ديل بوسكي يشعر بالفخر.. وتراباتوني يشيد بـ«الأوركسترا الكروي الإسباني»

بعد اكتساح الماتادور الإسباني آيرلندا برباعية نظيفة والإطاحة بها من يورو 2012

TT

أعرب المدرب فيسنتي ديل بوسكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني لكرة القدم، عن شعوره بالفخر بعد الفوز الكاسح لفريقه 4 بأربعة أهداف نظيفة على نظيره الآيرلندي، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا. وكشر المنتخب الإسباني عن أنيابه مجددا وحقق فوزه الأول في رحلة الدفاع عن لقبه القاري بفوزه الكاسح على نظيره الآيرلندي.

واستبعد ديل بوسكي أن يكون لاعبوه قد شعروا بارتياح أكثر من خلال دفعه برأس الحربة الصريح فرناندو توريس بدلا من الدفع بتشكيل يخلو من مهاجم صريح. وسجل توريس الهدفين الأول والثالث للفريق ليكونا أول أهداف اللاعب في المباريات الرسمية مع المنتخب الإسباني منذ نحو 20 شهرا. وقال ديل بوسكي «لعبنا بشكل جيد. نشعر بالفخر لما قدمناه لأن المنتخب الآيرلندي لم يسيطر على المباراة في أي وقت ولم يحرز أي هدف». وأكد ديل بوسكي أن الفريق ما زالت أمامه خطوة مهمة للغاية في المباراة القادمة أمام كرواتيا يوم الاثنين المقبل حتى يضمن التأهل لدور الثمانية. وأكد «ما زلنا بحاجة للعب أمام كرواتيا التي لعبت أيضا بشكل جيد كثيرا. نسعى لتحقيق فوز مماثل في لقاء كرواتيا. لكننا نعلم أن المنتخب الكرواتي فريق رائع».

وعن الجدل الذي دار خلال الأيام الماضية بشأن اللعب برأس حربة أو الاستمرار على طريقة اللعب بدون رأس حربة في التشكيل الأساسي للفريق مثلما كان الحال أمام إيطاليا، قال ديل بوسكي «أعرف كرة القدم جيدا. لست حديث العهد بها. أتفهم الانتقادات جيدا. أؤكد أن اللاعبين لا يفاضلون بين اللعب في وجود توريس أو (فرناندو) يورنتي أو (ألفارو) نيغريدو».

من جهة أخرى، استبعد ديل بوسكي فكرة الاتفاق مع نظيره الكرواتي على التعادل بينهما 2/2 في المباراة المقررة يوم الاثنين المقبل. وتصعد هذه النتيجة بالفريقين معا إلى دور الثمانية على حساب منتخب إيطاليا الذي يلتقي في الجولة الأخيرة مع نظيره الآيرلندي الذي ودع البطولة بالفعل بغض النظر عن نتيجة هذه المباراة. وقال ديل بوسكي «نحن رياضيون وسنحاول الفوز في المباراة. ليست لدينا أي رغبة في التعادل 2/2 أو سلبيا. ولا نلتفت للحسابات، وإنما نخوض المباريات سعيا لتحقيق الفوز فقط». وتأتي تصريحات ديل بوسكي لتعيد الهدوء إلى المنتخب الإيطالي الذي لن تفيده نتيجة المباراة أمام آيرلندا في حالة انتهاء اللقاء بين إسبانيا وكرواتيا بالتعادل 2/2. وسبق لهذا الموقف أن حدث في يورو 2004، عندما تعادل المنتخبان الدنماركي والسويدي 2/2 وتأهلا معا لدور الثمانية على حساب منافسيهما في المجموعة.

ويتصدر المنتخب الإسباني المجموعة حاليا برصيد أربع نقاط وبفارق الأهداف فقط أمام كرواتيا مقابل نقطتين لإيطاليا في المركز الثاني، بينما خرج المنتخب الآيرلندي من البطولة رسميا بعدما مني بالهزيمة الثانية على التوالي، حيث يقبع الفريق في المركز الأخير بدون رصيد من النقاط. كما استبعد المدرب الإيطالي العجوز جيوفاني تراباتوني، المدير الفني للمنتخب الآيرلندي، حدوث مثل هذا الاتفاق غير المشروع، مؤكدا ثقته في أن شيئا كهذا لن يحدث.

من جانبه، اعترف تراباتوني بأن فريقه تعرض لضربة معنوية هائلة إثر خسارته الفادحة أمام إسبانيا صفر/4، لكنه أكد أنه سينهي كأس أوروبا 2012 مرفوع الرأس. وقال تراباتوني «الأخطاء التي ارتكبناها هنا تعني أننا تلقينا ضربة معنوية هائلة». والخسارة هي الأقسى لجمهورية آيرلندا منذ سقوطها أمام النمسا 6/1 عام 1971. وكما حدث في مباراتها الأولى ضد كرواتيا والتي خسرتها 3/1، تخلفت جمهورية آيرلندا مبكرا عندما افتتح فرناندو توريس للمنتخب الإسباني مستغلا خطأ للدفاع الآيرلندي.

