إسبانيا تتأهب لرحلة الأحلام وتحقيق «الثلاثية الكبرى» على التوالي

تخوض آخر مواجهة ودية قبل «العرس الأوروبي» أمام الصين اليوم

TT

مع انضمام عدد من الأسماء الكبيرة إلى الفريق، تبدأ إسبانيا اعتبارا من اليوم المرحلة الحاسمة في استعداداتها لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم، في وقت تنتابها فيه مشاعر جيدة. فاز بطل أوروبا والعالم الأربعاء 4-1 على كوريا الجنوبية بعد عرض هجومي جيد، على الرغم من غياب لاعبي برشلونة وأتلتيك بلباو، الذين انضموا الجمعة إلى الفريق من أجل بدء المرحلة الثانية من الإعداد، بعد الحصول على راحة.

وسيلعب الفريق اليوم أمام الصين في إشبيلية آخر مبارياته الودية، وبعدها بيوم سيتوجه إلى بولندا لبدء معسكره في جنيفينو، المكان الذي سيتدرب فيه طيلة فترة مشاركته في البطولة القارية. وتخوض إسبانيا مباراتها الافتتاحية في البطولة في العاشر من يونيو (حزيران) أمام إيطاليا في جدانسك. وينتظر حينها أن يكون لاعبون مثل جيرارد بيكيه وسرخيو بوسيكتس وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا قد اكتسبوا لياقة المباريات من أجل مساعدة المنتخب في رحلة دفاعه عن اللقب. وساعدت مباراة كوريا الجنوبية على طمأنة الجماهير الأكثر قلقا، التي تخشى صعوبة محتملة في إحراز الأهداف مع إصابة ديفيد فيا وتذبذب مستوى فرناندو توريس وألفارو نيغريدو. وبدت الصحافة الإسبانية متحمسة إزاء العرض الذي قدمه الفريق، حيث كتبت صحيفة «ماركا» بصفحتها الأولى «البطل يستعرض بلمسات وتماسك. لدينا قدرات تهديفية». وسجل توريس في مرمى كوريا الجنوبية هدفا، الأمر الذي يمثل بادرة اطمئنان أخرى للجماهير الإسبانية، القلقة كثيرا إزاء المستوى المتواضع الذي قدمه مهاجم تشيلسي الإنجليزي في الموسم الماضي. كما أحرز نيغريدو، أحد البدائل الهجومية الأخرى، هدفا.

الأهم من ذلك كله هو أن إسبانيا لعبت بأسلوبها المعتاد الذي لا يزال يبدو قويا، فرغم غياب لاعبي برشلونة الذين يمثلون العمود الفقري للمنتخب في خط الوسط، فإن الفريق سعى لتقديم عرض جمالي يعتمد على اللمسة الواحدة، ليؤكد تمسكه بأسلوب أدائه.

وقالت صحيفة «أس»: «أداء إسبانيا جيد لدرجة أن حالات الغياب تبدو غير ملحوظة. لا يزال يتبقى انضمام لاعبي برشلونة (أصحاب العدد الأكبر في القائمة) وأتلتيك، والفريق لا يبدو كمجموعة ناقصة أو عاجزة، بل قوة حقيقية». وفي هذه الناحية تألق لاعبون، مثل ديفيد سيلفا وخوان ماتا، اللذين يتماشى أسلوبهما كثيرا مع ديل بوسكي.

من ناحية أخرى، أوضح اللقاءان الوديان الأخيران أن المدير الفني يملك في رأسه أسلوب لعب محددا بالفعل، حيث يدفع بمهاجم وحيد ويملأ منطقة الوسط بلاعبين مهرة. عثرت إسبانيا على أسلوبها قبل أربعة أعوام ولا زالت تتبعه. وقبل أيام قليلة من انطلاق بطولة الأمم الأوروبية، لا تقلق جماهيرها سوى لمشكلة محتملة في إحراز الأهداف، لكن ذلك القلق يبدو في الوقت الحالي وقد تراجع كثيرا.

