بونيودكور الأوزبكي.. من ظلام الدوري المحلي إلى بريق التألق الآسيوي

المدرب قاسيموف يسعى بقوة لاقتناص الذهب القاري

TT

على الرغم من حداثة عهده بالكرة بشكل عام، فإن بونيودكور الأوزبكي أضحى رقما صعبا في عالم الكرة الآسيوية في النسخ الأخيرة من دوري أبطال آسيا بعدما تجاوز مرحلة الهيمنة على البطولات المحلية التي كانت محتكرة من قبل بختاكور ونيفتشي في التسعينات الميلادية والسنوات الأولى من العقد الماضي.

الفريق الذي تأسس في منتصف عام 2005 تحت اسم «كورفوتشي»، بدأ بداية تنبئ بقدوم ناد بطل لهز العرش الذي يستحوذ عليه بختاكور في تلك الفترة، بدأ مشواره بلاعبين محليين من المنطقة ذاتها وبقيادة المدرب المغمور حكمت أرجاشيف في طريق الصعود إلى الدوري الأوزبكي الممتاز، وانطلقت التصفيات المحلية الخاصة بأندية العاصمة طقشند، وأتبعها بالتأهل المباشر لدوري الدرجة الثانية الأوزبكي الذي حققه في محاولته الأولى بعدد انتصارات بلغت 27 و5 تعادلات و6 هزائم، وبعد أقل من سنتين على تأسيسه يكمل المسيرة الناجحة ويحصد المركز الثاني في الدوري الممتاز خلف بختاكور بفارق 11 نقطة ويعلن تأهله لدوري أبطال آسيا 2007 - 2008 لأول مرة في تاريخه.

وفي المشاركة الأولى آسيويا لم يكتف النادي الصاعد بشرف التمثيل القاري، بل استطاع التغلب على جميع الصعاب التي واجهته وتمكن من تصدر مجموعته الأولى التي تضم الاتحاد السعودي وسيبهان الإيراني والاتحاد السوري بفارق 4 نقاط عن وصيفه الاتحاد.

وفي دور ثمن النهائي استطاع سحق سايبا الإيراني بنتيجة 7 أهداف لهدفين في مجموع مباراتي الذهاب والإياب قبل أن ينهي أديلايد الأسترالي مغامرته الجامحة في الدور نصف النهائي بعدما فاز عليه بـ3 أهداف مقابل هدف، ليخرج الفريق الأوزبكي بأفضل نتائج أندية بلاده في النسخة الجديدة من البطولة.

محليا، ومنذ حصوله على المركز الثاني في أول مواسمه في الدوري الأوزبكي اختفى صيت بختاكور وأصبحت بطولة الدوري مسجله باسم بونيودكور منذ عام 2008 وحتى الموسم الماضي، كما حقق بطولة الكأس في مناسبتين هما 2008 و2010.

وبفضل خروج بونيودكور المشرف من دور نصف النهائي الآسيوي في مشاركته الأولى حصل النادي على سمعة كبيرة، حيث أعلن في ذلك العام تعيين الأسطورة البرازيلي زيكو كأول مدرب أجنبي في تاريخ النادي واتبعه بمواطنه ريفالدو بعقد لمدة عامين مقابل 14 مليون دولار، كما حاول بشكل جاد ضم الكاميروني صامويل إيتو بعقد لمدة 6 أشهر، ولكن المفاوضات لم تدم طويلا بعدما تمسك به الإسباني بيب غوارديولا لموسم وحيد، وفي منتصف عام 2009 أعلن النادي عن تعيين المدرب البرازيلي لويز فيلبي سكولاري مدربا للفريق، ولكن التعاقد لم يستمر أطول من عام واحد ليعود الفريق لمدربه الأوزبكي السابق قاسيموف لتولي تدريب الفريق من جديد.

وفي هذا العام استعد بونيودكور للدوري الأوزبكي ودوري أبطال آسيا بضم 8 لاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية أبرزهم الأسترالي الدولي ديفيد كارني من نادي الكوركون الإسباني ولاعب الوسط السلوفاكي جان كوزاك من نادي لاريسا اليوناني والحارس نودير إبراهيموف من يانجير الأوزبكي واستعاد مهاجمه باردييف المعار سابقا إلى سغوديانا جيكاه الأوزبكي.

ولا يعرف المدرب الحالي ميراغيل قاسيموف (42 عاما) بأي إنجاز شخصي كلاعب عدا وجوده بجانب الشباب الإماراتي في فترة سابقة وفي بختاكور الأوزبكي، ولكنه أضحى أحد أهم المدربين في بلاده منذ توليه تدريب بختاكور وتحقيقه ثنائية الدوري والكأس عام 2010 والدوري في 2011، ويعتمد في لعبه على طريقة 4-5-1 بوجود المهاجم مورزوف وحيدا في المقدمة وكارني كلاعب جناح أيسر وفيكتور كاربينكو في الجناح الأيمن ومن ورائهم سولوموف وكوزاك في منتصف الملعب.

الجدير بالذكر أن الفريق يخوض مواجهاته على ملعبه (جار) الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 10 آلاف مشجع، بعد أن أعيد افتتاحه مجددا عام 2004.