بالوتيللي: سوف «أقتل» من يلقي علي ثمرة موز

اللاعب الإيطالي هدد بمغادرة الملعب والرحيل عن بطولة الأمم الأوروبية إذا تعرض لسباب عنصري

TT

في إشارة أخرى تعكس زيادة المخاوف من حدوث انتهاكات عنصرية خلال مباريات كأس الأمم الأوروبية التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا خلال الصيف الحالي، صرح نجم المنتخب الإيطالي، ماريو بالوتيللي، بأنه «سيغادر الملعب ويذهب للمنزل» لو تعرض لهتافات عنصرية أثناء مشاركته مع منتخب بلاده في البطولة. وأضاف أنه لا يقبل ذلك التصرف كذلك في أحد الاستادات «لو حدث في بطولة الأمم الأوروبية، سأحزم حقائبي وأرحل».

وأضاف بالوتيللي، الذي قُذف بالموز أثناء وجوه في إحدى الحانات بالعاصمة الإيطالية روما، أنه «سيقتل أي شخص يقوم بذلك مرة أخرى ويدخل السجن». وتأتي هذه التصريحات في أعقاب مطالبة نجم المنتخب الإنجليزي السابق سول كامبل للجمهور الإنجليزي بعدم السفر إلى بولندا وأوكرانيا لمساندة المنتخب الإنجليزي لأن الأمر قد ينتهي «بعودتكم في توابيت»، على حد تعبيره.

وكان كامبل قد أدلى بهذه التصريحات لبرنامج «بانوراما» التابع لهيئة الإذاعة البريطانية تعليقا على حوادث العنف المتعلقة بمباريات كرة القدم في بولندا وأوكرانيا، اللتين تستضيفا بطولة كأس الأمم الأوروبية 2012. وقد أثارت تصريحات كامبل غضب المسؤولين في البلدين.

وقد عرض البرنامج فيلما يوضح تعرض المشجعين الآسيويين لهجمات شنيعة خلال وجودهم في أحد الملاعب الأوكرانية. وتم عرض هذا الفيلم بعد أيام قليلة من إعلان عائلتي نجمي المنتخب الإنجليزي وصاحبي البشرة السمراء ثيو والكوت وأليكس أوكسلاد تشامبرلين بأنهما لن يسافرا إلى أوكرانيا وبولندا لمشاهدة مباريات البطولة بسبب قلقهما من احتمال تعرضهما لانتهاكات عنصرية.

وعلى الرغم من أن حكام مباريات البطولة لديهم الحق في إنهاء المباراة في حال ترديد هتافات عنصرية في المدرجات، فإن النجم الإيطالي المثير للشغب ماريو بالوتيللي قد أكد أنه لن يتحمل أي إهانات عنصرية توجه إليه، وأضاف: «دعونا نر ما سيحدث في مباريات كأس الأمم الأوروبية. أتمنى أن لا تحدث أي مشكلة، لأنني لا أستطيع تحمل ذلك في حقيقة الأمر. لا أستطيع تحمل الإهانات العنصرية التي تعد شيئا غير مقبول بالمرة بالنسبة لي. وفي حال تكرار تلك الإهانات، فسوف أغادر الملعب على الفور وأتجه إلى منزلي. لا يجب أن تحدث مثل هذه الإساءات العنصرية، لا سيما ونحن في عام 2012».

وثمة تركيز كبير على احتمال اندلاع مشكلات عنصرية في مباريات البطولة، ولكن شخصيات بارزة في كل من بولندا وأوكرانيا قد أكدت على وجود مبالغة كبيرة في القضايا التي تناولها الفيلم الذي عرض في برنامج «بانوراما» وفي تصريحات كامبل أيضا. وتعقيبا على ذلك، قال رئيس وزراء بولندا دونالد تسك: «أود أن أؤكد، ولا سيما للسائحين البريطانيين وعشاق المنتخب الإنجليزي المقبلين إلى مدينة كراكوف البولندية، أن آلاف البريطانيين يسافرون إلى تلك المدينة في نهاية كل أسبوع. ولم نتلق مطلقا - وأؤكد على كلمة مطلقا - أي بلاغ من أي سائح بريطاني أنه تعرض لمشكلات عنصرية».

