غوانزو المتخم بأموال المستثمرين على عتبات إنجاز قاري للكرة الصينية

قضى معظم مسيرته المحلية متأرجحا بين الدرجتين الأولى والثانية

TT

لا يختلف اثنان على القوة التي تمثلها الصين بالنسبة للاقتصاد العالمي، وتعد صاحبة أكبر اقتصاد متنام خلال العقود الثلاثة الماضية وأكبر دولة تجارية على مستوى العالم، ولكنها في المقابل لا تملك سجلا رياضيا حافلا في البطولات القارية على صعيد المنتخب، ولم تحمل أنديتها في تاريخها سوى لقب آسيوي واحد كان في بداية التسعينات من القرن الماضي.

المحاولات المتعددة لتطوير الأندية الصينية وإثبات وجودها على صعيد البطولات الآسيوية لم تؤت ثمارها، وأصبحت مشاركات الأندية في بطولة دوري أبطال آسيا تقف عند حد دور المجموعات غالبا أو دور ثمن النهائي، وفي مناسبة وحيدة وصل شهنزين جيانليباو الصيني للدور نصف النهائي في نسخة 2005 قبل أن يقصيه العين الإماراتي بسداسية نظيفة.

دخول المستثمرين الرياضيين بالشكل الحالي أضحى عاملا مساعدا للأندية الصينية لولوج عالم أسواق الانتقالات العالمية، وباتت محطة مهمة بالنسبة للعديد من لاعبي العالم الذين يجدون الفائدة المادية الكبيرة من التعاقد مع أندية صينية، وأبرز تلك الأندية هو نادي غوانزو إيفيرغراند الذي لم يكن معروفا قبل استحواذ شركة «إيفيرغراند للمقاولات والتعمير» على أسهمه مطلع عام 2010.

تأسس غوانزو في عام 1953م ولم يكن سوى ناد يتأرجح بين الدرجتين الأولى والثانية، وحقق دوري الدرجة الثانية مرتين قبل أن تتوقف نشاطات النادي بعد 10 سنوات من تأسيسه حتى موسم 1978 عندما عاد على مستوى القطاعات السنية لمدة عامين، ليستأنف النادي نشاطاته مجددا بعد التوقف مع بداية الثمانينات الميلادية، ليبدأ مسيرته من جديد بدوري الدرجة الثالثة ويصعد بعدها لدوري الدرجة الثانية ويحصل على بطولته، ولكنه عاد إلى الفشل من جديد في الدرجة الأولى بتحقيقه المركز الـ15، وبقي على هذه الحال بين صعود وهبوط حتى حقق بطولة دوري الدرجة الثانية موسم 2007 برصيد نقطي بلغ 61 نقطة وفارق أهداف وصل إلى 50 هدفا.

صعد غوانزو إلى دوري الدرجة الأولى وحصل على المركز السابع في موسم 2008، والتاسع في موسم 2009 قبل أن يكتشف أمر تلاعبه بنتائج المباريات أثناء وجود الفريق في دوري الدرجة الثانية موسم 2006 ليصدر أمر قضائي في 21 فبراير (شباط) 2010 بهبوطه إلى دوري الدرجة الثانية من جديد، وبعد أسبوع واحد اشترت شركة «إيفيرغراند» النادي مقابل 100 مليون يوان صيني، وتبدأ مرحلة جديدة انتقل بها الفريق من كونه مغمورا إلى الشهرة على مستوى القارة الصفراء، حيث بدأ رئيس الشركة شو زياين تعاقداته مع مهاجم المنتخب الصيني جاو لين مقبلا من نادي شنغهاي، وعدد من اللاعبين الصينيين، وفي صيف ذلك العام أعلن النادي تعاقده مع البرازيلي موريكي من نادي أتلتيكو مينيرو مقابل 3.5 مليون دولار كرقم قياسي محلي، ولم يحتج الفريق سوى لموسم وحيد ليعود مجددا إلى دوري الدرجة الأولى.

وفي العام الماضي أظهر غوانزو إيفيرغراند قدراته المالية الضخمة متفوقا على أندية خليجية وأميركية جنوبية عديدة بعدما استطاع ضم أفضل لاعب في الدوري البرازيلي لموسمين، وهو الأرجنتيني داريو كونكا، مقابل رقم قياسي آخر بلغ 10 ملايين دولار لناديه و10.4 مليون دولار كأجر سنوي ليضعه كأحد أعلى اللاعبين أجرا في العالم، وفي ذلك العام حقق الفريق بطولة دوري الدرجة الأولى الصيني لأول مرة في تاريخه بعد أقل من عامين على امتلاك شركة التعمير والمقاولات لأسهمه، ويتأهل مباشرة للمرة الأولى أيضا لدوري أبطال آسيا. ولم يقف طموح الفريق الصيني عند هذا الحد، بل أعلن في منتصف الشهر الماضي عن تعيينه المدرب الإيطالي الشهير وبطل كأس العالم 2006 مع منتخب بلاده، الإيطالي مارشيلو ليبي، بعقد لمدة عامين ونصف العام مقابل 30 مليون يورو، ويعتبر المهاجم البرازيلي سليو صاحب هدف الفوز في المباراة الأخيرة أمام طوكيو الياباني وكذلك مواطنه موريكي ولاعب الوسط وقائد الفريق الدولي زينغ زي، أحد أهم مفاتيح اللعب بالنسبة للمدرب العجوز الذي اعتمد على خطة 3-4-3 في آخر مباراة لعبها مع الفريق أمام طوكيو.