خرج ميمو كريشيتو من صفوف المنتخب الإيطالي بعد تلقيه إشعارا من نيابة كريمونا بوجوده ضمن قائمة المشتبه بهم في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات وتفتيش الشرطة لغرفته بمعسكر المنتخب. وأصبح كريشيتو رمزا لهذه الفضيحة التي جعلته يخسر سمعته ويخسر أيضا فرصة المشاركة في بطولة الأمم الأوروبية المقبلة. وقد أجرينا حوارا مطولا معه تحدث خلاله وأوضح الحقيقة مثلما يراها هو..
* كيف تعيش هذه الساعات بعد ورود اسمك في التحقيقات؟
- لقد شعرت بصدمة صباح الاثنين الماضي بعد قيام الشرطة بتفتيش غرفتي. لم أرتكب أي خطأ في حياتي. وعندما علمت سبب زيارة الشرطة لي وضعت نفسي تحت تصرفهم. لكنني أعتقد أن الادعاء كان يستطيع طلب توضيح قبل اتخاذ هذا الإجراء في يوم الاستدعاء لمعسكر المنتخب.
* لكن الكثيرين ينظرون إليك باعتبارك مذنبا..
- أعرف أن استبعادي من المنتخب في اليوم الأخير يجعلني أبدو رمز الفضيحة، لكنني بعيد كل البعد عن هذه القضية. وأشعر بغضب واستياء بسبب تصويري في أوروبا وكأني المتهم الأول في القضية. ولن أقبل أن أصبح كبش فداء في قضية لا دخل لي بها على الإطلاق.
* هل كان استبعادك من صفوف المنتخب أمرا لا بد منه مثلما يؤكد الاتحاد الإيطالي لكرة القدم؟
- إن الإشعار بالخضوع للتحقيقات يعتبر حماية للمشتبه بهم. وربما كان الأجدر باتحاد الكرة أن يقرأ الإشعار ويتأكد من بعدي التام عن هذه المسألة.
* لكن صورتك مع ألتيك صاحب السوابق الجنائية وسكولي واثنين من قادة رابطة مشجعي جنوا أثارت الكثير من الجدل..
- لا أجد صعوبة في تذكر هذه الصورة. فبعد مباراة الديربي اتهمتنا الجماهير بالتقصير، وطلبوا الحديث مع بعض ممثلي الفريق، وقد ذهبوا إلى المكان الذي حددوه. ووجدت هناك سكولي مع شخص لا أعرفه. وتحدثت مع المشجعين وأكدت لهم التزامنا ورحلت.
* يرى برانديللي أن أحدا لم يكن يستطيع تحمل كل هذا الضغط العصبي..
- تحدثت مع مدرب المنتخب في ساعة متأخرة من صباح الاثنين، وكنت في حالة صدمة مما حدث في الفجر، فأنا غير معتاد على هذه الأشياء. لكنني بعد بضع ساعات استعدت هدوئي ولم أكن لأشعر بأي ضغط عصبي إذا تم استدعائي لصفوف المنتخب.
* طلب محاموك من نيابة كريمونا الاستماع إليك على الفور، بينما كان اتحاد الكرة الإيطالي يخشى أن يحين وقت الاستجواب أثناء بطولة الأمم الأوروبية..
- لقد أخبرت النيابة المحامين بأنه لن يكون هناك أي استجواب في وقت قريب. ولو أنني سافرت للمشاركة في البطولة الأوروبية كانوا سيستمعون لي لدى عودتي. وقد أقر المدعي العام نفسه بذلك.
* يدخل بونوتشي مثلك في قائمة المتهمين، لكنه سيسافر إلى بولندا مع المنتخب، فهل تشعر بأنك تعرضت للظلم وللتمييز؟
- كان يجب أن نشارك كلانا في البطولة الأوروبية نظرا لأن الإشعار لا يعتبر دليلا على صدق الاتهامات. ولعل استبعاد كلينا من صفوف المنتخب كان سيعني تأكيد الاتهامات أمام الرأي العام الرياضي.
* هل تشعر بأنك كبش فداء؟
- لقد سمعت اسمي يستخدم ويستغل بشكل سيئ في هذه القضية، وأصبحت أمثل فضيحة لا دخل لي بها على الإطلاق. وحدث هذا قبل التأكد من صدق الاتهامات الموجهة لي. وقد بدأ الإعلام منذ يوم الثلاثاء التشكيك في صحة الاتهامات التي أواجهها.
* بشأن الصورة التي تحدثت عنها، لماذا يقوم اثنان من قادة الألتراس بكل هذه السهولة بمحاسبة اللاعبين على أدائهم؟
- يجب أن ننتبه للحقيقة.. إن الألتراس في إيطاليا لديهم علاقات قوية جدا مع اللاعبين. فهم يتابعون المباريات والتدريبات. وهكذا قام الألتراس بمحاكمة اللاعبين في مباراة جنوا وسيينا. ولا يمكنني أن أغير أنا هذا الوضع. يجب على من يمتلك سلطة تغيير القواعد أن يتحرك.
* لقد قلتَ «لن أدمر نفسي من أجل 30 أو 40 ألف يورو»..
- صحيح.. لن أدمر نفسي لأني لا أرغب في تدمير نفسي لقاء أي مقابل مادي.
* يرغب رئيس الوزراء مونتي في تعليق نشاط الكرة الإيطالية لثلاث سنوات، فما رأيك في ذلك الاقتراح؟
- إن كرة القدم، مثلما أنظر أنا إليها، لا يجب أبدا أن يتم إيقافها لأنها سعادة وحب. ومن حسن الحظ أن هناك الكثيرين ينظرون إليها مثلي.
* يقترح بوفون أن تنص عقود اللاعبين على عقوبات مادية باهظة لمن يثبت تورطه في أي أعمال غير قانونية..
- اقتراح يستحق الدراسة. فمن الصواب أن تتم معاقبة المخطئين بشدة.
* كيف ترى مستقبلك؟
- سأبقى تحت تصرف المنتخب الإيطالي تحسبا لحاجته لي. وبعد ذلك سأستأنف مغامرتي في روسيا.
* هل تتوقع أن تثبت التحقيقات الأولية براءتك من التهم أم الإحالة للمحكمة الرياضية؟
- التبرئة القاطعة، وأتمنى أيضا السريعة. إنني أنتظر بهدوء، فأنا لم أفعل شيئا.
* هل ستشاهد بطولة الأمم الأوروبية بعد ما أصابك من إحباط؟
- بالتأكيد، وسأشجع أصدقائي وزملائي في المنتخب، رغم أنني أحمل الكثير من المرارة والحزن بداخلي.
* لقد أهديت قميص المنتخب لصديقك بيزاكاني، رمز مناهضة المراهنات غير الشرعية..
- كان تصرفا تلقائيا، وأيضا رمزيا.. فأنا بعيد تماما عن هذه الأفعال المشينة.
* هل تتوقع أن تعود للمنتخب الإيطالي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم؟
- إن المنتخب هو حلم أي لاعب، وأتمنى العودة له بمجرد انتهاء هذه المسألة العبثية.