ومن جهته، قال وزير الداخلية البولندي جاسيك روستفيسكي: «برنامج (بانوراما) غير محايد وينظر للأمور من زاوية واحدة. أكثر شيء أغضبني هو أن البرنامج قد عقد لقاء مع شخص لا يعلم أي شيء عن الأمن في بولندا، ولو كان البرنامج قد تحدث مع خبير أمني، لكان رد فعلنا مختلفا تماما». وقد أدت تصريحات كامبل إلى حالة من الغليان بين المسؤولين الأوكرانيين، وخاصة أن معظم الانتقادات كانت موجهة لأوكرانيا بالتحديد.

وقال مسؤول ملف البطولة في أوكرانيا ماركيان لوبكيفسكي: «لو كان كامبل يعتقد أن الأمور هكذا، فهذه هي وجهة نظره، ولا يمكن تعميمها على الدولة برمتها». وتعليقا على المشهد الذي عرض لجمهور أحد الأندية الأوكرانية وهو يؤدي التحية النازية في المدرجات، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأوكرانية: «يمكن رؤية الإشارات النازية في أي مباراة كرة قدم في إنجلترا، ولكن هل يعني هذا أن الجمهور لا ينبغي أن يسافر إلى لندن لمشاهدة فعاليات الأولمبياد؟».

يذكر أن نجم المنتخب الإيطالي ونادي مانشستر سيتي الإنجليزي ماريو بالوتيللي قد تعرض لإساءات عنصرية طوال مسيرته الكروية، سواء في إيطاليا أو مع ناديه الإنجليزي، ففي عام 2008، عوقب نادي يوفنتوس الإيطالي باللعب مباراة من دون جمهور بسبب قيام مشجعي الفريق بترديد هتافات عنصرية ضد بالوتيللي الذي كان يدافع عن قميص إنترميلان الإيطالي آنذاك. وكان بالوتيلي، الذي ينحدر من أصور غانية، قد تعرض أيضا للسخرية من جانب جماعات يمينية متطرفة خلال مباراة ودية بين المنتخب الإيطالي ومنتخب النمسا قبل عامين.

وفي شهر أبريل (نيسان) الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم غرامة على نادي بورتو البرتغالي قدرها 16000 جنيه إسترليني بسبب ترديد جمهور النادي هتافات عنصرية ضد بالوتيللي خلال المباراة التي انتهت بالتعادل بين بورتو ومانشستر سيتي في دوري أوروبا في شهر فبراير (شباط). وفي تعليقه على ذلك يقول نجم بالوتيللي: «أتذكر جيدا مباراة اليوفي، ولكني نجحت في تسجيل هدف في تلك المباراة. تظاهرت بأنني لم أر أو أسمع أي شيء، لأنني كنت أريد أن أركز داخل المستطيل الأخضر. كان من حقي أن أخبر حكم اللقاء بذلك، ولكني لو قمت بذلك لأوقف الحكم المباراة ولم أكن لأسجل هدفا. في بعض الأحيان تقدم أداء جيدا للدرجة التي تجعل جمهور الفريق المنافس لا يجد أي طريقة لإخراجك عن شعورك سوي هذه الهتافات العنصرية».

واعترف بالوتيللي بأن تعرضه لهتافات عنصرية قد يجعله يرد على ذلك بصورة عنيفة. وفي تعليقه على تعرضه للقذف بالموز في إحدى الحانات بإيطاليا، قال بالوتيللي لإحدى الصحف الفرنسية: «كان هذين الرجلين أو هؤلاء الثلاثة محظوظين للغاية لأن الشرطة قد وصلت للمكان بسرعة، وأقسم أنني كنت سأركلهم بكل قوة. لو لم تصل الشرطة لكنت ضربتهم بشدة، وأتمنى أن لا يحدث هذا مرة أخرى. ولو ألقى أحد الأشخاص الموز علي في الشارع مرة أخرى، فسوف أقتله وأدخل السجن». وأضاف بالوتيللي: «إنني أسود وأفتخر بأنني من أصول أفريقية، وأعتقد أنني محظوظ لأنني أسود، حيث يقول الناس إنني فتي أسود ومرح وغني ولدي صداقات كثيرة مع الفتيات، ومن السهل أن تحكم على الناس مما تراه».