وبدأ منتخب إسبانيا العد التنازلي لانطلاق بطولة الأمم الأوروبية برسالة واضحة بعث بها قائده إيكر كاسياس: «لدينا عطش لمواصلة صناعة التاريخ». وتجمع للمرة الأولى 23 لاعبا سيسافرون إلى البطولة التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا بعد انضمام لاعبي برشلونة وأتلتيك بلباو. في المقابل رحل المستبعدون، وأبرزهم روبرتو سولدادو وبينيات وخابي غارسيا وديفيد دي خيا.

ولا يبدو التحدي صغيرا، حيث تسعى إسبانيا إلى أن تكون أول منتخب في التاريخ يفوز بثلاثة ألقاب كبرى على التوالي (أمم أوروبا ثم كأس العالم ثم أمم أوروبا). وأكد كاسياس في حدث دعائي: «لدينا عطش لمواصلة صناعة التاريخ. نعرف أن وراءنا بلدا استمتع كثيرا في السنوات الأخيرة بالمنتخب، وليتنا نتمكن من تكرار النجاح». وكان معسكر الفريق قد بدأ وسط أجواء من الجدل قبل أيام. فنظرا للموعد المتأخر الذي أقيم فيه نهائي كأس الملك، في 25 مايو (أيار) الماضي، لم يتمكن المنتخب الإسباني من تجميع كل لاعبيه الذين اختارهم المدير الفني فيسنتي ديل بوسكي سوى أول من أمس.

لكن كاسياس يرفض البحث عن أعذار: «لا أعتقد أن ذلك قد يؤثر. حقا المعسكر كان مختلفا لأن جدول المباريات أجبرنا على ذلك، لكنه لن يؤثر على مشوارنا في أمم أوروبا». وكشفت المباريات الإعدادية التي خاضها الفريق عن أن أسلوبه في اللعب سيبقى دون تغيير إلى حد كبير، حيث سيعتمد على حيازة الكرة وتعدد اللمسات.

وأوجز كاسياس: «كلنا نتفق على أن الأمر لن يكون سهلا، لكننا نثق في لعبنا وطريقتنا في التعامل مع الكرة».

وتغيرت الأمور كثيرا عما كانت عليه في بطولة الأمم الأوروبية الماضية قبل أربعة أعوام. وقتها شاركت إسبانيا كفريق غير مرشح قبل أن تفاجئ الجميع وتحرز اللقب، وهو الوضع الذي تغير الآن. ويقول لاعب الوسط أندريس إنييستا، أحد المنضمين الجمعة إلى المعسكر: «دائما ما يكون ما مضى أسهل مما هو مقبل. هذه البطولة ستكون أصعب بكثير من المونديال الذي فزنا به. الفريق مستعد».

ولا يختلف كثيرا رأي زميله سانتي كازورلا: «لا بد من التحلي بالثقة. لا بد أن نعي صعوبة الأمر. الفوز مجددا لن يكون بالأمر السهل، لكن هذا المنتخب أثبت أنه يتمتع بمستوى يؤهله لصنع حدث تاريخي». وبالنظر إلى رغبة إسبانيا في بدء عمل جاد دون مشكلات خارج الملعب، سارع سيرخيو راموس إلى نفي وجود علاقة سيئة تجمعه بزميله المدافع جيرارد بيكيه. وقال راموس: «لم تكن علاقتي ببيكيه سيئة قط، بل على العكس تماما. كل لاعب يدافع عن مصلحة فريقه، هو في برشلونة وأنا في ريال مدريد. والآن علينا، ليس أنا أو هو فقط بل كل المنتخب، الدفاع عن مصلحة إسبانيا». وأضاف مدافع ريال مدريد أنه لو كانت هناك مشكلات في هذا الجانب فقد تم تجاوزها منذ زمن: «إننا محترفون ونعرف أننا نلعب من أجل الكثير، ومن أجل تحقيق إنجاز لم يحققه أحد من قبل: أمم أوروبا ثم المونديال ثم أمم أوروبا».

وكان الخبر المقلق الوحيد في أول أيام التدريبات الكاملة هو أشعة الرنين المغناطيسي التي خضع لها لاعب الوسط سيسك فابريغاس، للتأكد من حالة ساقه اليمنى. ويرى الأطباء أن «النتائج مرضية جدا»، ولن تكون هناك مشكلات أمام مشاركة اللاعب في بطولة الأمم الأوروبية، على الرغم من أنه سيغيب عن لقاء الصين الودي «من باب الحذر».

