هزيمة أهلي صنعاء وشعب حضرموت في بطولات عربية يكشف تراجع مستوى الكرة اليمنية

TT

لا يزال حال كرة القدم اليمنية يؤرق كثيرا من عشاقها داخل اليمن وخارجها، نتيجة عدم ثبات مستواها الفني خاصة في المشاركات الخارجية الودية والرسمية سواء على مستوى المنتخبات الوطنية أو الأندية اليمنية في المسابقات العربية.

وتعشمت الجماهير الكروية في اليمن خيرا بالمستوى الجيد الذي ظهر به المنتخب اليمني في التصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس العالم التي ستقام في كوريا واليابان صيف العام المقبل، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لاول مرة إلى الدور الثاني من التصفيات الآسيوية ذاتها، لولا الهزيمة التي مني بها المنتخب اليمني من نظيره الإماراتي في العين والذي بدوره تأهل إلى الدور الثاني بفارق نقطة واحدة عن اليمن.

كما جاءت الهزيمة القاسية التي لحقت بأفضل فريق يمني «أهلي صنعاء» وصاحب اعرق الإنجازات المحلية والمشاركات العربية المختلفة، من فريق القدس الفلسطيني صاحب أول مشاركة خارجية له ويعيش ظروفا صعبة من جراء الاعتداءات الوحشية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، رغم ان النادي اليمني يضم في صفوفه ابرز لاعبي المنتخب، وزاد الطين بلة أن الخسارة وقعت في أرضه وبين جمهوره اليمني، كما جاء خروج الممثل الثاني لليمن في المشاركات العربية الخارجية شعب حضرموت بخسارة ثقيلة قوامها 0 / 5 من فريق الوحدات الاردني ليثير مزيدا من التساؤلات لدى الشارع الرياضي اليمني عن هذا التراجع المخيف للمستوى الفني، «الشرق الاوسط» بحثت عن اسباب هذا التراجع مع المختصين في الشأن الرياضي اليمني. حيث أوضح المدرب والباحث الكابتن احمد محمد جاسر الذي يعد بحثا أكاديميا في رياضة كرة القدم اليمنية لنيل درجة الماجستير من جامعة حلوان بمصر بان هذا التراجع بسبب الافتقار الى أسس علمية مقننة لتنمية عناصر اللياقة البدنية والمهارات الأساسية للاعبي كرة القدم في اليمن، وتابع أيضا: عدم وجود مدربين متأهلين علميا والاختيار للمنتخبات الوطنية يتم عشوائيا مما يؤثر على المستوى الفني اليمني خارجيا. وأشار الجاسر الى ان بناء منتخبات وطنية يمنية تقدم مستوى رفيعا يتطلب وجود ملاعب حديثة مجهزة بأحدث الإمكانات والوسائل الرياضية وتجهيز المركز الأولمبي اليمني بكامل مستلزمات الإعداد ووسائل الترفيه الضرورية مع الأخذ بالاعتبار الفترة الزمنية للمعسكرات الخارجية وأيضا تحسين ظروف معيشة اللاعبين والأجهزة الفنية المحلية، مما يساعد على ارتقاء مستوى الكرة اليمنية في الخارطة الآسيوية والقارية والدولية بشكل أفضل. من جانبه يرى المعلق الرياضي اليمني محمد سعيد سالم أن من بين أهم أسباب تراجع مستوى الكرة محليا وعربيا وإقليميا يرجع إلى ضعف مستوى الأندية الرياضية، وانعدام التكافؤ بين أندية الدوري الممتاز اليمني، الأمر الذي يعمل على تخريج لاعبين ذوي مواهب متدنية ومستويات باهتة للفرق الوطنية الكروية وكذلك سوء حالة الملاعب في اليمن وضعف صيانتها مما يسبب الإصابة البليغة للاعبين. ويعتقد المعلق الرياضي محمد سعيد سالم أن انعدام التخطيط بهدف تنظيم المواسم الرياضية والمشاركات الخارجية يؤدي إلى عشوائية تشكيل الفرق الوطنية، وتواضع عمليات الإعداد لها. وأضاف: أن الإعداد النفسي للاعب اليمني في النادي والمنتخب منعدم تماما، وذلك بسبب الرهبة المستمرة للاعب اليمني في المواجهات الخارجية، وتطرق المعلق الرياضي إلى مشكلة التحكيم في اليمن ويقول انها تشكل عامل شد إلى الوراء بسبب ضعف أداء كثير من الحكام وشخصياتهم ومواهبهم، وتطبيقهم المهزوز لقانون اللعبة.

ولكن احد لاعبي المنتخب امتنع عن ذكر اسمه قال لـ «الشرق الاوسط» ان سبب التراجع يعود إلى عدم توفر المتطلبات الأساسية التي يحتاجها لاعب كرة القدم في اليمن كالاحتراف الصحيح والسليم، حيث يتم تطبيقه فقط على اللاعبين الأجانب الذين يتم استقطابهم من دول شقيقة مثل العراق والسودان. وعلى الرغم من أن مستواهم الفني أقل من مهارات وإمكانيات اللاعب اليمني الفنية مع ذلك يتم إعطاؤهم الامتيازات المادية الكبيرة التي يفترض من وجهة نظره أن تسخر للاعب اليمني، الذي يعاني أصلا ظروفا اقتصادية معروفة ودخله المادي من لعب كرة القدم في اليمن لا يساوي شيئا مقارنة بما يتقاضه أولئك المحترفون الأجانب. ومن جانبه يرى غمدان الشوكاني (مشجع يمني) أن القاعدة الاساسية لاعداد اللاعبين منذ الصغر تواجه صعوبتين رئيستين، الأولى تتعلق بالجانب النفسي الذي يعود إلى عدم تأهيل هذه البراعم الناشئة وتربيتها التربية السليمة من خلال توفير المدارس التدريبية ذات المستوى الفني الرفيع وتحت إشراف خبراء دوليين في هذا الشأن أسوة بمدارس الناشئين التدريبية الموجودة في دول عربية كالسعودية ومصر. العامل الثاني مادي وهو مكمل للأول حيث أن الناشئ يصل إلى مرحلة معينة أو فئة عمريه معينة يشعر فيها بالإحباط نتيجة عدم الاهتمام به من الجهات المختصة، ويعتقد الشوكاني أن الحل الوحيد لانتشال هذه البراعم الناشئة مما يساعد على تكوين قاعدة متميزة من اللاعبين الموهوبين يأتي من خلال تفعيل دور القطاع الخاص في هذا المجال وتجاوب الاعلام مع الشركات والأندية الرياضية والدعم الحكومي ضروري في هذا الشأن لان لا رياضة بدون اعلام ولا اعلام بدون رياضة كل ذلك من اجل تمكين هذه المهارات والمواهب الناشئة من اخذ دورها التي تطمح به وتحلم بتحقيقه في تشريف اليمن خارجيا وتكتسب الخبرة التي تنقصها في معترك المنافسات ولا حل من وجهة نظره لمشكلة تراجع المستوى الفني لكرة القدم اليمنية إلا بتنمية الناشئة وصقلهم تدريبيا.