بوفون يستبعد تآمر أبطال العالم لإقصاء إيطاليا من «يورو 2012»

بيرلو قال إنه من الخطأ تراجع الآزوري.. وطالب فريقه بالمضي قدما

TT

حمل تعادل منتخب إيطاليا أمام نظيره الكرواتي أول من أمس (الخميس) في الجولة الثانية من دور المجموعات بكأس الأمم الأوروبية 2012 الكثير من الأسى والصدمة لجماهير إيطاليا ولاعبيها. وأصبح موقف المنتخب الإيطالي صعبا حيث تحيط الشكوك بتأهله للدور الثاني بعد هذه النتيجة. ولا يكفي أن تفوز إيطاليا في المباراة الأخيرة أمام آيرلندا، لأن تعادل إسبانيا وكرواتيا بنتيجة 2-2 في نفس الجولة يعني خروج إيطاليا من البطولة حتى لو فازت على آيرلندا بأي نتيجة. ويعيد هذا الوضع إلى الأذهان موقف الفريق عام 2004 عندما خرجت إيطاليا من كأس الأمم الأوروبية برصيد خمس نقاط بسبب التعادل بين السويد والدنمارك.

بوفون: ولا شك أن بعض الجماهير والنقاد عندما يتذكرون تصريحات جيجي بوفون حارس مرمى إيطاليا في نهاية شهر مايو (أيار) الماضي عن التعادلات المشكوك في أمرها في الدوري الإيطالي يشعرون بالخوف من أن تعاني إيطاليا من هذه المشكلة في الجولة الأخيرة. وكان بوفون قد صرح قائلا بشأن الفرق التي تسعى للتعادل لإنقاذ نفسها في الدوري الإيطالي وتكتفي بنقطة أفضل من الهزيمة: «من الواضح أن الفرق يجب أن تلعب للفوز، لكن هناك حسابات أخرى تظهر من حين لآخر. ومن يعرف كرة القدم يدرك ماذا يحدث. ففي بعض الحالات يكون الجريحان أفضل من ميت».

الاحتمالات: وعقب التعادل مع كرواتيا ظهرت حالة من التشكك بين لاعبي المنتخب الإيطالي وتراود الظنون بعضهم في أن منتخب إسبانيا قد يتعمد التعادل مع كرواتيا في الجولة الأخيرة من أجل إقصاء إيطاليا، بينما يستبعد البعض الآخر حدوث ذلك. ومع أن الشك يبقى ولا ينتهي بشكل تام، فهناك لاعب واحد في منتخب إيطاليا يبدو واثقا من أن هذا الأمر لن يحدث وهو جيجي بوفون نفسه رغم أنه صاحب نظرية «الجريحين أفضل من ميت». وقد صرح بوفون معلقا على نتيجة الجولة الثانية والمخاوف من التآمر على إيطاليا قائلا: «لن يكون هناك أي ميت هذه المرة. فنحن أحياء وليس هناك ضرورة لقيام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بأي تحقيق لمراقبة الجولة الأخيرة. إن منتخب إسبانيا لن يلجأ لأي حسابات أو مؤامرات. وثمة فارق كبير عما حدث عام 2004. فقد كان فريقا السويد والدنمارك في ذلك الحين فريقين متوسطين ومتقاربي المستوى وكان كلاهما يعتبر اجتياز الدور الأول إنجازا كبيرا. لكن المواجهة الحالية تتم بين فريقين متباينين في القوة. فإسبانيا أكثر قوة وستحرص على الفوز. إنهم متأكدون أنهم الأقوى ولا يخشون أحدا. ولا يرغب المنتخب الإسباني أيضا في أن يتم تصنيفه على أنه غير نزيه ولا يرغب في أن يثير سخرية أوروبا والعالم منه. فسيكون ذلك بمثابة وصمة عار. باختصار الأمر يتوقف علينا نحن فقط. فإذا حققنا الفوز في الجولة الأخيرة سنتأهل. كرواتيا.. كنا نستطيع أن ننهي الشوط الأول بصورة أفضل لكننا بعد ذلك تراجعنا بشدة. وأشعر بالحزن لأن الجانب الدفاعي كان رائعا ودفعنا ثمن أحد الأخطاء القليلة التي ارتكبناها. ينبغي فقط أن نكون أكثر قوة وقسوة. فلا يمكن للفريق أن يمنح الفرص لمنافسه في المباريات المتوازنة». ولا شك أن جماهير إيطاليا بأسرها تتمنى أن يكون بوفون محقا وألا تشهد الجولة الأخيرة أي محاولات للتلاعب أو التآمر.

في المقابل قال المخضرم أندريا بيرلو قبل المواجهة «لا يزال هناك مباراة متبقية، وسنمضي قدما إلى الأمام». بعد 24 ساعة، وبكونه أفضل لاعب في المباراة أول من أمس أمام كرواتيا مع تسجيله هدفا رائعا، أكد بيرلو الشيء ذاته الذي صرح به قبل يوم: «إننا نمضي قدما». ويتابع: «يا لها من خسارة! كان ينبغي الفوز بهذه المباراة وتوافرت لدينا فرص عديدة لإنهاء اللقاء وتسجيل هدف آخر على الأقل. وحاولنا وسار الأمر على ما يرام مرة واحدة».

التراجع في الملعب: وساد شعور بالندم وارتكاب الأخطاء الكثيرة على المنتخب الإيطالي وذكر لاعب وسط إيطاليا: «تراجعنا في الشوط الثاني كثيرا وتمكن الخصم من استغلال الفرصة، ورأينا ذلك في الكرة العرضية التي أنتجت التعادل حيث كنا متراجعين كثيرا».

من جانب آخر، صرح ديميتريو ألبيرتيني نائب رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عقب نهاية المباراة قائلا: «إن الفوز بالمباراة المقبلة في متناول أيدينا ويمكننا النجاح في ذلك ولا أرغب في التفكير في شيء آخر. ومع قليل من الحظ أكثر، كان يمكننا ضمان التأهل بالتحديد في هذه الأمسية وهنا ساد الإحباط لأنها كانت فرصة ضائعة. وركل بالوتيللي الكرات نحو مرمى الخصم كثيرا، وأحيانا لم يركز فيها، لكنه كان خطيرا ومفيدا للفريق. لكننا تراجعنا كثيرا وكان يبدو تقريبا أننا لدينا بعض المخاوف ولم ننجح في الخروج من المأزق كما حدث في الشوط الأول واستغلوا آخر كرة وسجلوا هدفا». ويؤكد: «ثقوا أن الفريق لا يحبط، لكنه يركز فقط على ما سينبغي عليه القيام به خلال بضعة أيام». وسيضع برانديللي كامل تركيزه على المباراة المقبلة وربما سيغير شيئا ما بعد ما فعله بالفعل مساء أول من أمس بتبديلين. واختتم نائب رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم حديثه قائلا: «من وجهة نظري، كانت تبديلات مناسبة».

* أرقام:

* 6: لعب المنتخب الإيطالي 6 مباريات على التوالي أمام نظيره الكرواتي من دون تحقيق انتصار واحد.

4: لعبت إيطاليا 4 مباريات رسمية أمام كرواتيا، اثنتان منها في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 1996، وواحدة في المرحلة النهائية في مونديال 2002، وتلك التي خاضها المنتخب الإيطالي أول من أمس، وحقق فيها تعادلين وانتصارين.