فوزي: الاتحاديون لم يخاطبوني بشأن التجديد.. وكانيدا مصرّ على بقائي

المحترف المغربي أكد أن تعاقب المدربين على الفريق وراء تذبذب مستوياته هذا الموسم

TT

كشف المحترف المغربي في صفوف الفريق الكروي الأول في نادي الاتحاد محمد فوزي عن رغبته الكبيرة في التجديد مع النادي على الرغم من أنه لم يتلق حتى هذه اللحظة أي أحاديث مباشرة من الإدارة، مبينا أن المدرب أبدى رغبته الكبيرة في استمراره خلال الموسم المقبل، مشيرا إلى أنه شعر خلال الفترة التي قضاها محترفا في الدوري السعودي بأجواء الأسرة الواحدة، الأمر الذي كان افتقده عند احترفه في الدوري البرتغالي، مرجعا تذبذب مستوى الفريق خلال الموسم إلى عدم تأقلم اللاعبين مع الجهاز الفني الجديد بقيادة الإسباني كانيدا، إلا أن الوقت كان كفيلا بانسجامهم مما أسهم في تأهل الفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، معتبرا مناخ جدة الحار والرطب أحد أبرز المعوقات التي أخرت تألقه مع الاتحاد هذا الموسم، واعدا الجماهير الاتحادية بتعويضهم بالبطولة الآسيوية بعد أن خذلوهم كلاعبين في تحقيق كأس الملك، مؤكدا أن المطالبات بإقصاء اللاعبين الكبار في النادي لا تعتبر منطقية في ظل عطائهم الكبير ووصولهم إلى مرحلة النضج، ولم يخف رغبته في تقديم أداء مماثل لما قدمه مواطناه أبو شروان وأحمد بهجا اللذان لا تزال ذكراهما راسخة في عقول الجماهير الاتحادية التي يتمنى أن يرد لها الجميل لوقوفها خلفهم ومساندتها له خلال الفترة السابقة.

وامتدح فوزي الجماهير الاتحادية ووفاءها غير المستغرب مع جميع اللاعبين بالوقوف معهم ودعمهم ومساندتهم لهم طوال مواجهات الفريق، كاشفا خلال حديثه عن أن أحد العوامل التي أسهمت في تراجع مستويات الفريق في السابق هي كثرة تعاقب المدربين. وإلى الكثير من الأمور في سياق الحوار التالي..

* خضت تجربة احترافية مع الفريق الكروي الأول في نادي الاتحاد هذا الموسم، كيف تقيم تجربتك؟

- لعبت لفريق كبير يضم لاعبين مميزين خلقا وأداء داخل الملعب، ورغم تسجيلي للأهداف مع فريقي السابق في البرتغال، فإنني أجد أن الأهداف التي سجلتها مع الاتحاد تحمل نكهة خاصة لدي، وأعتقد أن تجربتي الاحترافية في الدوري السعودي جيدة، وأتمنى أن أكون قد وفقت رغم قصر المدة التي حضرت من خلالها مع الفريق، والتي لم تتجاوز الـ3 أشهر ونصف الشهر.

* قدمت مستويات مختلفة خلال وجودك داخل المستطيل الأخضر مرتديا قميص الاتحاد، هل أنت راض عما قدمته خلال هذه الفترة؟

- الحمد الله على توفيقه في جميع الأحوال، وراض عما قدمته، وأجد أنني خلال مواجهات الفريق الأخيرة بدأت التأقلم مع الفريق والنهج التكتيكي للمدرب وقدمت أداء جيدا، إلا أن لدي الكثير لتقديمه والإسهام مع بقية زملائي لهز المدرجات الاتحادية فرحا بتحقيق الانتصارات، والسير على خطى محترفي الفريق السابقين المغربين هشام أبو شروان وأحمد بهجا وبلوغ ما حققاه من حب ومودة متبادلين مع الجماهير الاتحادية الوفية التي تواصل تذكرهما بكل محبة، وليس غريبا عنها هذا العشق والوفاء.

* ظهرت بصورة جيدة ومغايرة خلال مواجهات الفريق الأخيرة عما كنت عليه حين قدومك، فما سر ذلك؟

- تأثرت عند قدومي بدرجة الحرارة العالية والرطوبة كوني لست معتادا على اللعب في مثل هذه الأجواء التي بدأت التأقلم عليها مؤخرا مما أسهم في ظهوري بالمستوى الجيد، والفضل يعود إلى الله ثم مدرب الفريق الذي سعى إلى توظيفي في الموقع الذي أفضل اللعب من خلاله، إلى جانب الدعم الكبير الذي حظيت به من قبل زملائي في الملعب وتشجيعهم المستمر لي ودعمي معنويا ونفسيا، الذين لم يشعروني بالغربة في ما بينهم، فقد كانوا إخوانا لي جميعا، كما لا أنسى جماهير الفريق التي أحرجتني بمحبتها والتفافها.

* من هم اللاعبون المقربون منك داخل أروقة الاتحاد؟

- جميع اللاعبين أجدهم قريبين جدا مني، وأخص بالذكر قائد الفريق محمد نور ورضا تكر وأسامة المولد وحمد المنتشري وسعود كريري ومبروك زايد وجميع لاعبي الخبرة الذين قدموا لي الكثير من تشجيع ومساندة، وصديقي الشخصي لاعب الفريق الشاب عبد الرحمن الرشيدي.

