ملتقى الأمن: تجربة شرطة القصيم مع «الشغب الرياضي» تستحق التعميم

خبراء ومفكرون رفعوا توصياتهم لوزارات الداخلية والتعليم والثقافة ورعاية الشباب

TT

أنهى ملتقى الأمن والرياضة السنوي في دورته الأولى تحت عنوان «العنف والتعصب في الملاعب الرياضية وأثره على الحالة الأمنية» ندواته بتقديم العديد من التوصيات لكافة الجهات التي تربطها علاقة بالوسط الرياضي، ابتداء من الرئاسة العامة لرعاية الشباب الملقى على عاتقها تفعيل ونشر اللوائح والقوانين والأنظمة المتعلقة بممارسة الألعاب الرياضية، مع التأكيد على اللوائح المتعلقة بالممارسات الخاطئة، إلى جانب تفعيل العمل بميثاق الشرف الرياضي ونشره، من خلال إقامة حلقات نقاش مع الأندية، وتوحيد الأنظمة والقوانين المنظمة داخل المنشآت الرياضية وعلى وجه الخصوص الملاعب التي تقام عليها المباريات ووزارة الداخلية المخولة بحفظ الأمن في الملاعب وما حولها وكذلك توصيات تخص وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التربية والتعليم.

وأكدت توصيات الملتقى لرعاية الشباب ضرورة تفعيل الأنشطة الاجتماعية والثقافية والحوارات بين الأندية المختلفة، لترسيخ الدور المؤسسي للأندية الرياضية في خدمة المجتمع، وتحديث الموقع الإلكتروني للاتحاد السعودي لكرة القدم، والاستفادة من دور المتحدث الرسمي بالاتحاد، إضافة إلى حث الأندية على تنظيم سلوكيات اللاعبين والإداريين قبل وأثناء وبعد المناسبات الرياضية لتفادي الشحن الجماهيري السلبي، ورفع مستوى الأمن والسلامة في الملاعب، وزيادة وسائل المراقبة الداخلية والخارجية لرصد السلوكيات الخاطئة، وتفعيل أعمال اللجنة المشكلة مع وزارة الداخلية بشأن السلبيات داخل المنشآت الرياضية كما قدم الملتقى عددا من التوصيات لوزارة الثقافة والإعلام وهي التأكيد على كافة وسائل الإعلام (المرئي - المسموع - المقروء)، لنشر ثقافة الفوز والخسارة في الوسط الرياضي والتحلي بالروح الرياضية في المناسبات، وإقامة دورات تدريبية لتأهيل العاملين في مجال الإعلام الرياضي على فن الحوار البناء والتواصل مع جميع الأطراف بحياد وموضوعية، وتوجيه العاملين في مجال الإعلام الرياضي إلى مراعاة قيم التخاطب الإيجابي أثناء التعامل مع الحدث الرياضي في وسائل الإعلام المختلفة، والتأكيد على قنوات الإعلام المختلفة بالاهتمام بتوعية الجماهير الرياضية نحو السلوك الإيجابي للتعامل مع الأحداث الرياضية. وامتدت التوصيات لتشمل الأندية الرياضية، حيث حث الملتقى اللاعبين على المشاركة في الفعاليات الثقافية والاجتماعية في المجتمع، ومحاسبة اللاعبين والإداريين والمدربين على الممارسات السلبية قبل وأثناء وبعد المباريات وتعديلها إلى ممارسات إيجابية، ومطالبة رؤساء الأندية بضرورة التحلي بالروح الرياضية والابتعاد عن التصريحات والتصرفات المثيرة للآخرين، إلى جانب اهتمام الأندية بالتنويع في مناشطها المختلفة وعدم التركيز على لعبة كرة القدم فقط، وإقامة فعاليات الاحتفال بالفوز داخل مقرات الأندية وفتح مناشط الأندية للجماهير، وعقد محاضرات وندوات تثقيفية للاعبين والجماهير وتبادل الزيارات والفعاليات الثقافية بين الأندية المختلفة، وكذلك توجيه روابط المشجعين للالتزام بالروح الرياضية والسلوك القويم.

وكان لوزارة الداخلية نصيب من توصيات ملتقى الأمن ورياضة، فعليها تأهيل فرق أمنية متخصصة في أمن الملاعب تتمتع بالقدر الأمني والإداري الكافي والمعرفة باللوائح والأنظمة الرياضية، إلى جانب زيادة وسائل المراقبة داخل الملاعب وخارجها، وتشديد العقوبات على مثيري الشغب المصاحب للمناسبات الرياضية، وتعميم تجربة شرطة القصيم فيما يخص معاقبة المشاغبين من الجماهير بالسجن أو أحكام بديلة، وإقرار نظام وعقوبات تحد من مثل هذه المظاهر المسيئة.

وحمل الملتقى وزارة الشؤون الإسلامية العديد من المهام أبرزها الاهتمام بتنظيم سلسلة من الندوات والمحاضرات في الأندية الرياضية للتحدث عن خطر التعصب الرياضي، وتوجيه خطباء الجمعة لحث المواطنين على التحلي بالسلوك الرياضي الإيجابي الموافق للشريعة الإسلامية، والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة المصاحبة للفعاليات الرياضية، إلى جانب توصيات أخرى ذات علاقة بوزارة التربية والتعليم تشمل تنظيم المحاضرات والندوات داخل المدارس لنشر ثقافة تقبل الفوز والخسارة بروح رياضية وتدعيم سلوكيات التشجيع الإيجابي، ووضع آلية مناسبة لحث المعلمين والمعلمات والعاملين في الميدان التربوي للالتزام بالحياد، والابتعاد عن استخدام الألفاظ والشعارات التي تساعد على إذكاء روح التعصب بين الطلاب والطالبات، وكذلك إضافة حصص رياضية في المناهج تهتم بالتوعية عن الرياضة وأهدافها وسماتها منذ المراحل الأولى.

وأخيرا جاءت توصيات ملتقى الأمن الرياضي الخاصة بالمركز الوطني لأبحاث الشباب الذي عليه العمل لإجراء مجموعة من حلقات النقاش بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب والأندية الرياضية والمؤسسات التعليمية حول ظاهرة التعصب الرياضي لتقديم الحلول المناسبة والمساهمة في التقليل من الآثار السلبية للظاهرة، وكذلك تقديم خطة عمل إقامة مرصد رياضي للرئاسة العامة ووزارة الداخلية، كما يصدر عنه مجموعة من المؤشرات مثل مؤشر التعصب ومؤشر الروح الرياضية بشكل دوري.

الجدير بالذكر أن ملتقى الأمن الرياضي أقيم برعاية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية بنادي ضباط قوى الأمن في العاصمة الرياض.