وقال ديل بوسكي، مدرب منتخب إسبانيا أمس، إن صانع الألعاب فابريغاس ربما يتعافى في الوقت المناسب من إصابة في عضلات الفخذ الخلفية ويلحق بمباراة الفريق الأولى أمام إيطاليا في العاشر من يونيو في المجموعة الثالثة لنهائيات بطولة أوروبا 2012. وأضاف ديل بوسكي في مؤتمر صحافي في إشبيلية قبل مواجهة الصين اليوم: «لقد خضع فابريغاس لبعض الفحوص أمس ورأى الأطباء أنه في حالة جيدة».

وتابع: «سوف يعود في مرحلة ما للانضمام إلى بقية لاعبي الفريق في المران، ومن المحتمل أن يكون جاهزا لمباراة العاشر من يونيو». وعانى فابريغاس الذي لن يشارك في لقاء الصين كإجراء احترازي، من الإصابة خلال مباراة فاز فيها ناديه برشلونة 3-صفر على أتلتيك بلباو في نهائي كأس ملك إسبانيا الشهر الماضي قبل أن ينضم إلى تشكيلة نهائية مؤلفة من 23 لاعبا لمنتخب إسبانيا بطل العالم الذي يستعد للدفاع عن لقبه الأوروبي في بولندا وأوكرانيا. وكان فابريغاس، قائد آرسنال السابق، واحدا من بين عدد من لاعبي برشلونة الذين أصيبوا في نهاية موسم مرهق، واستبعد قلب الدفاع كارليس بويول من تشكيلة إسبانيا لبطولة أوروبا بعد خضوعه لجراحة في الركبة. وكان لاعب الوسط تشابي الذي أدى دورا مهما في فوز إسبانيا بكأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010 يعاني إصابة في ربلة الساق، لكنه قال في مؤتمر صحافي آخر في إشبيلية إنه استعاد كامل لياقته.

وقال تشابي (32 عاما): «أنا في حالة جيدة جدا وسعيد جدا وحالتي البدنية طيبة».

وأضاف: «تدربت أمس مع المنتخب الوطني لأول مرة. لقد شاركت في نهائي كأس الملك وكنت أشعر بأنني في حالة جيدة في مباراة ريال بيتيس في اليوم الأخير لموسم الدوري (في 12 مايو)». وتابع: «أنا مستعد للمنافسة ولصنع التاريخ مجددا مع المنتخب الوطني». وهكذا تسعى إسبانيا لأن تصبح أول دولة تحرز لقبا قاريا مرتين متتاليتين وبينهما كأس العالم.

* منتخب إسبانيا في سطور

* تأسيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم: عام 1909.

* الانضمام للفيفا: عام 1914.

* التصنيف الحالي: المركز الأول عالميا والأول أوروبيا.

* أفضل مركز في تصنيف الفيفا: الأول في يوليو (تموز) 2008.

* أسوأ مركز في تصنيف الفيفا: 25 في مارس (آذار) 1998.

* المشاركات السابقة في بطولة أوروبا: ثماني مرات أعوام 1964 و1980 و1984 و1988 و1996 و2000 و2004 و2008.

* أفضل نتائج الفريق في بطولة أوروبا: الفوز باللقب عامي 1964 و2008.

* سجل الفريق في النهائيات الأوروبية: خاض 30 مباراة فاز في 13 وتعادل في تسع وخسر ثماني مباريات وسجل لاعبوه 38 هدفا واهتزت شباكه 31 مرة.

* المشاركات السابقة في بطولات كأس العالم: 14 مرة في أعوام 1934 و1950 و1962 و1966 و1978 و1982 و1986 و1990 و1994 و1998 و2002 و2006 و2010.

* أفضل نتائج للفريق في بطولات كأس العالم: الفوز باللقب عام 2010.

* تاريخ التأهل لنهائيات يورو 2012: السادس من سبتمبر (أيلول) 2011.

* المدير الفني: فيسنتي دل بوسكي.

* قائد الفريق: إيكر كاسياس.