هجوم الآزوري يبحث عن استعادة نغمة التهديف

لم يفز منذ 6 أشهر.. وسجل هدفين فقط في 5 مباريات

TT

هذه هي قصة التناقضات التي غيرت خط هجوم منتخب شيزاري برانديللي وأضعفته رويدا رويدا وجعلته يصاب بالمرض اللعين الذي يدعى لعنة التهديف. إن التناقض الأول هو جغرافي، حيث بدأ خط هجوم المنتخب الإيطالي في التراجع بالفعل بعد أن فاز أمام منتخب بولندا (التي تستضيف بطولة أمم أوروبا) منذ ستة أشهر في مدينة فروكلاف بثنائية دون مقابل، وحمل الهدفان توقيع باتزيني وماريو بالوتيلي، وهو الهدف الأول والوحيد للإيطالي بالوتيلي بقميص المنتخب، لكن سيكون الحديث بهذا الصدد في وقت لاحق. ومن ذلك الحين، سجل منتخب إيطاليا هدفين في خمس مباريات، ولم يحقق الفوز بعد، وعلى هذا النحو يمكن القول إنه أحرز هدفين في ستة أشهر.

مفارقة: إن التناقض الثاني يدخل في مفارقة، حيث يحاول خط هجوم المنتخب الإيطالي أن يُشعر نفسه بأنه رائع مثل منتخب إسبانيا، لكنه يواجه خطر قلة التهديف في منطقة الجزاء مثل البرتغال. وبدوره، ركز المدير الفني برانديللي على كرة القدم المهارية، وساند فكرة التسجيل أكثر من حماية المرمى من دخول الأهداف وهي الفلسفة التي لا يمكن أن تغض الطرف عن مسألة الاتساق الهجومي والتحقيق الفعال تقريبا من دون مبالغات. ويا لها من خسارة أن برانديللي كان ينبغي عليه في كثير من الأحيان بالفعل أن ينصح بمزيد من المهارة والأشياء الملموسة في خط الهجوم، وتعين عليه يوم أول من أمس أن يؤكد على أن «وضع أربعة أو خمسة لاعبين دائما في المنطقة أمر كاف، لكن النتيجة بالتالي ينبغي أن تكون أكثر».

أهداف قليلة أيضا في التصفيات: وفي ظل الطريق الطويل أيضا الذي كان قد حمل المنتخب الإيطالي إلى بطولة أمم أوروبا، لم تحقق إيطاليا أهدافا كثيرة، حيث سجلت 17 هدفا مؤثرا في تسع مباريات (علاوة على فوز 0/3 على الطاولة)، وأحرزت 5 منها في مرة واحدة وعلى ملعبها أمام جزر فارو. وكان خط الدفاع (الذي دخل شباكه هدفان فقط) قد ساند المنتخب بقوة لكي لا يقلل من الندم على الفرص التي أهدرها لاعبو الهجوم. ومسألة معرفة الأرقام الهجومية في حقبة برانديللي تجعل توجيه الفضل إلى عمل المدير الفني قليلا بعض الشيء.

مثل اليوفي: هي أرقام لا يمكن أن تغتفر له سواء في ما يتعلق بمن سبقوه في تدريب المنتخب الإيطالي، أو بمقارنة الأهداف التي سجلها المنتخب الإيطالي منذ شهر أغسطس (آب) 2010 وحتى هذا اليوم، مع تلك التي أحرزها 15 منتخبا آخر في بطولة يورو 2012 (وفقط بولندا واليونان هما الأقل). ولم يسجل منتخب برانديللي في ست مرات من أصل 22، وشهدت 8 مباريات هدفا في كل لقاء كما كان يحدث مع اليوفي في المباريات التي يتعادل فيها والتي كان من الممكن اقتناص الفوز فيها.

هناك ماريو: يوجد في البطولة من يمتلك لاعبا يتسم بمواهب ماريو بالوتيلي ولا يخطئ في أي ضربة (ألمانيا: غوميز؛ وكرواتيا: ماندزوكيتش)، ومن يمتلك ماريو بالوتيلي نفسه لا يزال ينتظر منه رد فعل. وهناك من يوجه لاعب وسط إلى التهديف كرأس حربة (فابريغاس) أو ربما ينظر إلى مقعد البدلاء فيجد توريس. إن قصة الفيلم التي تدور حول المهاجمين مفاجأة بشكل صعب، وكالعادة في هذه البطولة يمكن أن يكفي أيضا مهاجم واحد مخضرم، ومن أجل هذا السبب فالجدل يدور حول أنطونيو دي ناتالي أو ماتيا ديسترو. ربما يكفي نوع من الإيمان لكي يبدأ المنتخب الإيطالي في التسجيل وعدم التوقف عن إحراز الأهداف بعد ذلك، وهو ما سيكون مفيدا يوم غد الاثنين في المباراة القوية أمام آيرلندا بقيادة الإيطالي جيوفاني تراباتوني المدرب الأكبر سنا في تاريخ نهائيات بطولة أمم أوروبا.