361 مليون جنيه إسترليني خسارة الأندية الإنجليزية العام الماضي

مانشستر سيتي تكبد أكبر خسارة في تاريخ كرة القدم العالمية

TT

تكبدت الأندية الإنجليزية العشرون المشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز خسائر فادحة خلال العام الماضي وصلت إلى 361 مليون جنيه إسترليني، على الرغم من تحقيقها إيرادات قياسية وصلت إلى 2.3 مليار جنيه إسترليني. ومن بين كل الأندية المشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2010 - 2011، وهو الموسم الذي كشفت فيه معظم الأندية عن حساباتها المالية، حققت ثمانية أندية فقط مكاسب تصل في الإجمالي إلى 97.4 مليون جنيه إسترليني.

وطبقا لديفيد كون، المدون المختص في الشؤون الرياضية في صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإنه من بين الأندية الأخرى، تكبد 11 ناديا خسائر تصل في الإجمالي إلى 458 مليون جنيه إسترليني، وتكبد مانشستر سيتي أكبر خسارة في تاريخ كرة القدم العالمية وصلت قيمتها إلى 197 مليون جنيه إسترليني خلال العام الماضي، وهو العام الثالث منذ استحواذ الملياردير الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على النادي وإنفاقه عليه ببذخ شديد من أجل تشكيل فريق قادر على الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.

وحل نادي تشيلسي اللندني في المركز الثاني، بخسارة بلغت 68 مليون جنيه إسترليني. ويحظى النادي بدعم مالي كبير من مالكه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش الذي ضخ في خزينة النادي 94 مليون جنيه إسترليني في موسم 2010 - 2011. وجاء ليفربول، الذي تم الاستحواذ عليه من قبل مجموعة «فينواي» الرياضية منذ ثمانية أشهر فقط، في المرتبة الثالثة بخسارة تقدر بـ49 مليون جنيه إسترليني.

وكان نادي برمنغهام سيتي، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى الآن، قد فشل في تقديم حساباته المالية عن موسم 2010 - 2011، التي كان يجب تقديمها في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر (كانون الأول) وفقا للقانون. ولم تقم الشركة الأم للنادي، وهي شركة «برمنغهام إنترناشيونال هولدنغز» المسجلة في بورصة هونغ كونغ للأوراق المالية، بالكشف عن حساباتها حتى الآن، في حين يواجه رجل الأعمال كارسون يونغ الذي قاد صفقة الاستحواذ على النادي عام 2009، اتهامات بغسل الأموال، وهي الاتهامات التي ينكرها تماما.

وعلى الجانب الآخر، حققت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز إيرادات قياسية بلغت 2.3 مليار دولار، ويعود الفضل في ذلك في الأساس إلى صفقات البث التلفزيوني للدوري الإنجليزي خلال الفترة بين عامي 2010 و2013، التي اشتملت على صفقة قياسية بلغت قيمتها 1.5 مليار جنيه إسترليني مقابل بث مباريات الدوري الإنجليزي خارج إنجلترا. وتعكس هذه الأرقام المالية المنافسة الرياضية الشرسة بين أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، التي أدت إلى ارتفاع رواتب اللاعبين بطريقة غير مسبوقة.

وفي الإجمالي، أنفقت الأندية العشرون على رواتب اللاعبين 1.5 مليار جنيه إسترليني في موسم 2010 - 2011 (بما في ذلك قيمة رواتب اللاعبين التي دفعها برمنغهام في موسم 2009 - 2010 والتي تصل إلى 38 مليون جنيه إسترليني). وتلتهم رواتب اللاعبين 69 في المائة من إجمالي دخل الأندية، مقابل 68 في المائة في موسم 2009 - 2010. وجاءت أعلى الأرباح من نصيب نادي نيوكاسل يونايتد، في أول موسم له في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الهبوط إلى القسم الثاني في موسم 2009. وتم نشر تلك البيانات المالية قبل فترة الانتقالات الصيفية التي غذت خزينة النادي بـ35 مليون جنيه إسترليني، وهي قيمة صفقة بيع نجم الفريق أندي كارول إلى نادي ليفربول، حيث بلغ إجمالي الأرباح 33 مليون جنيه إسترليني. وعلى الرغم من أن نادي مانشستر يونايتد قد دفع 50 مليون جنيه إسترليني كفائدة للديون الطائلة التي أثقلت بها عائلة جلازر الأميركية النادي، فإن مانشستر يونايتد أنفق على رواتب اللاعبين أقل مما أنفقه تشيلسي ومانشستر سيتي، حيث أنفق 153 مليون جنيه إسترليني، في حين حقق أرباحا تصل إلى 12 مليون جنيه إسترليني.

وفي المقابل، تكبد نادي ليفربول خسائر تشغيلية وصلت إلى 90 مليون جنيه إسترليني. ولو لم يسجل النادي أرباحا بقيمة 43 مليون جنيه إسترليني نتيجة بيع بعض اللاعبين، بما في ذلك بيع فرناندو توريس لنادي تشيلسي مقابل 50 مليون جنيه إسترليني (يتم احتساب الأموال التي أنفقت على شراء اللاعبين، مثل أندي كارول، بصورة تدريجية)، لكانت الخسائر التي تكبدها ليفربول قد تخطت رقم الـ49 مليون جنيه إسترليني الذي تم الإعلان عنه.

ومن جانبه، رفض ريتشارد سكودامور، الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإنجليزي الذي يحتفل بمرور 20 عاما على إقامة الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله واسمه الحاليين، سن تشريع جديد يشبه قانون «اللعب المالي النظيف» الذي أعلن عنه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وتهدف مثل هذه القوانين إلى مساعدة الأندية على إنهاء خسائرها أو الحد منها، سواء عن طريق التمويل من قبل مالكي الأندية أم لا، وتمت الموافقة على هذه القوانين بالفعل من جانب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في الآونة الأخيرة.

وبموجب قانون اللعب المالي النظيف، يتعين على الأندية الإنجليزية المشاركة في دوري أبطال أوروبا ودوري أوروبا، التابعين للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الوفاء بذلك القانون بداية من العام الجاري والعام المقبل. وأعلنت كل الأندية، بما في ذلك ناديا تشيلسي ومانشستر سيتي اللذان يحظيان بدعم مالي كبير من مالكيهما، أنهم سوف يتخذون خطوات تساعدهم على الالتزام بذلك القانون.

وبعيدا عن أندية القمة، تكبدت الفرق الأخرى خسائر كبيرة في محاولة للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد تنازل مالك نادي ويغان الإنجليزي، ديف ويلان، عن 48 مليون جنيه إسترليني كانت مستحقة له لدى النادي في شهر أغسطس (آب) الماضي، وقال ويلان إن قانون اللعب المالي النظيف «شيء جيد لكرة القدم بشكل عام؛ لأنه يضمن بقاء الديون عند مستويات معقولة ومستدامة».