مواجهة الآزوري وإسبانيا بين أقدام صانعي الألعاب

دي روسي قال إنه ليس خائفا.. وبوفون رفض الانشقاقات

TT

إذا كان المخرج هو أهم فرد في أي عمل سينمائي أو تلفزيوني بسبب الدور المحوري الذي يلعبه، فلا عجب أن يطلَق على صانعي الألعاب في كرة القدم وصف «المخرج». فصانع الألعاب هو محور أداء أي فريق، وهو الذي يحرك الفريق مثلما يشاء، ويعود له الفضل الأول في حالة الأداء الجيد أو اللوم الأول في حالة الإخفاق. وبالنظر إلى مباراة إيطاليا وإسبانيا المهمة في منافسات المجموعة الثالثة ببطولة الأمم الأوروبية اليوم الأحد نستعرض هنا دور وأهمية صانعي الألعاب بالفريقين، وهما أندريا بيرلو وتشافي هيرنانديز.

سواريز: عن دور هذين اللاعبين تحدث لويزيتو سواريز، نجم برشلونة والإنتر السابق، موضحا «أقول أولا إن إيطاليا هي بيتي لكن قلبي إسباني، ونحن نتحدث هنا عن نجمين كبيرين، وكلاهما يمتلك حاسة التمركز الجيد، ويجيد اختيار وقت بداية الهجمات. ويمتلك بيرلو وتشافي أيضا الخبرة والمهارة. وهما يتشابهان كثيرا لكنني أرى أن أداء بيرلو أكثر تأثيرا وعمقا، بينما يخطئ تشافي في عدد أقل من التمريرات لأنه يقوم دائما بتمريرات قصيرة ونادرا ما يقوم بتمريرة أطول من 20 مترا. وعلى العكس يلعب بيرلو كرات طولية أكثر على الأجناب حتى لو كانت احتمالية خطئها أكبر». وأضاف سواريز «ومع الأخذ في الاعتبار أن كرة القدم قد تغيرت كثيرا، أقول إنني أشبه بيرلو أكثر من تشافي. وفي النهاية أعتقد أن بيرلو لاعب متكامل أكثر من تشافي».

الأهداف والتغطية: وحاول سواريز تدعيم تحليله لأداء اللاعبين بالحديث عن نقطتين مهمتين «يسدد بيرلو بشكل أفضل ويظهر ذلك من تسجيله لبعض الأهداف من الضربات الحرة. ويتميز بيرلو أيضا بالقوة في التغطية مقارنة بتشافي الذي يعتبر أقل قوة ويدافع باستخدام موقعه. وإذا تبادل النجمان فريقيهما سيكون ذلك أفضل لكليهما، لكن تشافي يبدو أكثر ملاءمة للعب في فريق برشلونة والمنتخب الإسباني، بينما يعتبر بيرلو أكثر مرونة ويستطيع منح السرعة لهجمات الآخرين. ولهذا أعتقد أن بيرلو أهم لبرانديللي من تشافي لديل بوسكي». وأكد سواريز أيضا أن بيرلو لم يحظ على المستوى الدولي بالتقدير الذي يستحقه «لقد كان بيرلو يستحق جائزة الكرة الذهبية لكنه يتمتع بشخصية انطوائية ولا يحب الظهور، بينما يعتبر الظهور الإعلامي هو أهم شيء في كرة القدم الآن. والمؤكد أن بيع بيرلو للميلان كان أكبر خطأ ارتكبه نادي الإنتر في آخر 20 عاما».

وقد تحدث ألبرتيني عن سن بيرلو، مؤكدا أنها لا تعوق أبدا أداءه الرائع «مَن يحاول إيجاد بديل لبيرلو لن ينجح في ذلك. فمن المستحيل أن تجد لاعبا بنفس مستواه، رغم أن ذلك سيحدث إن عاجلا أو آجلا». وعاد سواريز ليتحدث عن دور صانع الألعاب في ظل بعض الآراء عن أنه أصبح دورا لا قيمة له في كرة القدم «مَن يقول إن صانع الألعاب لا أهمية له يفعل ذلك لأنه لا يمتلك صانع ألعاب في فريقه. ينبغي على إيطاليا أن تعتمد في المستقبل على فيراتي، بينما ستحاول إسبانيا صقل مهارة تياغو ألكانترا في هذا المركز».

دي روسي: لكن بيرلو وتشافي هما الموجودان الآن وهما اللذان يقودان دفة المنتخبين. وقد تحدث دي روسي نجم المنتخب الإيطالي قائلا عن صانعي الألعاب «إن تاريخ بيرلو واضح ويتحدث عنه، فقد صنع الفارق في جميع الفرق التي لعب لها، لكن تشافي خلال السنوات الثلاث الأخيرة حظي بإعجاب وحب الجميع».

