رونالدو ينشر الاحتفالات في البرتغال بقيادة المنتخب لربع النهائي

هولندا تودع «يورو 2012» بهزيمة ثالثة.. ومستقبل المدرب فان مارفيك محل شك

TT

كالت الصحف البرتغالية المديح لنجم المنتخب كريستيانو رونالدو لمساهمته الفعالة في بلوغ فريقه الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2012 بتسجيله الهدفين في مرمى هولندا في المباراة التي انتهت بفوز البرتغال 2 - 1.

وقالت «ابولا»: «البرتغال كبير، رونالدو عملاق». وأضافت «بوجود رونالدو بهذه المواصفات لا أحد يستطيع إيقاف البرتغال»، واصفة نجم ريال مدريد بأنه «رائع وساحر». وتابعت: «رد رونالدو كبطل وكان حاسما»، مشيرة إلى أنه أول لاعب برتغالي يسجل في خمس بطولات كبرى مختلفة، مؤكدة أن نجم الكرة البرتغالية تحدى بذلك جميع نجوم الكرة في تاريخ البلاد.

من جهتها قالت صحيفة «ريكورد»: «نجم المجرة ومنتخب عمالقة»، واصفة أداء رونالدو والفريق عموما الذي قلب تخلفه من صفر - 1 إلى 2 - 1.

وأضافت تحت عنوان عريض: «إليكم الرد.. تفضلوا»، إلى جانب صورة لرونالدو وكأنها ترد من قبله على الانتقادات التي تعرض لها في المباراة الثانية في دور المجموعات ضد الدنمارك عندما قدم أداء مخيبا وأضاع فرصتين سهلتين للتسجيل.

واعتبرت صحيفة «كوريو دا مانيا» الشعبية أن «سحر رونالدو عصر البرتقال». أما «بوليكو» فاعتبرت أن «رونالدو دخل أجواء كأس أوروبا ونجحت البرتغال في تخطي مجموعة الموت ببراعة»، ووصفت رونالدو «بالإعصار»، معتبرة أنه «أسكت جميع منتقديه بتسجيله هدفين وتقديمه أداء رائعا يستحق على إثره إحراز الكرة الذهبية».

وكانت الانتقادات قد وجهت إلى رونالدو أيضا قبل المباراة مع هولندا عندما سأل أحد الصحافيين المدرب البرتغالي باولو بينتو متى سيبدأ النجم الشهير كريستيانو رونالدو في تقديم أداء مقبول بالبطولة.

وكان رونالدو، 27 عاما، قد دخل البطولة الأوروبية الحالية بسجل تهديفي مذهل يضم 46 هدفا في 38 مباراة لعبها مع ناديه الإسباني ريال مدريد خلال الموسم المنصرم، لكنه قدم أداء مخيبا للآمال في مباراتي البرتغال الأوليين في «يورو 2012»، حيث أهدر الكثير من الفرص التهديفية الصريحة.

وخلال المؤتمر الصحافي تجنب باولو بينتو بدبلوماسية الإجابة عن السؤال، مؤكدا أنه راضٍ بصفة عامة عن أداء فريقه وفخور به. وربما لم يُجِب بينتو عن هذا السؤال لأن الشخص الوحيد الذي يملك الإجابة الصحيحة عنه هو رونالدو نفسه. وهذا ما فعله مهاجم ريال مدريد في مباراة البرتغال الثالثة الأخيرة بالمجموعة الثانية باستاد «ميتاليست» بمدينة خاركيف الأوكرانية.

فقد كان أداء رونالدو المذهل الذي كلله بهدفين قادا بلاده إلى الفوز على هولندا 2 / 1 وحصل بسببه في النهاية على جائزة أفضل لاعب في المباراة كافيا لتوضيح السبب في أن هذا اللاعب هو الأغلى ثمنا في العالم منذ أن دفع ريال مدريد 80 مليون جنيه إسترليني (6.‏131 مليون دولار) مقابل الحصول على خدماته من ناديه الإنجليزي السابق مانشستر يونايتد عام 2009.

كما يفسر هذا الأداء سبب وصف أسطورة الكرة الأرجنتينية دييغو مارادونا له بأنه «أفضل لاعب في العالم» قبل انطلاق نهائيات «يورو 2012» بقليل. وقبل المباراة الثالثة كان المنتخب الهولندي يعلم جيدا أنه بحاجة إلى الفوز بفارق هدفين للمحافظة على فرصته في التأهل لدور الثمانية، وبالفعل بدأت المباراة على صفيح ساخن.

وتقدم لاعب الوسط رافاييل فان دير فارت، الذي لعب ضمن التشكيل الأساسي لهولندا للمرة الأولى منذ انطلاق البطولة، لبلاده في الدقيقة الـ11 بتسديدة قوية من أطراف منطقة الجزاء.

ولكن بعد هذا الهدف تقدم رونالدو إلى بؤرة الضوء حيث تعادل للبرتغال في الدقيقة الـ28 من تمريرة من زميله خواو بيريرا وبعدها سجل هدف الفوز للبرتغال في الدقيقة الـ74 عن طريق هجمة مرتدة رائعة مرر ناني خلالها الكرة إلى قائد فريقه في منطقة الجزاء الهولندية.

وراوغ رونالدو الهولندي غريغوري فان دير فيل ليمنح نفسه الفرصة لاختيار زاويته المناسبة قبل أن يودع الكرة بسهولة في مرمى الحارس الهولندي مارتن ستيكيلنبرغ.

وقبل دقيقة واحدة على نهاية المباراة اقترب رونالدو من تسجيل هدفه الثالث باللقاء عندما ظهر فجأة على الجانب الأيمن من الملعب، ولكنه سدد الكرة عاليا.

