سباهان الإيراني.. من دهاليز دوري المناطق إلى بطولة أندية العالم

بات طرفا ثابتا في المنافسات على المستويين المحلي والآسيوي

TT

في الأعوام الأخيرة وبعد إطلاق النسخة الجديدة من بطولة دوري أبطال آسيا، أصبح المتابع لمنافساتها لا يتجاهل اسم فريق سباهان أصفهان كواحد من أبرز الفرق الإيرانية في الاستحقاقات المحلية والقارية التي توجد بانتظام في التظاهرة الآسيوية.

ويعتبر النادي الذي تأسس في عام 1953 من أكثر الأندية الإيرانية تحقيقا لبطولة الدوري بنظامها الجديد، كما أنه النادي الإيراني الوحيد الذي كسر هيمنة بيروزي والاستقلال وبقية أندية العاصمة ليصبح أول ناد من خارج طهران يحصل على لقب الدوري الإيراني في عام 2003، ليتأهل إلى بطولة دوري أبطال آسيا في العام اللاحق، إلا أنه لم يحقق النجاح المنتظر، لكنه في المقابل بدأ في خطواته الأولى لفرض هيمنته على بطولة الدوري الإيراني وكأس حفظي الإيرانية في الأعوام التالية.

ومن المعلوم أن الفريق الأصفر لم يؤسس باسم سباهان في عام 1953، بل كان اسمه شاهين أصفهان، وهو فرع من مجموعة فروع في مختلف أنحاء البلاد لفريق شاهين طهران لكرة القدم، أحد أقوى الأندية الإيرانية في ذلك الوقت، لكن بسبب المشاكل التي حدثت في الفريق الرئيسي موسم 1967 تم تغيير الاسم إلى سباهان، وبقي يلعب في دوري أصفهان المحلي حتى تم شراؤه من شركة «إسمنت أصفهان»، ليصعد بعدها لدوري ازديغان وهو دوري الدرجة الثانية في إيران، قبل أن تتم عملية الشراء الكبيرة من قبل شركة «حديد مباركيه» عام 2000، ليصعد بعدها الفريق إلى الدوري الممتاز لأول مرة في الموسم التالي.

وكان العام 2003 مفصليا في تاريخ سباهان، حيث حقق بطولة الدوري الإيراني لأول مرة في تاريخه متفوقا على فرق عريقة مثل سايبا وبيروزي وفجر شهيد، حيث أنهى الدوري برصيد 52 نقطة وبفارق 7 نقاط عن الوصيف باس طهران، ليلعب بعدها في دوري أبطال آسيا 2003 وكذلك 2004 و2006، لكنه لم يحقق النجاح الذي يوازي نجاحه المحلي الذي حصل من خلاله على كأس حفظي 3 مرات في تلك الفترة إلى جانب تحقيقه لقب الدوري ثلاثة مواسم متتالية بدءا من موسم 2010 وحتى نهاية الموسم المنصرم حديثا، علما بأنه حصل على مركز الوصيف في الدوري وكأس حفظي في عام 2008.

نجاح سباهان الآسيوي لم يبدأ إلا في نسخة 2007، حيث وقع في المجموعة الرابعة بجانب فرق الشباب السعودي والعين الإماراتي والاتحاد السوري، واستطاع تصدر المجموعة برصيد 13 نقطة وهزيمة وحيدة كانت أمام العين الإماراتي في ملعب خليفة الدولي بـ3 أهداف مقابل هدفين، وفي مرحلة خروج المغلوب تجاوز فريق كاواساكي فرونتايل الياباني بضربات الترجيح، قبل أن ينهي مغامرة الوحدة الإماراتي في الدور نصف النهائي بفوزه عليه 1/3، لكنه خسر بالنتيجة ذاتها أمام أوراوا ريد الياباني في المباراة النهائية ليرافقه إلى بطولة أندية العالم كأول فريق إيراني يشارك فيها منذ انطلاقها، ليحقق أول فوز في البطولة على فريق وايتاكير يونايتد النيوزيلندي بثلاثة أهداف مقابل هدف، فيما خسر في الدور ربع النهائي بالنتيجة نفسها أمام أوروا ريد من جديد بعد أقل من شهر على خسارة النهائي الآسيوي.

وأثر التطور الذي طرأ على مستوى سباهان في المنافسات الآسيوية بشكل مباشر على خصمه اللدود ذوب آهن في ديربي «ناقش جيهان»، وهي ساحة أثرية قديمة في وسط أصفهان، حيث أسهم ارتفاع مستوى سباهان في تطور مستوى خصمه الذي بلغ النهائي الآسيوي في نسخة 2010، إلا أن ذلك النجاح لم يحسب على المستوى المحلي حيث ظل تحت سباهان في الدوري ولم يستطع انتزاع اللقب منه.

ونتيجة لارتفاع مستوى الفريق وتحقيقه النجاح المحلي والقاري، فإن عدد لاعبيه الموجودين في المنتخب الوطني قد ارتفع لـ6 أضعاف عن آخر مناسبة قارية شارك فيها المنتخب الإيراني، حيث كان يمثله لاعب وحيد من سباهان وهو هادي عقيلي في بطولة أمم آسيا 2007، ليرتفع العدد في بطولة أمم آسيا 2011 لـ6 لاعبين. الجدير بالذكر أن مهمة قيادة الفريق فنيا في الوقت الراهن يتولاها الكرواتي زلاتكو كرانغكار منذ عام 2011، وهو الذي أجرى 9 عمليات انتقال لضم لاعبين جدد أبرزهم هداف الفريق التاريخي ولاعب منتخب العراق عماد محمد من فريق شاهين الإيراني، والعملاق البرازيلي برونو كوريا من نادي بانانتس الأرميني، وذلك لخدمة خطته الفنية التي تعتمد على اللعب بطريقة 3/3/4.