أحلام إسبانيا بالثلاثية التاريخية والاحتفاظ باللقب تصطدم برغبة إيطاليا في الثأر

كرواتيا مرشحة لتخطي آيرلندا في افتتاح منافسات المجموعة الثالثة بكأس أوروبا

TT

يستهل المنتخب الإسباني حملته نحو تحقيق إنجاز الثلاثية التاريخية والدفاع عن لقبه القاري بموقعة نارية مبكرة تجمعه بنظيره الإيطالي اليوم في غدانسك، وذلك في افتتاح منافسات المجموعة الثالثة من الدور الأول لكأس الأمم الأوروبية التي تحتضنها بولندا وأوكرانيا وفي نفس المجموعة، ستكون كرواتيا مرشحة للحصول على النقاط الثلاث من مباراتها مع جمهورية آيرلندا التي تخوض نهائياتها الثانية بحظوظ تبدو في كل المقاييس ضعيفة.

* إسبانيا × إيطاليا

* يعتبر المنتخب الإسباني مرشحا لكي يحتفظ باللقب القاري نظرا لأنه يضم في صفوفه الغالبية العظمى من العناصر التي قادته إلى المجد القاري ثم العالمي، وسيكون المنتخب الإيطالي أول اختبار فعلي لقدرة فريق المدرب فيسنتي دل بوسكي على الارتقاء إلى مستوى التوقعات في مجموعة تضم جمهورية آيرلندا وكرواتيا. وخسر المنتخب الإسباني أمام نظيره السويسري في بداية مسيرته ببطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، ولذلك يأمل الفريق في تجنب هذا المصير خلال مباراة اليوم. وقال جيرارد بيكيه مدافع المنتخب الإسباني: «الفوز سيكون خطوة هائلة لأن المنتخب الإيطالي أحد المرشحين للعبور من هذه المجموعة إلى الأدوار الفاصلة».

ولم ينجح أي منتخب من قبل في الفوز بثلاثة ألقاب متتالية في بطولتي كأس العالم وكأس أوروبا، ولكن المنتخب الإسباني بقيادة دل بوسكي يستطيع كسر هذه القاعدة والتتويج باللقب بعد فوزه بلقبي يورو 2008 وكأس العالم 2010. ويدرك دل بوسكي أن فريقه مرشح بقوة للفوز باللقب. وقال المدرب الكبير: «من المنطقي أن يكون فريقي هو المرشح للقب لأنه بطل أوروبا والعالم.. ولكن هناك عدد من الفرق الأخرى أيضا يمكنها الفوز بلقب البطولة، والمنتخب الإيطالي أحد هذه الفرق».

وتتركز مخاوف دل بوسكي في خط الهجوم بعدما حرمت الإصابة ديفيد فيا، مهاجم الفريق الفائز بلقب هداف يورو 2008، من المشاركة في البطولة الحالية. كما ابتعد المهاجم الآخر فيرناندو توريس، الذي سجل هدف الفوز 1/ صفر على المنتخب الألماني في نهائي يورو 2008، عن مستواه لفترة طويلة قبل أن يستعيد بعض توازنه في الفترة الماضية. وضم دل بوسكي اللاعب توريس مهاجم تشيلسي الإنجليزي إلى قائمة الفريق في البطولة الحالية لتضم قائمة المهاجمين إلى جواره كلا من فيرناندو يورنتي (أتلتيك بلباو الإسباني) وألفارو نيغريدو (إشبيلية الإسباني) ولكن أيا منهما لا يتمتع بنفس خطورة فيا أو توريس في حالة استعادة الأخير لمستواه المعهود. وبعيدا عن الهجوم، يعاني المنتخب الإسباني أيضا من غياب مدافعه المخضرم كارلوس بويول عن هذه البطولة بسبب الإصابة. ومن المنتظر أن يدفع دل بوسكي باللاعب سيرخيو راموس بدلا منه في قلب الدفاع على أن يلعب ألفارو أربيلوا في مركز الظهير الأيمن.

وترتفع معنويات المنتخب الإسباني قبل بدء رحلة الدفاع عن لقبه حيث حقق الفريق الفوز في 41 من آخر 45 مباراة رسمية خاضها كما كانت المباراة الودية أمام صربيا، التي فاز فيها الماتادور الإسباني 2/ صفر هي الثالثة والسبعين التي يحافظ فيها حارس المرمى إيكر كاسياس على نظافة شباكه ليتفوق بذلك على الحارس الهولندي السابق إدوين فان دير سار صاحب الرقم القياسي السابق.

وفي المقابل، يواجه تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي بعض المشكلات والمخاوف أيضا، حيث خيمت فضيحة التلاعب بنتائج المباريات والمراهنات غير المشروعة في إيطاليا على استعدادات الفريق قبل بداية البطولة، خاصة أن هذه الفضيحة طالت عددا من لاعبي الفريق بنسب متفاوتة، وأسفرت عن استبعاد المدافع دومينيكو كريشيتو من قائمة الآزوري في البطولة الحالية، بسبب استدعاء اللاعب للتحقيقات.