وفي النهاية نستعرض ما صرح به اللاعبان نفسيهما حول مباراة إيطاليا وإسبانيا المرتقبة والبطولة بشكل عام. فقد صرح بيرلو لقناة «سي إن إن» مؤخرا بأن «منتخب إسبانيا هو المرشح الأول للقب. فهو بطل أوروبا والعالم ويجب أن نحترمه لأقصى درجة ممكنة، لكننا نسعى للوصول على الأقل للمربع الذهبي». وجاءت تصريحات تشافي أكثر تفصيلا وإسهابا «لقد تغير تاريخ إسبانيا في كأس الأمم الأوروبية 2008 أمام إيطاليا. فقد تفوقنا في ضربات الترجيح وتخلصنا من جميع العقد». وأضاف تشافي بشأن مورينهو الذي لم يعد يمثل عقدة بالنسبة له «لن يدخل مورينهو التاريخ، فالأفضل بالنسبة لي يبقى غوارديولا وهو ما أظهره مع فريق برشلونة بتغييره لكرة القدم بشكل عام. وقد عانيت كثيرا بسبب رحيله. ورغم فوز تشيلسي بدوري الأبطال نبقى نحن الفريق الأقوى».

في المقابل، يعد دي روسي، لاعب الآزوري، قائدا بأفعاله وليس بالكلام. صحيح أن جميع لاعبي المنتخب الإيطالي بارعون، لكن أن تتخلى عن مركزك داخل الملعب، والذي أنت فيه الأفضل، وتذهب لتلعب في قلب الدفاع وأمام أفضل فريق على كوكب الأرض، فهذا يتطلب شجاعة وإرادة. ولهذا السبب يعد دي روسي حقا قائدا، وحول هذا الصدد قال «أجل، بنسبة 99.9 في المائة سألعب في خط الدفاع، وأجد ذلك حلا مجديا. أنا لست يائسا أو خائفا». وبالنسبة إلى دي روسي «ليس هناك معنى للحديث عن حالة طوارئ، لأن ذلك لو لم يكن قرارا مدروسا كان برانديللي سيستبدل ببارزالي مدافعا خالصا، والآزوري به العديد من المدافعين البارعين. لكن تشيزاري يريد فريق قادر على البناء، دائما».

«وماذا لو أصبحت الأفضل؟»: ويتابع دي روسي «مع فريق روما، كنت غالبا ما أذهب للوجود بين قلبي الدفاع. يكفي أن نكون أذكياء من الناحية الخططية. أنا لا أبحث عن أعذار، وأنزل إلى الملعب ولديّ قناعة بأنني يوما ما ربما أصبح أقوى مدافع في العالم. ربما أفتح في هذا المركز حقبة جديدة من مسيرتي الكروية. من الواضح أنني لم أكن أرغب في تغيير مركزي، وأن برانديللي لا يرغب في إصابة تاريخي بالاضطراب، لكن ينبغي دائما اللعب بأقصى درجات القناعة. أنا لا يناسبني اتخاذ قرارات وقائية. لو سارت الأمور معي بشكل سيئ في هذا المركز فلن تسمعوني مطلقا أقول إن هذا خطأ المدرب، أنا كنت خارج مركزي الذي اعتدت عليه. المهم هو المنتخب الإيطالي وليس الأفراد».

وفي إطار متصل، دعا الحارس بوفون، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، الجماهير لمساندة الآزوري «وعدم الإصغاء إلى من يحاول بذر الانشقاقات». وبشأن فضيحة المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات، يمتلك دي روسي قناعته الخاصة في هذا الصدد «لا تخلطوا المنتخب بهذه الفضيحة. الموجودون هنا ليس لهم دخل بهذا الأمر. من يقوم بالتحقيقات لا يخترع الأشياء، هذا مؤكد، لكن كرة القدم ليست كلها فاسدة. وأنا لا أدعم أن يتم توجيه الإهانات إلي على شيء لم أقترفه. أنا لا أود تحرير زملائي المتورطين غير أن المنتخب فريق نظيف. الجماهير الإيطالية تثق فينا. مناخ الآزوري رائع للغاية حيث لا نجد نزاعات طائفية، نحن جميعا لاعبو المنتخب الإيطالي». والآن عقل دانييلي مصوب تجاه مباراة إسبانيا «أحسنوا صنعا بخشيتهم من بيرلو، لكن ليس عليهم التقليل من شأن المهاجم بالوتيلي. إنه ليس لاعب مباراة واحدة. إنه مهاجم شاب ورغم ذلك فاز بالكثير. سيكون حاسما معنا مثل أندريا، وربما يبدأ مشواره هنا في بولندا ثم في أوكرانيا. بغض النظر عن منتخب إسبانيا، نحن جميعا في الآزوري على المستوى نفسه. أجل، لدي ثقة في هذا المنتخب».

مشكلات العنصرية «ليست هناك أي مؤشرات للعنصرية هنا في فارسافيا، وأتمنى أن يستمر الوضع كذلك. وإلا، سنلتف حول بالوتيلي واغبونا. يلزمنا الثبات وليس بإمكان بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أن يقف مكتوف اليدين إذا رغب لاعب شاب (ماريو على سبيل المثال) في ترك الملعب عندما يتعرض للهتافات العنصرية من جانب مدرج بأكمله».