الشرطة الإيطالية تعتقل ماوري وتحقق مع كريشيتو وكونتي

استبعاد مدافع المنتخب الأيسر وتورط 19 شخصا في فضيحة تلاعب جديدة بالنتائج

TT

اعتقلت الشرطة الإيطالية، أمس، قائد فريق لاتسيو ستيفانو ماوري بتهمة التورط بالتلاعب في نتائج مباريات الدوري الإيطالي لكرة القدم ضمن فضيحة «كالشوكوميسي»، ضمن 19 شخصا بينهم أيضا الدولي دومينيكو كريشيتو لاعب زينيت الروسي، كما أخبرت الشرطة أنطونيو كونتي مدرب نادي يوفنتوس المتوج حديثا بلقب الدوري الإيطالي بأنه أيضا سيخضع للتحقيق في القضية نفسها.

وداهمت الشرطة غرفة كريشيتو في معسكر المنتخب الإيطالي في كوفرتشانو بالقرب من فلورنسا، حيث يتحضر للمشاركة بكأس أوروبا التي تنطلق في 8 يونيو (حزيران) المقبل في بولندا وأوكرانيا، وحققت معه قبل أن تصطحبه معها خارج المعسكر لاستكمال التحقيق.

وأعلن ديميتريو ألبرتيني نائب رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أمس أن كريشيتو ظهير أيسر المنتخب تم استبعاده عن بطولة أوروبا. وقال ألبرتيني: «اتخذ هذا القرار بعد تشاور بين المدرب تشيزاري برانديلي والاتحاد الإيطالي، وعبر كريشيتو أيضا عن أسفه بشأن تداعيات هذا الأمر على المنتخب الوطني وعلى اللاعبين. وشرح لي بعض الأشياء وأصدق روايته وأؤمن ببراءته».

وقال كريشيتو الذي يزعم محققون أنه تم تصويره في مطعم مع مشتبه بهم في فضيحة التلاعب بينما كان لا يزال يلعب في جنوا للصحافيين: «لا علاقة لي من قريب أو بعيد بهذا الأمر. خرجت لتناول العشاء مع بعض أنصار جنوا».

وكان مدعي عام منطقة كريمونا روبرتو دي مارتينو، المسؤول عن التحقيق في هذه الفضيحة، أكد سابقا أن لا شيء يمنع كريشيتو (25 عاما و19 مباراة دولية) من السفر مع المنتخب الإيطالي إلى نهائيات كأس أوروبا، مضيفا: «إن صفة الشاهد المساعد هي وسيلة لوضع الأشخاص المعنيين تحت ذمة التحقيق، وليست حكما تجريميا، نحن ننسى هذا الأمر غالبا في إيطاليا».

وأشار المدعي العام إلى أن صفة الشاهد المساعد لا تنطبق سوى على كريشيتو، وأن ليس هناك أي عضو آخر في المنتخب الإيطالي مرتبط في هذه القضية.

وجاء التحقيق مع كريشيتو في اليوم الذي سيعلن فيه مدرب إيطاليا تشيزاري برانديلي تشكيلة الـ23 لاعبا لنهائيات كأس أوروبا، وكان سيجد نفسه مضطرا «أخلاقيا» إلى استبعاد اللاعب، لكن كريشيتو أخذ المبادرة الاستباقية وقرر التنحي بنفسه.

وذكر أن كريشيتو التقى في مايو (أيار) 2011 مع زميله حينها في جنوا جوسيبي سكولي ومشجعين للفريق مصنفين في فئة المتعصبين أو ما يعرف بـ«الألتراس» وشخص بوسني صاحب سجل إجرامي، وذلك في أحد مطاعم المدينة. وطالب الادعاء العام في كريمونا حينها إصدار مذكرة توقيف بحق سكولي، لكن قاضي التحقيق، غيدو سالفيني، لم يلب طلبه.

وفي ظل غياب كريشيتو عن المنتخب سيتولى لاعب بارما فيديريكو بالزاريتي مهمة شغل مركز الظهير الأيسر أو قد يلجأ برانديلي إلى قلب دفاع يوفنتوس جورجيو كييلني لسد هذا الفراغ.

كما ورد في التحقيقات الحالية اسم أنطونيو كونتي، مدرب يوفنتوس، المتوج بلقب الدوري مؤخرا، في الفضيحة التي اندلعت منذ نحو سنة من قبل مدعي عام كريمونا، حيث بدأت معالم القضية تتبلور، وذكرت «انسا» أن الشرطة حققت مع لاعب «السيدة العجوز» سابقا لأنه كان يشرف على سيينا خلال موسم 2010 - 2011.

كما داهمت الشرطة أيضا منزل قائد كييفو سيرجيو بيليسييه وأوقفت لاعب جنوا وفيورنتينا السابق عمر ميلانيتو الذي يدافع حاليا عن ألوان بادوفا (درجة ثانية).

