة جيدة. ولقد كان حينها متعبا فقط ورأيت أن الفذ باسكوالي كان بارعا في أن يجعلني أجده مستعدا.

* أما أسامواه هو قوة الطبيعة، هل ترى ذلك؟

- أجل، إنه جنوني. وأتمنى أن يتركوه لي.

* ومن أفضل لاعب جاء ضمن صفقات سوق الانتقالات؟

- في هذا العام كان باستا. فيا له من تعويض. كما يعد بينزي أساسيا. ولقد أخبرني برانديللي أنه يتابعه، وكنت أتمنى أن يكون ضمن الـ32 لاعبا في المنتخب الإيطالي.

* هل صحيح أنك تشاجرت في يناير (كانون الثاني) مع جينو بوتسو لأنك كنت تود مورييل في الحال وكنت تطلب ضم برينتسا؟

- لا، هذا غير صحيح. إن مورييل يتمتع بالكفاءة ولكن كان صحيحا أنه يلعب باستمرارية. وأعشق برينتسا، فلقد قدّم موسما استثنائيا بقميص باليرمو. وهو موهبة غير مكتشفة، ويستحق أكثر من ذلك.

* كما أنه مثالي في طريقة لعب 3 - 5 - 1 - 1 التي سادت في النهاية..

- في هذه الحالة هو الأكثر ملاءمة، ولقد حاولنا أن نجد بديلا لسانشيز، ولم يكن ذلك سهلا، وفي النهائي نضج فابريني. وكنت أول من ابتدع طريقة لعب 4 - 2 - 3 - 1 وشجرة عيد الميلاد. وأنا لا أجيد التسويق لذاتي، ولكن أتحدث فقط من خلال النتائج.

* هل فكرت من قبل في أن يأتي إليك الرئيس موراتي ويعرض عليك تدريب الإنتر ويقدم لك الأموال؟

- لن يأتي موراتي. فأنا بحالة جيدة مع جينو وجيانباولو بوتسو.

* ولماذا فشل الإنتر وفاز أودينيزي بالمركز الثالث؟

- أنا أتحدث فقط عنا. وفي الدوري الذي استحق فيه اليوفي انتزاع الدرع لتعطشه للفوز، استطعنا إعادة شحذ طاقاتنا بعد الكثير من الصعوبات. وأضيف إلى ذلك أننا لم نحظَ بجدول مباريات يسير، حيث لعبنا ثلاث مباريات في ستة أيام لثلاث مرات. وهذا ما يتعارض مع صحة اللاعبين.

* أنت تتابع سباق الدرجات، فماذا يحمل من تشابه مع كرة القدم؟

- إنهما متشابهان في الإرهاق والمعاناة. ففي كرة القدم الحديثة من المرهق أن تكون لاعبا. وإذا استسلمت سترجع إلى الوراء. وأتحدث عن ركوب الدراجات من حين لآخر، فأنا سعيد لكوني جزءا من هذا العالم. وأنا صديق لباسو. كما هنأني بالان وفريق لامبري لسباق الدراجات على المركز الثالث.

* إن لك مسيرة كروية طويلة، فهلا أشرت لنا إلى اللاعبين الذي دربتهم، وكانت لهم بصمتهم لأكثر من 25 عاما من اللعب؟

- كما قلت من قبل إنه دي ناتالي. وأعتقد أني ساهمت كثيرا في حياة سانشيز الكروية. وإن فيري هو أقوى لاعب قلب هجوم في آخر 20 مترا من الملعب، وكوريني هو القائد المذهل، ودي كارلو هو أفضل قدوة للجميع.

* لنختم بذكرى وفاة موروسيني، كيف تماسكتم؟ وأنت من كان يمنحه القليل من فرص اللعب، هل تفكر في ذلك؟

- لقد كانت صدمة فظيعة. فلقد كان أحد لاعبينا الجيدين والأسخياء. وتخطر على بالي هذه الفكرة غالبا، ويبقى القلق. وأشعر بالأسف لأني لم أمنحه المزيد من الفرص على المستوى المهني، فقد كان يستحق ذلك.