تصريحات كامبل تثير الغضب في أوكرانيا.. والمسؤول عن البطولة يصفها بـ«الوقحة»

الاتحاد الأوروبي للكرة يشدد العقوبات ضد الإساءات العنصرية في كأس الأمم الأوروبية

TT

أثارت تصريحات نجم المنتخب الإنجليزي السابق سول كامبل، التي دعا فيها الجمهور الإنجليزي إلى عدم الذهاب لأوكرانيا وبولندا لمشاهدة مباريات كأس الأمم الأوروبية بسبب العنصرية المتفشية هناك، حالة من الغضب الشديد في أوكرانيا. وكان كامبل قد نصح الجمهور الإنجليزي، خلال حواره مع برنامج «بانوراما» على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بعدم السفر إلى أوكرانيا وبولندا ومشاهدة المباريات من منازلهم بسبب التعصب والعنف المنتشر في البلدين.

ووصف مدير لجنة تنظيم البطولة في أوكرانيا ماركيان لوبكيفسكي هذه التصريحات بأنها «وقحة»، وأضاف «إننا نستعد لمهرجان كروي كبير. ولكي أكون صريحا، من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا أرى أي خطورة على أي مواطن من أي جنسية في أوكرانيا». وكان برنامج «بانوراما» قد عرض فيلما وثائقيا يلقي الضوء على العنف والعنصرية في مباريات كرة القدم في كل من أوكرانيا وبولندا. وأعلنت عائلة النجم الإنجليزي صاحب البشرة السمراء ثيو والكوت أنها لن تسافر إلى بولندا وأوكرانيا لمشاهدة مباريات البطولة خوفا من المشاكل العنصرية.

وأعلن نجم نادي آرسنال السابق سول كامبل أن الاتحاد الأوروبي ما كان يتعين عليه إسناد هذه البطولة المهمة لكلا البلدين، مضيفا «أعتقد أن الاتحاد الأوروبي كان مخطئا، لأنه كان يتعين عليه أن يقول لهما (إذا أردتما تنظيم تلك البطولة، فعليكم بحل مشاكلكما أولا)». وردا على ذلك، قال لوبكيفسكي إنه لا يوجد أي شيء قد يسبب القلق لزائري أوكرانيا، مضيفا «إذا كان كامبل يرى ذلك، فهذه هي وجهة نظره الخاصة، ولكن لا يمكن تعميم ذلك على الدولة برمتها. إننا نرى أن هذه التصريحات وقحة، ولا نفهم الهدف من ورائها».

ومن جانبه، أكد مهاجم تشيلسي الإنجليزي السابق أندريه شيفشينكو أنه «لا توجد مشكلة حقيقة» في ما يتعلق بالتعصب في أوكرانيا. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إنه لا يوجد ما يدعو للقلق، وأضاف «يمكن رؤية الإشارات النازية في أي مباراة لكرة القدم في إنجلترا، فهل يعني هذا أن الجمهور لا يجب أن يذهب إلى لندن لمشاهدة الأولمبياد؟».

وكان الحكام المشاركون في مباريات كأس الأمم الأوروبية 2012 التي تحتضنها بولندا وأوكرانيا قد تلقوا إخطارا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يطلب منهم إيقاف المباراة وإخراج اللاعبين من الملعب في حالة حدوث أي مشاكل عنصرية في ملعب المباراة. وينوي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تنفيذ استراتيجية «عدم التسامح» مع العنصرية، والتي وضعها عام 2007 للتعامل مع اللافتات التي تسخر من الآخرين والشعارات العنصرية والأشياء التي تُلقى على اللاعبين، بمساعدة الشرطة التي سيكون دورها هو تهدئة الجمهور. وفي حالة نجاح ذلك، سيتم استئناف المباراة مرة أخرى.

وإذا ما استمرت هذه المشاكل العنصرية فسيكون هناك تشاور بين حكام المباراة ومراقب المباراة التابع للاتحاد الأوروبي والشرطة للتوصل إلى قرار إما باستئناف المباراة أو إلغائها وإخلاء الملعب من الجمهور. وإذا ما تم إلغاء المباراة، فسيتم توقيع عقوبات على الفريق الذي قام جمهوره بهذه الأشياء العنصرية. وفي الحالات الأشد خطورة، سوف يعاقب الفريق الذي يردد أنصاره عبارات عنصرية بأن تحتسب نتيجة المباراة على أنه مهزوم، أو أن يتم استبعاده من البطولة. وإذا ما ثبت أن أحد المشجعين قد «أهان الكرامة البشرية» لأي شخص «على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الطائفة»، فسوف توقع غرامة على اتحاد الكرة في الدولة التي ينتمي لها هذا المشجع بقيمة 20.000 جنيه إسترليني.

وكما هو الحال مع جميع اللوائح التأديبية للاتحاد الأوروبي، يحق للاتحاد تغليظ العقوبة على المخالفين، حيث يتم النظر لتكرار نفس الانتهاك على أنه «ظرف مشدد» من شأنه أن يؤدي إلى فرض عقوبات أكثر صرامة. وبموجب اللوائح التأديبية للاتحاد الأوروبي، هناك فقرة تنص على استبعاد الاتحادات الوطنية من البطولات التابعة للاتحاد في المستقبل وتجريدها من رخصة اللعب في تلك البطولات أو تغريمها مليون جنيه إسترليني.

ولم يتم تطبيق هذه العقوبات في أي من البطولات الأوروبية، لكن تنظيم البطولة الأوروبية في شرق أوروبا لأول مرة قد أثار بعض المخاوف من حدوث هذه الانتهاكات. وعلى الرغم من المخاوف التي أثارتها شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية وبرنامج «بانوراما» التابع لهيئة الإذاعة البريطانية بشأن احتمال حدوث انتهاكات عنصرية في بولندا وأوكرانيا، ما زال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يثق تماما في أن بطولة كأس الأمم الأوروبية 2012 ستمر بسلام، وستكون هذه المشكلات عند أدنى حد ممكن. وثمة أمور أخرى تثير مخاوف القائمين على تنظيم بطولة كأس الأمم الأوروبية، من بينها قضية البنية التحتية، لا سيما في أوكرانيا. وبالفعل، استعد الاتحاد الأوروبي للتعامل مع عدد هائل من الشكاوى من قبل المشجعين الذين يتنقلون بين المدن المختلفة.