«عواجيز» كأس الأمم الأوروبية يبحثون عن إثبات الوجود في سباق «الفرصة الأخيرة»

الدوري الإنجليزي يستحوذ على حصة الأسد من اللاعبين المشاركين في البطولة

TT

كشفت القوائم النهائية للمنتخبات الستة عشر المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) ببولندا وأوكرانيا عن استحواذ الدوري الإنجليزي على نصيب الأسد من عدد اللاعبين المشاركين في البطولة.

وانتهت أمس المهلة المحددة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لتسليم القوائم النهائية لجميع المنتخبات، حيث تضم كل قائمة 23 لاعبا فقط. ومن بين 368 لاعبا أعلنت أسماؤهم ضمن هذه القوائم مجتمعة، كان 76 من هؤلاء اللاعبين من النجوم الذين ينشطون بالدوري الإنجليزي، ويليه الدوري الإسباني برصيد 51 لاعبا، ثم الألماني 48 لاعبا، والإيطالي 30 لاعبا، والروسي 26 لاعبا، والفرنسي 24 لاعبا، والأوكراني 22 لاعبا، والهولندي 15 لاعبا، واليوناني 14 لاعبا، والبرتغالي 10 لاعبين.

بينما تضم منتخبات البطولة تسعة لاعبين من المحترفين بالدوري التركي، وثمانية لاعبين في كل من الدوري الدنماركي ونظيره التشيكي، مقابل ستة لاعبين في الدوري البولندي، وأربعة لاعبين في كل من اسكوتلندا وكرواتيا، وثلاثة لاعبين في كل من بلجيكا والسويد، ولاعب واحد فقط في كل من سويسرا ورومانيا والولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل وقبرص وويلز. وستكون نهائيات كأس أوروبا 2012 الفرصة الأخيرة أمام بعض النجوم المخضرمين من أجل قول كلمتهم قبل أن يودعوا الساحتين القارية والدولية، وهم سيسعون جاهدا لترك بصماتهم قبل أن يتركوا مكانهم للجيل الشاب.

* بيرلو وبوفون

* سيكون الثنائي أندريا بيرلو (33 عاما) والحارس جانلويغي بوفون (34 عاما) من الركائز التي يعول عليها المنتخب الإيطالي كثيرا في نهائيات كأس أوروبا، لأنهما يمثلان عامل الخبرة في تشكيلة تفتقر إلى الخبرة على ساحة البطولات الكبرى. وسيسعى بوفون إلى تعويض خيبة مونديال جنوب أفريقيا 2010 حين تعرض للإصابة منذ المباراة الأولى مما حرمه من مواصلة مشواره القصير مع المنتخب في العرس العالمي الذي ودعه أبطال مونديال 2006 من الدور الأول. ولم يكن موسم 2012/2011 مثاليا من الناحية الشخصية بالنسبة لبوفون، إذ اكتفى بالمشاركة مع فريقه يوفنتوس بعشرين مباراة بسبب الإصابة، لكنه تناسى أوجاعه بعد أن تمكن فريقه من الفوز بلقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 2003 بفضل المساهمة الكبيرة لبيرلو الذي قرر أن يضع حدا لمشواره مع ميلان من أجل الانتقال إلى الغريم التقليدي.

وقدم بيرلو أداء مميزا مع «السيدة العجوز» وذلك منذ مباراته الأولى بقميص يوفنتوس، حيث مرر كرتين حاسمتين، مما دفع بوفون للقول «رؤيته يلعب جعلتني أتأكد من وجود القوة الضاربة. أن تحصل دون مقابل على خدمات لاعب في مستواه وقيمته، فهذه صفقة العصر!». ويبقى السؤال: هل سيكون لفوز بوفون وبيرلو بلقب الدوري المحلي مع يوفنتوس تأثير على مشوار إيطاليا في كأس أوروبا كما كان الحال في مونديال 2006 حين توج «الآزوري» باللقب العالمي بعد أيام من إحراز «بيانكونيري» للقبه الأخير قبل أن يجرد منه لاحقا بسبب تورطه في فضيحة التلاعب بالنتائج؟!

* ميروسلاف كلوزه

* كأس أوروبا ليست مسرح ميروسلاف كلوزه (34 عاما)، لأن تاريخه مدون في كأس العالم بعد أن أصبح ثاني أفضل مسجل في تاريخ الحدث الكروي الأهم على الإطلاق برصيد 14 هدفا. أما على الساحة القارية فلم يجد المهاجم الألماني المخضرم طريقه إلى الشباك سوى مرتين، وكان ذلك في نسخة 2008 التي شهدت وصول الـ«مانشافت» إلى النهائي، قبل أن يخسر أمام إسبانيا التي أطاحت به أيضا من نصف نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010. لكن بإمكان كلوزه أن يعوض ما فاته على المسرح القاري معولا على عامل الأرض لأنه سيلعب في مسقط رأسه بولندا. ورغم لعنة الإصابات التي لاحقته وحرمته من الوجود في أرضية الملعب بشكل كاف مع فريقه، فإن كلوزه يبقى من الهدافين الكبار كما أظهر هذا الموسم مع فريقه الجديد لاتسيو الإيطالي (17 هدفا في جميع المسابقات). ويبقى على كلوزه أن يأمل تعافيه من الإصابة التي يعاني منها في كاحله من أجل حجز مكانه في تشكيلة المدرب يواخيم لوف.

* فرانك لامبارد

* لم يكن تشيلسي 2012 بنفس قوة تشيلسي خلال الأعوام الأخيرة، لكنه تمكن من تحقيق حلم لطالما راوده وهو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، بفضل مخضرمين من طراز فرانك لامبارد (34 عاما)، فهل يكون لذلك تأثيره الإيجابي على الأخير في مشواره مع «الأسود الثلاثة» في نهائيات بولندا وأوكرانيا؟ في كل الأحوال سيكون لامبارد من الركائز الأساسية في منتخب بلاده، كما كان حاله دائما. ومن المؤكد أن لاعب وسط تشيلسي ليس بالمستوى الذي كان عليه في منتصف العقد الماضي، لكن الفوز بدوري أبطال أوروبا سيمنحه الدافع اللازم لكي يقدم مستواه الشبابي السابق.

* أندريه شيفشنكو

* هل ينجح برهانه الكبير؟ الأمر ليس مضمونا. يسعى المهاجم الأوكراني الكبير أندريه شيفشنكو (35 عاما) إلى قول كلمته في أرضه وبين جماهيره. لكن رغم البرنامج العلاجي الذي وضع له مع فريقه دينامو كييف ومنتخب بلاده على حد سواء، فمن المرجح ألا يتمكن نجم ميلان الإيطالي السابق من تحقيق مبتغاه بسبب الأوجاع التي يعاني منها في ظهره والتي جعلته بعيدا كل البعد عن المستوى الذي كان عليه مع الميلان والذي خوله الفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب عام 2004.