* تزايدت الانتقادات تجاه ارتفاع معدل أعمار لاعبي الاتحاد حيث أرجع البعض تراجع مستويات الفريق بسببها، ما مدى صحة تلك الآراء بنظرك؟

- هذا الأمر غير صحيح، فالخبرة مطلب ضروري لأي فريق، كما أن لاعبي الاتحاد في وهج عطائهم الفني ومعدل أعمارهم ليس كبيرا، فلا يزالون في قمة نضجهم الكروي، واللاعب يقاس بما يقدم من عطاء لا بالعمر، وهناك لاعبون محترفون في الخارج يفوقون لاعبي الاتحاد عمرا وما زالوا يمثلون فرقهم، وأجد أن جميع اللاعبين من ذوي الخبرة في الاتحاد قادرون على العطاء لسنوات استنادا على ما يقدمونه داخل المستطيل الأخضر من مستويات فنية عالية، ويعدون ثروة النادي، والخبرة مطلوبة في الفريق إلى جانب مزجها بعناصر شابة للاستفادة من هذه الكوكبة بالصورة الأمثل.

* إذن أين تقع المشكلة في تحقيق الفريق نتائج سلبية وتراجع مستوياته في فترة سابقة؟

- من وجهة نظري كلاعب، أجد أن تعاقب المدربين على الفريق ألقى بظلاله على العطاء العام للاعبين، وهو الأمر الذي أوجد هذه المستويات التي تصفها بالسلبية بالسابق، على عكس ما يشهده الآن الفريق من استقرار فني وتأقلم حاليا.

* الاتحاد رغم الانتصارات المتتالية التي يحققها فإن عطاءه الفني لا يزال غير مقنع للكثير من المتابعين الرياضيين، كيف ترى الوضع؟

- الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت.. وهي عبارة أقتبسها من خلال متابعتي لما يطرح بالوسط الرياضي هنا، والاتحاد فريق كبير وقد تكون المستويات المتذبذبة عائدة لعدم تأقلمنا مع النهج التكتيكي للمدرب بالشكل المطلوب 100 في المائة، رغم تحسن نتائج الفريق خلال الفترة الماضية عما كانت عليه في السابق، والفضل عائد لله، ثم للمعسكر الناجح الذي أقامه القائمون على النادي في جبل علي بأبوظبي، حيث واصل الفريق تقديم مستويات جيدة محققا ما يقرب من 16 انتصارا متتاليا - ولله الحمد - والاتحاد يمتلك لاعبين لديهم الكثير لتقديمه، وأجد أن المعسكر الإعدادي الخارجي للفريق استعدادا للمنافسات الموسم المقبل سيؤتي ثماره بتحقيق التأقلم المطلوب وسيظهر الفريق بصورة مغايرة من خلال العودة لمستوياته المعروفة بما يرضي محبيه، وأؤكد لك ذلك.

* لماذا هذه الثقة؟ ألا تجد أنك تبالغ بها؟

- إطلاقا فهي كلمة حق، فالفريق يملك لاعبين مميزين جدا سواء على صعيد لاعبي الخبرة أو الشباب، وهم قادرون على قيادة الاتحاد إلى منصات التتويج لما يملكونه من روح الأسرة الواحدة والمحبة التي تربطهم جميعا، واتضح لي ذلك من خلال تجمعاتنا على وجبة العشاء معا من مواجهة إلى أخرى، وكلما أتيحت لنا الفرصة.

* بعد تأهل الاتحاد إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، هل تراه قادرا على تحقيق البطولة؟

- بطبيعة الحال من المؤكد، فالبطولة ليست بغريبة على لاعبيه وجميعهم يستشعرون المسؤولية والرغبة والطموح لتحقيق البطولة الآسيوية وإسعاد جماهيرهم بها وتعويضهم عن خسارة بطولات هذا الموسم.

* هل ترغب بالبقاء أم تفكر في الرحيل؟

- الأمر ليس باختياري كونه قائما على الخيارات المتاحة للمدرب، فأنا أرغب في الاستمرار وخدمة الفريق وتحقيق بطولة معه لإسعاد جماهيره التي غمرتني بالمحبة وهو أقل ما يمكنني تقديمه لهم بعد أن فشلنا في تحقيق بطولة كأس الملك، ونحن وعدناهم بتحقيقها، إلا أن التوفيق لم يحالفنا، وأقل ما نعوض به هذه الجماهير تحقيق البطولة الآسيوية، وحتى هذه اللحظة لم يخاطبني أي من مسؤولي النادي بأمر التجديد، إلا أن مدرب الفريق اجتمع بي وأبدى رغبته باستمراري، مشيرا إلى أنه سيخاطب الإدارة بشأن التجديد لي.

* في حال لم تتم مخاطبتك وقررت الإدارة الاستغناء عنك، ماذا ستقول؟

- سأقول شكرا للجميع، وأنا لاعب محترف وما زلت أرتبط بعقد مع النادي البرتغالي، حيث سأعود للانضمام إليه والانخراط بمعسكره الإعدادي للموسم المقبل بشكل طبيعي، إلا أنني سأشعر بفقدان الأيام الجميلة التي قضيتها بين إخوتي اللاعبين وأصدقائي هنا، وهذا حال اللاعب المحترف، فعليه التأقلم مع المتغيرات.

* كلمة أخيرة في نهاية الحوار؟

- أشكر جميع من وقف إلى جانبي ودعمني، كما أشكر من اختلف حولي وانتقدني، كون ذلك رأيا شخصيا أقدره وأحترمه، وأوجه رسالة للجماهير الاتحادية وهي أنني أحبهم كثيرا وصدقا أمتعني حضورهم ومؤازرتهم للفريق والأهازيج التي يرددونها.