طارق الشامخ: لم أبخل على الاتحاد.. وعقد «الشراكة» خنق النادي ماليا واستثماريا

أكد أن ابتعاد بن داخل أجبره على الاستقالة.. والمتجر سيرى النور قريبا

TT

أكد طارق الشامخ عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد ومسؤول الاستثمار «المستقيل» أن ارتباط النادي بثلاث شركات أعاق إمكانية تطبيق المشاريع التي كانت قادرة على ضخ مزيد من الأموال في الخزينة الاتحادية، مبينا أنه سيقدم كل دراساته إلى الإدارة المقبلة بعد أن أعلن استقالته عن المجلس الإداري الحالي عقب ابتعاد الرئيس محمد بن داخل عن منصبه، كاشفا عن أن متجر الاتحاد سيرى النور في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأكد الشامخ في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن الدعم المالي هو من خذل إدارتهم، متمنيا أن يأتي الرجل القادر على توفير الأموال التي يحتاج إليها النادي خلال الفترة المقبلة ليتمكن من إعادة التوازن للاتحاد، نافيا أن يكون مهمشا في إدارة بن داخل، خصوصا أن الأخير كان يطلعهم على كل الأحداث التي تمر بالنادي بشكل مستمر وبشفافية كبيرة، مؤكدا أنه قدم مبالغ مالية خلال فترة وجوده في المجلس، حيث تكفل بجزء من صفقة المدرب الإسباني رؤول كانيدا، وتكاليف رابطة الجماهير والألتراس، راجيا في حديث أن تتمكن الإدارة المقبلة من رفع المستوى الاستثماري للنادي، وأن تستعيد توهجه على صعيد المنافسات والبطولات المحلية والآسيوية.

* الخطوة التي اتخذتها بتقديم استقالتك لم تكن متوقعة، ما الأسباب التي دفعتك إلى اتخاذ هذا القرار؟

- قرار استقالتي اتخذته بعد إعلان اللواء محمد بن داخل استقالته لأنه من وجهة نظري ما دام قد استقال الرئيس فالمفترض أن يستقيل أعضاء المجلس حتى يشكل الرئيس المقبل مجلس إدارته مثل ما تم مع بن داخل سابقا، وذلك فيه مصلحة الاتحاد، فلا بد أن تمنح الإدارة المقبلة كل الصلاحية لتقديم الأفضل للنادي، وتحقيق ما يتطلع إليه المحبون والعشاق، وأخطط في الحقيقة للابتعاد عن عمل مجالس الإدارات، لكنني في الوقت ذاته سأكون داعما لأي إدارة مقبلة كوني محبا لنادي الاتحاد.

* قدم عدد من أعضاء مجلس الإدارة خلال وقت سابق استقالاتهم، لماذا لم تكن من ضمن أولئك المستقيلين؟

- أعتقد أن ما قاموا به أمر غير صحيح، خصوصا أن بن داخل وضع ثقته بنا، وعلينا أن لا نخذله بالانسحاب من المشهد، ولكن في حال قدم الرئيس استقالته ففي هذه الحالة يحق لنا نحن كذلك أن نستقيل تبعا له، لا سيما أن بن داخل اتخذ خطوة الابتعاد عن النادي نظير قلة الدعم، وسنتيح المجال للشخصية القادرة على توفير الأموال من أجل تسيير أمور الاتحاد، وهذا لا يعني أن المجلس الإدارة الحالي كان فاشلا، ولكنه في الواقع لم يجد الدعم الذي يجعله قادرا على البقاء، لذلك اتخذ بن داخل القرار السليم من وجهة نظري، رغم أنني كنت أتمنى أن يشترط على الإدارة المقبلة تأمين شيك مصدق لا يقل عن 40 مليون ريال، ومن ثم يعلن مغادرته رسميا عن الكرسي.

* ترددت أنباء عن أن أعضاء مجلس الإدارة مهمشون، ما مدى صحة ذلك؟

- أبدا، لم أشعر بأي تهميش من خلال وجودي في مجلس الإدارة، وبن داخل كان شفافا وواضحا معنا في كل الاجتماعات، ولا أعلم ما الذي دفع البعض إلى أن يتحدث عن الإدارة الحالية بأنها تقوم بتهميش أعضاء مجلسها، فهذا الأمر لم يحدث إطلاقا من وجهة نظري.

* كان لديك عدد من المشاريع الاستثمارية التي تنوي تقديمها، ما مصيرها بعد إعلانك الاستقالة؟

- سأقدم الدراسات الاستثمارية هدية لأي إدارة مقبلة، والحمد لله مشروع المتجر جاهز، وسيفتتح في شهر أكتوبر المقبل، وكنت أسعى لتنفيذ مشروع البطاقات، لكن وجدت معوقات من الشركات المرتبطة بالنادي وخصوصا شركتي «إسهام» و«صلة»، أما شركة «صاب» فكان صلاح البلوي متعاونا وداعما، وحقيقة مشروع البطاقات كان سيدر مبالغ مالية جيدة للنادي، فالمرحلة الأولى كانت تتضمن إصدار عشرين ألف بطاقة مقابل 500 ريال، إضافة إلى إصدار 7500 بطاقة شرفية.