وأضاف تراباتوني، أكبر المدربين سنا في البطولة القارية (73 عاما) «لم أر خوفا لدى إقامة الحصص التدريبية، ولا خلال استعدادنا للبطولة. كما أن الأجواء رائعة بين مختلف أفراد المنتخب». وكشف «لكن مشكلة هذا الفريق أنه عندما يخوض بطولة كبرى يشعر بعقدة نقص تجاه المنتخبات الأخرى وبالتالي يقع في الأخطاء». وتابع «يتعين علينا أن ننظر إلى هذه النقطة بالذات. سأسأل الشباب لماذا حصل هذا الأمر. للمرة الثانية دخل مرمانا هدف مبكر، وبالتالي فإن الخطة التكتيكية التي كنا نريد اتباعها طارت في الهواء. كان من الصعب تعديل النتيجة أمام منتخب قوي كإسبانيا الذي يهوى استغلال المساحات بفضل الفنيات العالية لأفراده».

وناشد تراباتوني أفراد الفريق بذل قصارى جهودهم في المباراة الأخيرة ضد إيطاليا لرد الجميل لأنصار المنتخب على الرغم من أن فريقه بات أول المودعين في البطولة الحالية. وأكد المدرب الإيطالي القدير مجددا أن المنتخبين الإسباني والألماني هما الأكثر ترشيحا للقب بطولة كأس الأمم الأوروبية. وأوضح تراباتوني «المنتخب الإسباني كشف عن قدراته الخططية. لم يستهلك الكثير من طاقته بفضل عزف الأوركسترا الذي يقدمه. إنه لا يخطئ في التمرير».

وأكد تراباتوني أن المنتخب الإسباني، مثل نظيره الألماني، يتمتع بالأداء الخططي الراقي والشخصية القوية داخل الملعب ولذلك سينحصر اللقب بين هذين الفريقين. وأضاف تراباتوني أن الهدف المبكر الذي سجله فرناندو توريس في شباك آيرلندا بعد أربع دقائق فقط من بدالية المباراة حطم كل الأفكار الخططية للمنتخب الآيرلندي، وجعل من الصعب على الفريق أن يعدل أوضاعه أمام منتخب قوي مثل الماتادور الإسباني.

في المقابل، اعتبر توريس، الذي خاض المباراة أساسيا بعد مشاركته احتياطيا في المباراة الأولى ضد إيطاليا، أن فريقه قدم مباراة كبيرة بقوله «خضنا مباراة رائعة. منذ الدقيقة الأولى أردنا إثبات رغبتنا في الفوز. بالطبع الهدف الذي سجلناه في وقت مبكر جعل مهمتنا أسهل» وقال توريس «كنا نعلم أننا بحاجة إلى الفوز بالمباراتين الباقيتين (بعد التعادل 1/1 مع إيطاليا في بداية مسيرة الفريق بالبطولة)، وخضنا المباراة بشخصية قوية وإصرار. الهدف المبكر لعب دورا في تسهيل المباراة علينا. قدمنا عرضا جيدا، وتقدمنا خطوة جيدة نحو التأهل لدور الثمانية». وتابع «نحتاج إلى نقطة واحدة ضد كرواتيا الآن لبلوغ ربع النهائي. بالطبع عندما علمت بأنني سألعب أساسيا كنت سعيدا، لكن إذا قرر المدرب إشراك لاعب آخر مكاني في المباراة المقبلة فليست لدي أي مشكلة». وأضاف «أنا ألعب في أفضل فريق في العالم ونحن أبطال أوروبا والعالم، وأعرف تماما مستوى جميع زملائي. الجميع يستحق اللعب».

ونصب المنتخب الإسباني السيرك الكروي على استاد مدينة غدانسك البولندية، وقدم الفريق فاصلا ممتعا من الأداء الكروي في مباراة من جانب واحد كانت أشبه بالتقسيمة الودية على مدار معظم فترات الشوطين. وحقق الماتادور الإسباني، بطل العالم، فوزه الأول في البطولة الحالية التي يدافع فيها عن لقبه القاري الذي أحرزه قبل أربع سنوات في النمسا وسويسرا. ولم يجد المنتخب الإسباني أي صعوبة في ترجمة هذا التفوق إلى أربعة أهداف، بينما أهدر العديد من الفرص السهلة بسبب غياب الحظ والتوفيق في معظمها، ليكتفي بهذا الفوز مع الرأفة بمنافسه الآيرلندي الذي ودع البطولة رسميا.

ورفع المنتخب الإسباني رصيده إلى أربع نقاط في صدارة المجموعة بفارق الأهداف فقط أمام نظيره الكرواتي الذي تعادل 1/1 مع المنتخب الإيطالي في المباراة الثانية بالمجموعة في وقت سابق. وظل المنتخب الآيرلندي في المركز الرابع الأخير بالمجموعة من دون رصيد من النقاط، حيث مني بالهزيمة الثانية على التوالي وأصبح أول منتخب يودع البطولة رسميا.

وأعاد توريس اكتشاف نفسه في هذه المباراة، حيث سجل هدفين رائعين للفريق في الدقيقتين 4 و70، بينما أحرز زميله ديفيد سيلفا نجم مانشستر سيتي الإنجليزي الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 49، كما سجل البديل سيسك فابريغاس الهدف الرابع للفريق في الدقيقة 83. ورفع فابريغاس رصيده إلى هدفين في البطولة الحالية، حيث سبق له تسجيل هدف التعادل 1/1 للفريق أمام نظيره الإيطالي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة.