خبراء ملتقى الأمن والرياضة: «متعصبون» يديرون المراكز الإعلامية في الأندية

قدموا أوراق عمل عن دور العلاقات العامة في نبذ التعصب

TT

لليوم الثالث على التوالي، واصل ملتقى الأمن والرياضة السنوي، في دورته الأولى، طرح أوراقه وتوصياته ورؤاه بخصوص نقاشاته التي تصب في العنف والتعصب في الملاعب الرياضية السعودية، وأثر ذلك على الحالة الأمنية، الذي يأتي تحت رعاية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وينظمه الاتحاد السعودي لقوى الأمن الداخلي في نادي ضباط قوى الأمن بالرياض، وركز المشاركون على دور الإعلام الرياضي في ضبط سلوكيات وممارسات الجمهور الذي يتأثر من الرسائل التي يقدمها الإعلام.

وتحدث الدكتور يوسف الرميح، أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة بجامعة القصيم، في ورقة عمل بعنوان «دور مؤسسات المجتمع في التعامل مع التعصب الرياضي والتوعية من أخطاره»، عن دور الأسرة في التوعية، مؤكدا أن للأسرة أدوارا مهمة وحيوية في التعامل مع التعصب الرياضي، ومنها أن يكون الوالدان وسطيين في التعامل مع الأندية ومع الرياضة بشكل عام، فضلا عن دور المدرسة والمسجد والحي، كما بين الدور الكبير لوسائل الإعلام في التوعية، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام تلعب الدور الرئيسي والمهم والحيوي في نشر فكر التعصب الرياضي، عندما يشاهد الصغار والشباب وسائل الإعلام، وهي تتطرف بتشجيع ناد بعينه وتبحث له عن المبررات الوهمية حتى حين تتوالى خسائره.

من ناحيته، وضع محمد بن عواد الشقاء، في ورقة عمل حملت عنوان «المتحدثون الإعلاميون وإثارة التعصب الرياضي في وسائل الإعلام» مفردة «المتعصب» في عدة تعريفات، حيث أكد أن معنى هذه المفردة بأنه اتجاه نفسي يقوم على أساس أحكام مسبقة (إدراكات، معتقدات..) تتعلق بشخص ما أو جماعة أو مبدأ معين ولا يستند إلى معرفة كافية أو حقيقة علمية، ويرتبط التعصب بمشاعر وانفعالات قوية سلبية أو إيجابية تجعل صاحبها يرى ما يريد ويحب أن يراه فقط، لكنه لا يرى ما لا يحب أن يراه غيره! كما أشار إلى تعصب المتحدثين الإعلاميين في الأندية بقوله: «إذا ما عدنا إلى تاريخ المتحدثين الإعلاميين في الأندية، فإننا سنلحظ أن اختيارهم جاء بناء على انتمائهم للنادي وعلاقتهم معه، وبهذا فإن الاختيار عادة يكون غير مدروس ودقيق ومتوازن وعشوائيا، لذا فإن نتائج ذلك على النادي تحددها سلوكيات المتحدث من تصرفات وأقوال إضافة إلى خبرته ومعرفته التامة بمهام النادي الذي ينتمي إليه وأيضا ثقافته وتوازنه وهدوئه واحترامه للآخرين منافسين وأصدقاء. وبرزت في الأخير جملة من التصرفات التي يمكن تصنيفها ضمن «تعصب المتحدثين الرسميين» ولعل إصدار العقوبات بحقهم دليل على وجود خلل وتجاوزات تفضي إلى خلق تعصب بين أوساط الرياضيين وخاصة في الشارع الرياضي ممثلا بجماهير الأندية.

وتتنوع صور التعصب الرياضي الذي يمارسه بعض متحدثي الأندية؛ فمنها ما هو سلوك لفظي عبر الآراء المنشورة بمختلف أشكالها التلفزيونية أو الصحافية أو المسموعة، ومنها ما هو تصرف جسدي عبر ما يوجهه المتحدث الرسمي من حركات وإيماءات جسدية تجاه جماهير المنافس أو تجاه وسائل الإعلام والإعلاميين الذين يتبعون أو يميلون لأندية أخرى.

وأوصى الشقاء في ختام ورقته البحثية بعدة توصيات، منها إقامة الدورات التثقيفية والإدارية للمتحدثين الرسميين. وتذكير المتحدثين الرسميين بشكل دوري بميثاق شرف الرياضة السعودية والذي يؤكد على الالتزام بالتنافس الشريف والأخلاق الحميدة ونبذ التعصب وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال الرياضة ومنافساتها وما يتبعها من أنشطة ثقافية واجتماعية، إضافة إلى التأكيد على إدارات الأندية بتنظيم سلوكيات متحدثيها قبل وأثناء وبعد المناسبات الرياضية.

من جانبه، أشار الدكتور عبد الرحمن النامي وكيل قسم الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المدير التنفيذي للجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان إلى أن دور العلاقات العامة مفقود في الأندية الرياضية وذلك من خلال ورقة العمل التي قدمها في الجلسة الثانية تحت عنوان (دور العلاقات العامة في الأندية الرياضية في نبذ التعصب) منوها بأن العلاقات العامة تمثل أهمية بالغة للأندية الرياضية، حيث تستهدف تحقيق التوافق والتكيف بينها وبين جمهورها الذي تتعامل معه. وبهذا التوافق والتكيف يتوافر للأندية الرياضية مناخ نفسي أكثر من ملاءمة لتطورها وازدهارها ازدهارا يقوم على الثقة المتبادلة بين الأندية وجمهورها، كما يؤدي ذلك إلى استقرار الأندية الرياضية في سعيها لتحقيق البطولات التي بدورها تشبع رغبات الجمهور ومن خلال حصد البطولات الرياضية، فإن ذلك يؤدي إلى إرضاء الجماهير عن السياسات التي تنتهجها إدارات الأندية الرياضية وفق الخطط المرسومة من قبلها لتحقيق الأهداف المرجوة.