هل يعود توريس لمستواه السابق.. أم يكرر مأساة شيفتشينكو مع تشيلسي؟

أبراموفيتش أقنعه بالبقاء كما فعل مع الأوكراني الذي لم يعد أبدا لمستواه

TT

عقب انتهاء المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونخ الألماني، عبر مهاجم تشيلسي الإنجليزي فرناندو توريس عن إحباطه من الجلوس على مقاعد البدلاء، وقال: «سيكون أفضل شيء بالنسبة لي خلال الموسم المقبل أن أعرف ما يتعين علي القيام به. ما هو الدور الذي سأقوم به في الفريق؟ ما هي الوظيفة التي سأقوم بها؟ وما هو المتوقع مني، حتى أستطيع تقييم ما إذا كان الأمر يستحق ذلك أم لا؟». ولكن النادي اللندني صرح بأن توريس قد أدلى بهذه التصريحات بسبب الانفعال العاطفي الزائد عقب الحصول على بطولة دوري أبطال أوروبا.

وفي الحقيقة، لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى حصل توريس على الإجابة من المدير التنفيذي للنادي، رون غورلاي، عقب إعلان المهاجم الإيفواري ديديه دروغبا عن رحيله عن النادي، حيث قال: «توريس لاعب من طراز عالمي ويمثل مستقبل الفريق. إنه لاعب مهم للغاية، وسوف تشاهدون فرناندو يسجل الكثير من الأهداف لتشيلسي خلال الموسم المقبل».

ووفقا لستيفين هاوارد، الناقد الرياضي بصحيفة «الصن» البريطانية، فإنه ربما يكون الشيء الغريب أن غورلاي قد وضع قدرا كبيرا ومدهشا من الثقة في مهاجم لم ينجح في هز شباك الخصوم سوى 12 مرة فقط خلال 67 مباراة منذ قدومه لـ«ستامفورد بريدج» من ليفربول الإنجليزي في صفقة قياسية بلغت 50 مليون جنيه إسترليني. صحيح أن هذه الأهداف كان من بينها هدف التعادل مع برشلونة الإسباني في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا في المباراة التي انتهت بهدفين لكل فريق – على الرغم من أن تشيلسي كان سيصعد أيضا للمباراة النهائية من دون هدف توريس – ولكن هذه الأهداف أيضا كان من بينها ثمانية أهداف في معقل تشيلسي في «ستامفورد بريدج» أمام فرق متواضعة، وهي سوانزي سيتي وجينك البلجيكي وليستر سيتي وكوينز بارك رينجرز. وما بين مباراتي جينك وليستر سيتي، ظل توريس صائما عن التهديف لمدة خمسة أشهر كاملة.

ولذا فإن السؤال الآن هو: من أين جاءت كل هذه الثقة في توريس؟ هل لأن تشيلسي ليس لديه خيار آخر، أم لأن مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش، الذي دفع 50 مليون إسترليني في توريس، يرى أن اللاعب يستحق فرصة أخرى خلال الموسم الماضي ليثبت أنه هو نفس اللاعب الذي أحرز 65 هدفا خلال 91 مباراة في الدوري الإنجليزي مع نادي ليفربول. والسؤال الذي يطرح نفسه أيضا هو: ما هي طريقة اللعب التي سيعتمد عليها المدير الفني المؤقت لتشيلسي روبرتو دي ماتيو، أو أي مدير فني آخر؟ وما الأشياء التي ستؤدي إلى نفس المشكلات التي واجهها كل من كارلو أنشيلوتي وأندريه فيلاس بواس ودي ماتيو نفسه؟

لقد واجه كل هؤلاء المديرين الفنيين طلبا بأن يدفعوا بتوريس، ولكنهم سرعان ما تأكدوا من أن الفيل الإيفواري، ديديه دروغبا، كان أفضل بكثير من المهاجم الإسباني. إن فشل توريس في العودة لمستواه المعهود يعد جزءا أساسيا من التدني الكبير في مستوى الفريق بشكل غير مبرر. لقد شاهدنا مثل هذا الأمر من قبل مع تايغر وودز وديفيد دوفال في لعبة الغولف، أما المثال الأوضح في عالم كرة القدم فهو «الهدية» الأخرى التي تعاقد معها أبراموفيتش من قبل، المتمثلة في المهاجم الأوكراني أندريه شيفتشينكو الذي جاء إلى تشيلسي وهو في التاسعة والعشرين من عمره في صفقة بلغت قيمتها 30 مليون جنيه إسترليني مقبلا من نادي ميلان الإيطالي، بعدما سجل في الدوري الإيطالي 29 هدفا و26 هدفا و28 هدفا في آخر ثلاثة مواسم له مع الميلان. وعقب انتقاله لصفوف البلوز، لم يسجل شيفتشينكو سوى تسعة أهداف فقط خلال 48 مباراة في الدوري الإنجليزي.

