أليغري: رحيل تياغو سيلفا سيشكل خطرا كبيرا على فريق الميلان

رغم نفي غالياني القيام بأي مفاوضات تخص بيع بطاقة المدافع البرازيلي

TT

هناك أيضا مراهنات طيبة، بدلا من أن تجلب المشكلات نجدها تحمل الثقة والإدراك، ولا سيما مشروع خططي. الأمر الوحيد هو أن المراهنة، على هذا النحو، لا تمثل يقينا، ولكنها فحسب محاولة للتنبؤ. وفي المسألة التي نحن بصددها ليس بإمكان أليغري تقديم ضمانات مطلقة، ولا يستطيع حتى كبار المسؤولين الإداريين توفيرها له. ولكن مدرب الميلان يفقد توازنه عندما يحاول تخيل المكان الذي سيوجد به المدافع تياغو سيلفا في غضون ثلاثة أشهر مقبلة. وفضلا عما قد صرح به أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، أول من أمس (الأحد) بشأن اللاعب البرازيلي، ها هو أليغري يؤكد: «تياغو سيظل معنا بنسبة 99.9 في المائة»، وهنا يكمن الرهان. ومن الواضح أن المدرب يستند في كلامه هذا على ثمار العشاء الذي تناوله مع برلسكوني مؤخرا وعلى الإحاطات المستمرة بينه وبين غالياني بشأن سوق الانتقالات. يذكر أن أليغري، الذي واصل أول من أمس الجولة البحرية التي يقوم بها حاليا مع النادي، أدلى بهذا التصريح المتعلق بالمدافع البرازيلي لأنه تلقى، بالتأكيد، ضمانات بهذا الشأن: «علينا أن لا ننسى أن رغبة برلسكوني هي الحفاظ على فريق الميلان بأعلى المستويات، وعليه الحفاظ أيضا على كل نجوم الفريق الكبار».

إن هذا ما أكد عليه مدرب الميلان. ولكن كان كافيا إسقاط سريع على المستقبل القريب حتى تنتاب المدرب الإيطالي القشعريرة: «إذا فقد هذا الفريق خدمات تياغو سيلفا سيكون ذلك خطيرا للغاية. إنه أقوى مدافع في العالم، بطل يتقدم ثلاث خطوات على الآخرين». يلزم إذن رهان آخر قوي: «ليلة 31 أغسطس (آب) سيكون متاحا أمامي فريق يتسم بمزيد من التنافسية، بطل داخل إيطاليا وقادر على التحسن أوروبيا أيضا».

تقدم يا باتو: وهنا مرة أخرى عاد الحديث إلى سوق الانتقالات، لا سيما صفقات الشراء. في هذا الصيف الذي سيحمل حتى نهايته خطر حرمان الميلان من نجومه، سوف تكون هناك مساحة لظهور وجوه جديدة في الفريق، وابتسم أليغري بهذا الشأن، وأضاف قائلا: «في الواقع ربما يلزمنا لاعب خط وسط ذو مهارة. فيراتي؟ يلعب بشكل جيد للغاية ولكنه حتى الآن ما زال في حاجة إلى أحد فرق دوري الدرجة الأولى التي تتعرض لضغوط أقل من الميلان». أسماء هذه الأندية؟ من الصعب أن يصرح بها أليغري. ومن المحتمل أن المدرب سيكون سعيدا لو بدأ الموسم المقبل دون وداعات كبيرة. هذا لأن مدرب الميلان يثق أيضا كثيرا في إسهامات من استطاع خلال الموسم الماضي القيام بأدوار ثانوية: «أفضل مكسب للميلان في اللحظة الحالية هو البرازيلي باتو. إنه مهاجم يتميز بالأهداف ومهارات بعينها لا يفتقدها بالتعرض للإصابات. أما المكسب الآخر فربما يكون الغاني بواتينغ: مهارة بدنية وفنية غير عادية على الرغم من أن ما زال عليه النضج كرويا أكثر».

المسؤولية: ويبدو أنه تم التأكيد على سعة فريق الميلان في الموسم المقبل: 22 - 23 لاعبا: «على أمل أن لا نتعرض مرة أخرى إلى 12 إصابة، وإلا سيصبح الأمر صعبا». وبغض النظر عن الأسماء التي ستشكل الفريق المقبل للميلان، حرص أليغري على توضيح مفهوم بعينه: «سيلزمنا مزيد من الإتاحة والإحساس بالمسؤولية من جانب كل اللاعبين». وكان المدرب واضحا للغاية عند حديثه بصدد الشكاوى المتعددة والجدل وبعض طلقات الغضب داخل غرفة خلع ملابس الفريق: «إبراهيموفيتش؟ سأكون أكثر صرامة معه إذا لزم الأمر ذلك. إنه يغضب كثيرا مع نفسه، وأحيانا مع الآخرين، ولكنه يبحث فحسب عن تحفيز زملائه. يتعين علينا جميعا تحمل المسؤولية، هذا أيضا لأن هناك الكثير من الأبطال الذين رحلوا عن الفريق».