وتسبب غياب كريشيتو في بعض المشكلات بخط دفاع المنتخب الإيطالي وأصبح البديل الأفضل هو انتقال نجم خط الوسط دانييلي دي روسي إلى اللعب في مركز قلب الدفاع، على أن يشغل جورجيو كيليني مكان كريشيتو في الجانب الأيسر. ويثق كيليني في أن دي روسي لن يواجه أي مشكلة في اللعب بخط الدفاع. وقال كيليني: «إنه نجم ويستطيع اللعب في هذا المكان».

وسبق للماتادور الإسباني أن أطاح بنظيره الإيطالي من دور الثمانية ليورو 2008 عبر ضربات الترجيح، ولذلك ستتسم مباراة اليوم بالطابع الثأري للمنتخب الإيطالي وبالرغبة الإسبانية في إعادة الذكريات وتحقيق فوز جديد على «الآزوري». وعلى مدار تاريخهما، التقى الماتادور والآزوري 25 مرة على المستويين الرسمي والودي فكان الفوز من نصيب إسبانيا في سبع مباريات مقابل ثمانية انتصارات لإيطاليا وعشرة تعادلات وسجل الإسبان 29 هدفا في هذه المباريات مقابل 25 هدفا في مرماهم مما يوضح تقارب المستوى بين المنتخبين عبر التاريخ.

وشهدت بطولات كأس العالم ثلاث مواجهات بين الفريقين انتهت اثنتان بالفوز لصالح إيطاليا وواحدة بالتعادل، كما التقى الفريقان ثلاث مرات في بطولات أوروبا، انتهت إحداها بالتعادل والأخرى بفوز إيطاليا بينما كان الفوز الإسباني الوحيد عبر ضربات الترجيح في دور الثمانية بـ«يورو 2008». ويتفوق المنتخب الإسباني نسبيا في المواجهات الودية مع الآزوري حيث حقق الفوز سبع مرات مقابل خمس للآزوري وسبعة تعادلات.

وكانت آخر مباراة بينهما هي اللقاء الودي في العاشر من أغسطس (آب) 2011 بمدينة باري الإيطالية وانتهى بفوز إيطاليا 2/ 1.

* آيرلندا × كرواتيا

* مع اتجاه معظم الترشيحات في المجموعة الثالثة بالدور الأول للبطولة الأوروبية نحو المنتخبين الإسباني والإيطالي، يحلم كل من المنتخبين الآيرلندي والكرواتي ببداية قوية في البطولة لتأكيد وجوده في الصورة وقدرته على المنافسة بقوة على إحدى بطاقتي المجموعة إلى دور الثمانية. ويلتقي الفريقان على استاد «مايسكي» بمدينة بوزنان البولندية في الجولة الأولى من مباريات المجموعة. ويدرك كل من المنتخبين أن مباراة اليوم قد تكون الفرصة الأولى والأخيرة له قبل مواجهة المنتخبين العملاقين الإيطالي والإسباني.

ويظهر المنتخب الآيرلندي في البطولة الأوروبية للمرة الثانية فقط حيث كانت مشاركته الوحيدة السابقة في يورو 1988. ولا يحظى الفريق بنفس الخبرة الهائلة التي يتمتع بها منافسه الكرواتي صاحب المركز الثالث في بطولة كأس العالم 1998 بفرنسا. ولكن المنتخب الآيرلندي يعلق آمالا كبيرة في تعويض فارق الخبرة من خلال الخبرة الهائلة التي يتمتع بها مديره الفني الإيطالي جيوفاني تراباتوني المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي. ويجيد المنتخب الآيرلندي أداء الواجبات الدفاعية، ولذلك اهتزت شباك الفريق ثماني مرات فقط في 12 مباراة خاضها الفريق في تصفيات يورو 2012.

ويترقب تراباتوني عودة اثنين من نجوم الفريق إلى التشكيل في مباراة اليوم بعد تعافيهما من الإصابة، وهما حارس المرمى شاي جيفن وجون أوشيا. ويتمتع جيفن بخبرة هائلة على المستوى الدولي حيث خاض مع الفريق 122 مباراة دولية حتى الآن. وينتظر أن يجد هجوم الفريق عونا كبيرا من الجانبين عن طريق داميان داف وآيدن ماكجيدي. ويحتاج تراباتوني إلى المفاضلة بين الدفع بخمسة لاعبين في وسط الملعب أو بالدفع بمهاجم ثان إلى جوار رأس الحربة روبي كين.

وفي المقابل، يدرك سلافين بيليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي أن فريقه لن يواجه اختبارا سهلا في بوزنان. وقال بيليتش: «درست كل مباريات المنتخب الآيرلندي في الفترة الماضية، وكان أداء الفريق مبهرا في النواحي الدفاعية». وما يضاعف من صعوبة اللقاء على كرواتيا أن الفريق عانى من إصابة بعض لاعبيه في الفترة الماضية مما أدى لاستبعاد بعضهم من قائمة الفريق في البطولة، مثل إيفيكا أوليتش وديجان لوفرين وإيفو إيليسيفيتش. والتقى المنتخبان الكرواتي والآيرلندي ست مرات سابقة فكان الفوز من نصيب كرواتيا مرة واحدة مقابل انتصارين لآيرلندا وثلاثة تعادلات علما بأن أربعا من هذه المباريات كانت ودية بينما ستكون المباراة اليوم هي الأولى بينهما في البطولات الكبيرة.