علي داود: تجاهلنا «المتربصين».. وأبعدنا «اليائسين».. فعاد الوحدة بين الكبار

قال إن شائعة الـ 100 مليون ورطتهم مع الجماهير.. وأشاد بدور الفيصل وكامل في إنقاذ الفرسان

TT

أكد رئيس نادي الوحدة، علي داود، أنه لم يتوقع توليه مهمة رئاسة النادي، خصوصا أنه رفض الكثير من المناصب التي عرضت عليه خلال الأعوام الماضية، مشيرا إلى أن الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب، اجتمع به وأقنعه بتولي هذه المهمة في ظل الظروف الحرجة التي عانى منها الفريق بعد هبوطه إلى دوري الدرجة الأولى، كاشفا عن أن رفضه ترديد اسمه في المباريات يأتي نظير سعيه إلى تأصيل فكرة بقاء الكيان ورحيل الأشخاص، مطالبا أن يكون التقدير الكبير منصبا على النادي المكي وحده. وقال في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن الانتقادات التي وجهت إلى إدارته في الفترة الماضية استطاع أن يستفيد منها ويصحح من خلالها الأخطاء الطبيعية التي تتعرض لها كل الإدارات، مبديا استياءه من الأخبار الصحافية التي أكدت أن ميزانية الوحدة الموسم المقبل قد تصل إلى 100 مليون ريال، مؤكدا أن هذه الأرقام غير الصحيحة وتزيد الأعباء عليهم وتجعلهم مثار انتقاد الجماهير في حال لم يتعاقدوا مع لاعبين بحجم الميزانية المرصودة..

* كيف وجدت الانتقادات الشرسة التي واجهتها الإدارة بسبب تدني مستوى فريق الوحدة في دوري الدرجة الأولى قبل أن يستعيد مستواه ويتأهل إلى دوري المحترفين؟

- أعتقد كان لهذه الانتقادات دور كبير في تقييم بعض الأمور، فهي ليست سلبية لأن بعضها كان من منطلق حرص، وصنف آخر يهدف إلى إحباطنا، فأخذنا ما كنا نراه إيجابيا، وسعينا إلى الاستفادة منه في تصحيح عملنا والوصول إلى الأهداف التي كنا ننشدها.

* اتخذتم قرارات قوية منها استبعاد لاعبين ذوي خبرة في الفريق الأول، ما هي الأدوات التي استندتم إليها في اتخاذ هذا القرار؟

- قد يفهم البعض أن قرار إبعاد لاعب أو بقاء آخر يعتبر قرارا فنيا بحتا، لكن هو في الواقع قرار إداري فحسب، فنحن تعرضنا إلى أكثر من مشكلة أثناء تعاملنا مع الكثير من المدربين بسبب عدم قدرة بعض اللاعبين على استيعاب الموقف، وتعذر تقديمهم المستوى المطلوب، فكان القرار بإقصائهم لأنهم فقدوا الأمل ولن يعطوا أكثر مما سبق، وفضلنا منح الفرصة للشباب فهم طاقة خلاقة، وفي أول مقابلة أجريتها مع إحدى القنوات الفضائية أكدت تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، فكما أن للاعب حقوقا فكذلك عليه واجبات، ومن وجهة نظري أن العقاب الذي اتخذناه بحقهم يعتبر رحيما ومؤدبا، فنحن قدرنا ما قدموه مع الفريق، ولا أخفيكم بأننا واجهنا معارضات كثيرة، إلا أن اللاعبين البدلاء استطاعوا إثبات أنفسهم، وقمنا بدعوة الجميع لاجتماع مفتوح في مسرح النادي وتفهمنا وجهات نظرهم وطرحنا عليهم ما نراه مناسبا، وفي نهاية المطاف تحملنا المسؤولية واتخذنا القرار بكل إقدام، ونسعى إلى تخطي العقبات والسير على الطريق الصحيح.

* لم يتوقع الكثير في الوسط الرياضي أن تترأس نادي الوحدة، ماذا عنك؟

- وأنا كذلك لم أكن أتوقع ما حدث، ولم أفكر في العمل إطلاقا في نادي الوحدة، وسبق أن عرضت علي الكثير من المناصب، إلا أنني كنت أرفضها نظير الظروف التي كنت أعيشها، ولكن بحكم ما تعرضت له الوحدة في الموسم الماضي من هبوط وإحباط، فقررت أن يكون إسهامي الفعلي في النادي بإعادته من دوري الأولى إلى الممتاز، لأن لهذا الكيان فضلا كبيرا علي ولا يمكنني نسيانه.

* الظروف التي كان عليها الوحدة أثناء توليك المهمة لم تكن عادية، هل كان لوجود الأمير خالد الفيصل والداعم صالح كامل دور في قبولك المنصب؟

- الأمير خالد الفيصل، وكذلك صالح كامل، لن أوفيهما حقهما نظير وقفتهما الصادقة مع الوحدة، بالإضافة إلى الأمير نواف بن فيصل الذي يجهل الكثيرون ما قام به في اجتماعي الأول به في منزله بجدة، فهو من أسهم بقوة في اتخاذي قرار قبول منصب رئاسة النادي في هذه الظروف الحرجة، ويمكنني وصف دوره بالخفي والمؤثر.