وظل أبراموفيتش متمسكا بالأمل لعل المهاجم الأوكراني يتمكن من العودة إلى مستواه السابق، وهو الشيء الذي لم يحدث مطلقا، في موقف مشابه تماما لما يحدث مع توريس الآن. ومما لا شك فيه أن تشيلسي سيسعى للتعاقد مع مهاجم جديد، لأن دانيل ستوريدج لا يستطيع قيادة الخط الهجومي للفريق. ولكن من الصعب التعاقد مع مهاجم كبير مثل غونزالو هيغواين، نجم ريال مدريد الإسباني، لكي يجلس على مقاعد البدلاء بديلا لتوريس! ومهما كان المدير الفني المقبل لتشيلسي، فسيدرك جيدا أن أبراموفيتش يشتاق لرؤية الماتادور الإسباني وهو يلعب بنفس مستواه السابق مع ليفربول.

ولكن ما الذي سيحدث إذا ما واصل توريس أداءه السيئ مع الفريق؟ هل يدرك وقتها أبراموفيتش أن توريس لن يعود مجددا لمستواه السابق ويقرر الاستغناء عنه؟ إن تصريح غورلاي بأن توريس يمثل مستقبل الفريق لم يكن سوى رسالة من أبراموفيتش، في حين رأى كثيرون أن هذه التصريحات تثبت أن تشيلسي يعود إلى الوراء، ولا يريد الاعتراف بفشل المهاجم الإسباني الذي بدا واضحا للعيان.

ولكن تعد تصريحات غورلاي بمثابة رسالة مباشرة من جانب أبراموفيتش، الذي تدخل شخصيا في صفقة انتقال الماتادور الإسباني للبلوز مقبلا من نادي ليفربول العام الماضي. ونفى المدير التنفيذي للنادي التقارير التي تشير إلى ضرورة تعاقد النادي مع لاعب من العيار الثقيل لكي يحل محل الإيفواري، ديديه دروغبا، وأن النادي يشعر بالندم الشديد نتيجة فشله في التعاقد مع النجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو الصيف الماضي، حيث كان تشيلسي قد أعلن عن اهتمامه بنجم التانغو الأرجنتيني قبل أن ينتقل إلى حامل لقب الدوري الإنجليزي مانشستر سيتي.

وأضاف غورلاي: «تعاقدنا مع توريس الذي يمثل مستقبل النادي والذي سيسجل الكثير من الأهداف للفريق. من المفهوم أن الفرصة الوحيدة لرحيل توريس عن النادي هي أن يكون هذا هو طلبه، وكان هذا هو الواقع بالفعل منذ فترة، ولكن من المستبعد حدوث ذلك».

من جهة أخرى ما زالت التكهنات بشأن تعيين مدير فني دائم لقيادة تشيلسي غير مؤكدة، وحسب وسائل الإعلام فقد جعل أبراموفيتش من بيب غوارديولا الخيار الأول بالنسبة له لتولي تدريب النادي. وقد تضاءلت فرص دي ماتيو في تدريب تشيلسي، على الرغم من حصوله على بطولة دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي مع الفريق. ويدرك ماتيو أن أبراموفيتش غير مقتنع بأنه الرجل الأنسب لقيادة تشيلسي، ويقوم بإحداث التغييرات التي يراها ملائمة في الفريق. في الوقت ذاته أوضح دي ماتيو أنه لا يرغب في الوظيفة بعقد لعام واحد، ولذا يدرس عددا من الخيارات.

وكان غورلاي صرح بأن دي ماتيو أحد الخيارات المطروحة، لكن أبراموفيتش يرغب في استنفاد الخيارات الأخرى أولا. وسيحاول تشيلسي اختيار المدير الفني قبل عودة اللاعبين إلى التدريب قبل الموسم في بداية يوليو (تموز). وكان غوارديولا قد أبدى رغبة في السابق في العمل في إنجلترا، وقد أبدى ليفربول رغبته في الاستعانة بغوارديولا كبديل لكيني دالغليش. ومؤخرا تسبب غوارديولا في حالة من الإثارة عندما تراجع عن تصريحاته بأنه سيتخلى عن كرة القدم بعض الوقت «لإعادة شحن طاقته»، وقال: «أنا على استعداد للعودة إذا ما أبدى ناد رغبته في ضمي وقدم عرضا مغريا». ويبدي تشيلسي رغبة في أن يكون في مقدمة الأندية التي تتفاوض مع غوارديولا في الأيام القليلة المقبلة.