* كنت مسؤولا عن الاستثمار، إلا أنك لم تتمكن من تقديم المنجزات، ما العوائق التي واجهتك؟

- أبرز الأسباب تتركز في ارتباط النادي بثلاث شركات، حيث كانت مسألة إقناعهم بالخطوات التي نريد تنفيذها صعبة جدا، وأصبحت حجر عثرة أمام مشاريعنا الاستثمارية، وكما أسلفت لم نجد تعاونا سوى من شركة «صاب»، أما البقية فلم يسهلوا مهمتنا لإحداث إنجازات على الصعيد الاستثماري، فعلى سبيل المثال العقد المبرم بين الاتحاد وشركة الاتصالات السعودية الذي تبقى عليه عام واحد فإن التوقيع ليس بين الشركة والنادي مباشرة، بل بين الاتصالات والشركات الثلاث «صلة» و«إسهام» و«صاب»، ولا يحق لنادي الاتحاد تنفيذ أي مشروع استثماري دون الرجوع والحصول على موافقة الشركات الثلاث، ففي مشروع البطاقات قدمت بعض الشركات مصالحها الخاصة على مصلحة النادي، وهذه الأمور انعكست بصورة سلبية على الاتحاد. يؤسفني أن أجيب على هذا السؤال بأنني فعلا لم أقدم المأمول، وأعود وأقول إن السبب هو العقد الموجود بين النادي والشركات التي قيدتني في العمل، ولن تكون المشاريع واضحة إلا بعد انتهاء عقد النادي مع الشركات الثلاث.

* ذكرت في أحد حواراتك الإعلامية أن الشركات الثلاث أعاقت مشاريع الاستثمار، وحاليا تستثني شركة «صاب» وتصفها بالمتعاونة.

- من المحتمل أن أكون أخطأت التعبير أو لم أتحدث بشكل واضح في هذا الجانب، لكن أود أن أوضح من خلالكم بأن صلاح البلوي كان متعاونا جدا والمعوقات كانت بسبب شركتي «إسهام» و«صلة»، أما «صاب» فكانت داعمة لنا ولمشاريعنا الاستثمارية.

* هناك أحاديث تؤكد وجود شركات رعاية أخرى تسعى لتوقيع اتفاقية مع الاتحاد، ما مدى دقة تلك الأنباء؟

- الاتحاد ملتزم بعقد مع شركة الاتصالات، ولا يحق له المفاوضة مع أي شركة قبل شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا تعرض لغرامات مالية كبيرة.

* مشروعك القريب من التنفيذ هو متجر النادي، حدثنا عنه.

- رغم المعوقات فإنه سيفتتح في شهر أكتوبر، وطبعا بعد الاتفاق مع شركة «الحلم الرياضي» سيكون المتجر في أحد شوارع جدة الهامة، وسيتضمن منتجات متنوعة، بالإضافة إلى نية إنشاء مقهى رياضي سيكون للجمهور الاتحادي لمتابعة المباريات وخلافه، وهو مشروع أيضا مكتمل وتبقى تنفيذه على أرض الواقع، وشركة «الحلم» هي التي تفاوضت معها، ووقعت مع النادي بعد مشاورات واجتماعات مع تركي البراهيم رئيس مجلس الشركة.

* من المعروف أن قمصان الفريق على مستوى العالم نوع من أنواع الاستثمار، إلا أننا لا نجد ذلك في الاتحاد بشكل واضح.

- في ما يخص الأطقم الخاصة بنادي الاتحاد، من المفترض أن يكون العقد ملكا للنادي، إلا أن هناك اتفاقية ستنتهي الموسم المقبل بين النادي وشركة «صلة»، مما سيتيح للإدارة الاتحادية فرصة الاستثمار في أطقمها إن أرادت ذلك.

* البعض يتحدث بأنك لم تقدم دعما ماليا للإدارة الحالية، كيف تعلق على ذلك؟

- غير صحيح، بل دعمت الإدارة بدفع جزء من قيمة التعاقد مع المدرب الإسباني كانيدا مدرب الفريق الأول لكرة القدم، إضافة إلى الدعم المتواصل لرابطة جمهور الاتحاد، وأيضا مجموعة الألتراس، ودعمي كان بسبب حبي للنادي وليس بحثا عن الأضواء، لذلك لم أتحدث سابقا عن ذلك.

* كلمة أخيرة تود توجيهها.

- أتمنى للاتحاد مستقبلا أفضل على الصعيد الاستثماري، وكذلك في ما يتعلق بالبطولات، وأن تكون أمور النادي على أفضل ما يرام.