وبعد المباراة رفض رونالدو أن تتم الإشادة به بمفرده، حيث أشار إلى جائزة أفضل لاعب في المباراة التي فاز بها قائلا: «لم يكن بإمكاني الفوز بهذه الجائزة لولا فريقي». وأضاف: «لقد نجحنا معا كفريق واحد والآن تنتظرنا مواجهة جمهورية التشيك. ستكون مباراة بالغة الصعوبة، ولكن كل شيء ممكن الآن».

وأهدى رونالدو هدفيه إلى ابنه، وقال: «إنني سعيد للغاية، فاليوم هو عيد ميلاد ابني، وقد أهديت كلا الهدفين له». فبعد انتهاء المباراة أمام هولندا توجه رونالدو إلى الكاميرات وأظهر قميصا تحتيا يرتديه وقد كتب عليه: «جونيور، والدك يحبك. عيد ميلاد سعيد». ولكن في الوقت الذي امتنع فيه رونالدو وحتى مدربه عن التعليق على أداء اللاعب فقد تكفل الهولنديون بذلك، فقال المدافع الهولندي خالد بولحروز إن رونالدو ببساطة لاعب عالمي المستوى، وقال: «بإمكانكم أن تروا هذا الأمر في الملعب، فمن الصعب إيقافه».

وأكد بيرت فان مارفيك مدرب هولندا أن رونالدو عاد بقوة بعد مباراتيه الأوليين في «يورو 2012»، وقال: «لقد انتقد بشدة عقب المباراتين الأوليين، ولكن الأمور سارت بشكل جيد معه أمامنا، وانظروا كيف لعب».

ولا تبدو أن الأمور تسير في صالح مدرب المنتخب الهولندي فان مارفيك بعد خروجه من الدور الأول بثلاث هزائم، وبات مستقبله مهددا رغم أنه مرتبط بعقد حتى عام 2016. وقال فان مارفيك بعد المباراة: «مستقبلي؟ لم أفكر في الموضوع بعد... خسرنا ثلاث مباريات، وأنا مصاب بخيبة أمل. كل ما يمكنني قوله هو أنني مرتبط بعقد حتى 2016».

ويواجه المدرب السابق لبوروسيا دورتموند الألماني وفينورد انتقادات واسعة حاليا، بعد سنتين من اكتسابه تأييدا لنجاحه في قيادة منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا.

وفي 2012 قدم الهولنديون أسوأ نتيجة لهم في كاس أوروبا لكرة القدم، إذ مُنوا بثلاث هزائم ولم يحرزوا أي نقطة، فمنذ إحرازهم اللقب الأوروبي عام 1988، وصل الهولنديون إلى نصف نهائي المسابقة ثلاث مرات (1992 2000 و2004) ومرتين إلى ربع النهائي (1996 و2008)! ولم يخرجوا من الدور الأول سوى مرة عام 1980. وبدا فان مارفيك خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة أكثر استرخاء من لقاءاته السابقة مع الصحافيين، قائلا إنه «يتحمل مسؤولية» الخسارة 1 - 2 أمام البرتغال التي أدت إلى خروج المنتخب الهولندي من البطولة.

وقبل ثلاثة أيام من المباراة مع المنتخب البرتغالي أكد الاتحاد الهولندي أن فان مارفيك سيستمر في تدريب المنتخب بعد كأس أوروبا «مهما حدث».

لكن الأمر أصبح قابلا للشك، فالثقة انعدمت بين المدير الفني وعدد من اللاعبين، ولا سيما كلاس يان هونتيلار ورافاييل فان در فارت. وفي هولندا يشير عدد من المراقبين والصحف إلى قرب رحيل برتي. وأشار هونتيلار إلى أنه «مصاب بالخيبة والغضب» لكونه اللاعب الثاني في خيارات المدرب الهجومية خلف روبن فاب برسي. أما فان در فارت فلاحظ أن للمدرب «خياراته خلال البطولة، وأنا لست جزءا منها».

من جهته انتقد ويسلي شنايدر بطريقة غير مباشرة خيارات المدرب، مفضلا «الاحتفاظ برؤيته التكتيكية للأمور». أما قائد المنتخب مارك فان بومل فاعتبر أن خيارات فان مارفيك «كانت قابلة للانتقاد».

كما صرح ارين روبن وفان بومل بعد الخسارة ضد البرتغال بأن بعض الأمور حدثت في غرف تبديل الملابس ويجب معالجتها داخليا. ولم يكن واضحا ما إذا كان فان مارفيك الشخص الذي سيتولى حل هذه الصراعات، رغم أن شنايدر «لا يجد سببا» لعدم المتابعة معه. ولمح اريين روبن بدوره إلى وجود مشكلات داخل صفوف المنتخب الهولندي، وقال: «لقد خسرنا ثلاث مرات، وهو أمر من الصعب تقبله. نكاد لا نجرؤ على النظر إلى أنفسنا في المرآة. لقد فشلنا جميعا. من العصب إيجاد تفسيرات لما حصل». وتابع: «في المباراة ضد البرتغال بدأنا بشكل جيد، لكن سرعان ما نسينا تطوير مستوانا. حصلت أمور كثيرة بين مختلف أفراد الفريق وراء الكواليس، وسنبقيها بيننا». ولا شك أن الهزائم الثلاث رسمت علامة استفهام حول مصير فان مارفيك حتى إن قائد الفريق فان بومل وهو صهر المدرب اعتبر أن خيارات المدرب أثارت علامات استفهام».