وذكر دي مارتينو أن مدخول بعض المباريات «المغشوشة» في الرهانات خلال موسم 2010 - 2011 مثل مباراة ليتشي ولاتسيو بلغ 2 مليون يورو، مشيرا إلى أن مبلغ 600 ألف يورو من هذه الأرباح ذهب إلى رشى اللاعبين وغيرهم.

وأعلن أيضا أن أهم ما كشفه التحقيق مع الأشخاص الـ19 هو وجود مجموعة من 5 مجريين تم توقيف بعضهم في المجر لأفعال مماثلة لتلك التي حدثت في إيطاليا.

وذكر دي مارتينو مباريات أخرى مشبوهة خلال موسم 2010 - 2011 منها تلك التي جمعت باري في سمبدوريا، ولاتسيو بجنوا، وليتشي بلاتسيو، إضافة إلى 7 أو 8 مباريات لسيينا يشتبه في التلاعب بنتائجها، مؤكدا وجود لائحة من المشتبه بهم تشمل لاعبين وإداريين، إضافة إلى مدرب، في إشارة منه إلى كونتي الذي كان حينها مدربا لسيينا.

وكانت وسائل الإعلام الإيطالية كشفت في التاسع من الشهر الحالي أن 22 ناديا كرويا و61 لاعبا تم استدعاؤهم من قبل النائب العام في كريمونا للمثول أمام القضاء للاشتباه بتورطهم في فضيحة «كالشوكوميسي»، أي المراهنة على مباريات كرة القدم.

وذكر أن سيينا وأتلانتا ونوفارا (هبط إلى الدرجة الثانية) هي الأندية الـ3 من الدرجة الأولى المتورطة في هذه الفضيحة، إضافة إلى سمبدوريا الذي كان في الدرجة الأولى خلال موسم 2010 - 2011. أما بالنسبة للاعبين الـ61 المطالبين بالمثول أمام القضاء، فلم يكن حينها مفاجئا استدعاء كريستيان دوني (أتلانتا سابقا) وكارلو جيرفازوني (اللاعب السابق لفريق الدرجة الثالثة بليزانسي) وفيليبو كاروبيو (لاعب سيينا السابق ولا سبييزا من الدرجة الثالثة حاليا) لأنهم أول من تعاون في التحقيق بهذه القضية التي تثير قلق مشجعي كرة القدم في إيطاليا.

وشكلت تلك الخطوة بداية الإجراءات التي سيتم الاحتكام إليها في هذه القضية التي يحقق فيها الادعاء العام في باري ونابولي أيضا.

وسلمت لائحة أسماء الأندية واللاعبين المتورطين إلى المدعي العام في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ستيفانو بالازي الذي سيصدر حكمه بشأن المتورطين الخميس المقبل.

ويبدو أن الكرة الإيطالية تتحضر لهزة جديدة بقوة الهزتين اللتين ضربتاال «كالشيو» عامي 1980 و2006 وهذه المرة تحت اسم «كالشوكوميسي» عوضا عن فضيحتي «توتونيرو» التي تسببت بإيقاف هداف مونديال 1982 باولو روسي لـ3 أعوام ثم تخفيف العقوبة إلى عامين وإنزال ميلان إلى الدرجة الثانية، و«كالتشوبولي» التي أدت إلى تجريد يوفنتوس من لقبيه في الدوري وإنزاله إلى الدرجة الثانية. ووصل الأمر بالجمهور الإيطالي إلى حد السخرية من واقع اللعبة في بلاده نتيجة هذه الفضائح وتم تناقل هذه النكتة في الآونة الأخيرة: «خبر عاجل خاص بـ(كالشوكوميسي): لم يتم شراء مباراة فيتشنزا - كالياري عام 1964»، وذلك إشارة على التشكيك في نزاهة الدوري منذ زمن طويل.

أما بالنسبة للفصل الأخير من الفضائح في بلد أبطال العالم 4 مرات، فالأمر يتعلق بالمافيا المحلية والأجنبية واللاعبين المتورطين في التأثير على نتائج المباريات لتحقيق الربح في المراهنات.

ولا يتعلق الأمر بالمراهنة على الفوز بالمباريات أو خسارتها، بل بتحديد النتيجة أيضا وعدد الأهداف المسجلة، وذلك بحسب ما كشف مدافع أتلانتا أندريا ماسييو الذي دافع عن ألوان باري الموسم الماضي، إذ ذكر أنه تم التلاعب بنتيجة الأخير مع أودينيزي (3-3) من أجل أن تشهد المباراة 6 أهداف. وكانت السلطات القضائية ألقت القبض على ماسييو صباح الثاني من أبريل (نيسان) الماضي، لأنه من الفاعلين في قلب لعبة المراهنات، وهو متهم باحتمال تورطه في شراء 9 مباريات لباري خلال النصف الثاني من الموسم الماضي.

ولم يبق الاتحاد الدولي «فيفا» بعيدا عن هذا الملف إذ أرسل بدوره مسؤول الأمن فيه، كريس أيتون إلى إيطاليا من أجل معرفة حقيقة هذه الفضيحة الجديدة التي تأخذ أبعادا دولية نظرا لارتباطها بعصابات خارجية.