الانتقام: ومع انتقال درع الدوري الإيطالي هذا الموسم من نادي الميلان إلى اليوفي، بدأت كلمة التعطش للانتصارات تأخذ مسارها العكسي: «علينا أن نكون أكثر تعطشا للانتصارات مقارنة بالموسم الماضي. في أول موسم لي مع الميلان كان الفريق يقدم الكثير للغاية عندما كانت تأتي لحظات العض على الأسنان. هذه المرة، على العكس، عندما كانت المباريات متوازنة حصدنا الفوز مرات قليلة. أتوقع أن الموسم المقبل كبير وأن أرى رغبتنا في الانتقام». ربما بمزيد من المرونة: «نقطة الانطلاق ستكون الدفاع بأربعة لاعبين وخط الوسط المكون من ثلاثة لاعبين. في الأمام ربما نلعب بصانع ألعاب، مع مثلث هجوم أو شجرة عيد الميلاد، على حسب الحالات». وربما أيضا دون مزيد من التفكير في المخضرم بيرلو: «إنه فتى أقدره كثيرا ولكن الدوافع مهمة للغاية، وعندما يظل لاعب 10 مواسم في نفس المكان ربما يسترخي. لقد كان لديه شعور بالانتقام ضد الميلان».

وفي إطار متصل، ثمة خبر سار استقبلته، أول من أمس، جماهير نادي الميلان وهو أن أدريانو غالياني غادر برشلونة (ضمن جولة النادي البحرية) دون مقابلة روزيل، رئيس نادي برشلونة، الذي كان خارج المدينة مع عائلته. وهذا يعني أن تياغو سيلفا ما زال حتى هذه اللحظة لاعب في صفوف الميلان. أما الخبر الأقل سعادة يظل، على العكس، كما هو مع سوق الانتقالات الذي ما زال ينبغي عليه الدخول في حيز التنفيذ، ليست هناك تأكيدات حول بقاء المدافع البرازيلي في الميلان. فالصحافة الكتالونية تدفع هذا الاتجاه بقوة. ووفقا لصحيفة «سبورت»، فإن اللاعب قد منح موافقته للنادي الإسباني الذي بات الآن على استعداد للتفاوض مع الميلان. وتظل العقبة التي تقف حائلا بين تياغو والبارسا هي مبلغ الـ40 مليون يورو. ولتخفيض هذه القيمة ربما يقوم برشلونة بإدراج تياغو الكانتارا كصفقة مبادلة فنية. أما صحيفة «موندو ديبورتيفو» فقد أوضحت، على العكس، أن البارسا عرض على النادي الإيطالي مبلغ 40 مليون يورو فضلا عن بطاقة كيتا مقابل الظفر بخدمات سيلفا.

وفي غضون ذلك، عقب غالياني، الذي نفى بشكل قاطع مقابلته أي إداري في نادي برشلونة، قائلا: «الخبرة تشير إلى أن صفقات البيع تتم في أول سوق الانتقالات وعمليات البيع في النهاية». ثم أوضح في مداخلة له مع إذاعة ComRadio الإسبانية قائلا: «تياغو سيلفا ليس له سعر محدد». غير أن نائب رئيس الميلان أقر أيضا: «لا أستطيع ضمان أن جميع لاعبي الفريق سيظلون معنا في الموسم المقبل»، عبارة غير مطمئنة إلى حد ما، ولكنها واقعية. فيما أوضح ايرنيستو برونزيتي، وكيل الأعمال المعتمد من قبل الفيفا، الذي كان يوجد حتى أول من أمس مع غالياني في جولة الميلان البحرية: «لقد بدأ المزاد العلني الخاص بخدمات تياغو سيلفا. بطاقة اللاعب تقدر بنحو 40 - 50 مليون يورو، وأول خمسة أندية على مستوى العالم تطمح في الظفر باللاعب. مورينهو يعشق تياغو على الرغم من أن ضغط ريال مدريد نحو المدافع البرازيلي ليس بقوة تحركات برشلونة».

وفيما يتعلق بلاعب قلب الدفاع الذي سيحاول الميلان ضمه إلى صفوف الفريق، فهذا المسار يحمل بالأحرى نحو اسمين: المعتاد اتشيربي، بمجرد أن يتم حل معضلة الملكية المشتركة بين جنوا وكييفو، ومدافع باليرمو سيلفيستري الذي من المحتمل أن يدخل الميلان في ديربي مع الإنتر للظفر بخدماته.