* رفضت في أكثر من مناسبة أن يقوم جمهور الوحدة بترديد اسمك في المواجهات، ما أسباب ذلك الرفض؟

- النادي ليس ملكا لعلي داود، والفكرة التي نحاول أن نؤصلها في المجتمع المكي أن دور رئيس الوحدة خدمة النادي، لا العكس، فأنا وغيري سنمكث فترة مؤقتة في الرئاسة ثم نرحل، والكيان هو الباقي بتاريخه ومجده، فهو وحده من يستحق أن يهتف الجمهور باسمه، وأن يرفعوا شعاره ويتغنوا بأهازيجه.

* حرصت على التواصل مع المنتديات الثقافية، ما الدور الذي كانت تقدمه؟

- حضرت منتدى المربي الفاضل بكر تيجاني، والنوعية التي التقينا بهم مثقفون وواعون، وهذا كان أول منتدى أشارك فيه، وسبق أن دعيت لعدة منتديات ولكن لم أتمكن من الحضور لظروف العمل، لكن حريص بعد حضور هذا المنتدى بأن أشارك في كل الملتقيات التي أتمكن من حضورها، وكان لها دور الإيجابي، فحينما تواجه الأمور بتشاؤم وتردد لا تتوقع صعود الفريق، فهي تحارب العاملين وتحبط اللاعبين، وأعتقد أن منتديات الوحداوية من الآن ستكون فعالة بعد أن اختلطت مع منتدى التيجاني، وستتحول إلى مصدر ليس للدعم المعنوي فقط ولكن لتوفير دعم مادي أيضا.

* انطلقت فترة الاستعدادات للموسم المقبل، ما هي المرتكزات التي اعتمدتم عليها لتهيئة الفريق؟

- أحمد الله أنني عملت في إعداد المنتخبات الوطنية بمختلف مراحلها السنية فهي أفادتني كثيرا في الجانب الإعدادي الذي سنطبقه للموسم المقبل، إلى جانب زميلي كريم المسفر ولطفي لبان، اللذين لديهما الخبرة الكبيرة في العمل بنادي الوحدة، وبدأنا في التحضيرات التي تتعلق بشكل وثيق بحجم المبلغ الذي سيتوفر لنا، ولدينا الكثير من الخطط التي سنطبقها بشكل تدريجي، ووضعنا كل التصورات التي سنطرحها خلال الاجتماع مع صالح كامل بجدة باعتباره الشخصية التي تمول النادي حاليا ولا يبخل بأي شيء من أجل الوحدة وجمهورها.

* طالبت جماهير الوحدة بضم اللاعب الفرنسي كانوتيه، هل لديكم الاستعداد في تلبيه رغبتهم؟

- من ضمن خطة الإعداد وضعنا الأفضلية للاعب الأجنبي على أن يكون عربيا مسلما، ويأتي بعده اللاعب الأفريقي المسلم، ونسعى أن يكون متحدثا باللغة الإنجليزية لأن المتحدثين بالفرنسية مثلا سيكلفون النادي مزيدا من الأموال باستقطاب مترجم، ونعلم بأن 60 في المائة من نجاح اللاعبين هو استيعابهم لفكر المدرب بشكل مباشر، وفي حال مرور الخطط على أكثر من لغة فذلك يفقدها طابع المرح أو الجدية أو القوة، فاللغة أحد الجسور المؤدية للربط بين اللاعب والمدرب وأكبر دليل الخبير الفني خليل الزياني الذي لا يعتبر أفضل من البرازيلي زاغالو، لكن خليل تحدث مع اللاعبين بنفس لغتهم واستطاع أن يتواصل معهم بشكل أفضل.

* المعسكرات تحتاج إلى ميزانية كبيرة لإقامتها على أكمل وجه، ما المبلغ الذي رصدتموه لمعسكر الفريق خلال فترة الصيف؟

- هناك خطط سنعرضها على صالح كامل، وسنناقش معه تحديد الميزانية المناسبة، ومع الأسف بعض الإعلاميين بالغ في رصد الميزانية، وهناك أهداف خبيثة خلف ما يقومون به، فبعض الصحف أكدت أن إدارة الوحدة رصدت مبلغ 100 مليون ريال، وهذا الأمر يفسد مخططاتنا لأنه يسهم في مطالبة اللاعب المحلي بمزيد من المبالغ، وكذلك الحال بالنسبة لوكلاء اللاعبين الذين سيكونون وسطاء بيننا وبين اللاعبين المحترفين، كما أن الجمهور سيحاسب الإدارة عن تلك المصروفات بشكل دقيق، ثم تبدأ الأحاديث التي تشير إلى أن النادي أحضر لاعبين سيئين ولم يكونوا بقدر ميزانيتهم، فأرجو من الإعلام أن يتحروا الدقة في مثل هذه القضايا، وأؤكد أننا لم نضع ميزانيتنا حتى هذه اللحظة، وما سيتم الاتفاق عليه من قبل اللجنة العليا سنصرفه بما فيه مصلحة النادي.

* كلمة أخيرة تود توجيهها؟

- أتمنى موسما كرويا ناجحا لكل الفرق السنية، فنحن بدأنا في الإعداد للجميع، ونسعى جاهدين إلى التعاقد مع مدرب مميز جدا للناشئين والأكاديميات فهذه الفئة العمرية تهمنا أكثر من الفريق الأول، لأنها هي الأساس، وفي حال قمنا بإعدادها بشكل جيد نضمن وجود لاعبين قادرين على أن يكونوا دعامة في المستقبل.