كاسانو وبالوتيللي يصعدان بالآزوري إلى ربع نهائي أمم أوروبا

بلاتيني مبتهج بكرة إيطاليا الهجومية.. وأثنى على كرواتيا رغم الخروج

TT

تأهل منتخب الآزوري يوم أول من أمس، الاثنين، إلى ربع نهائي بطولة أمم أوروبا المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا بعدما حقق فوزا غاليا على نظيره الآيرلندي في الجولة الثالثة والأخيرة لدور المجموعات بهدفين دون مقابل سجلهما المهاجمان أنطونيو كاسانو (الدقيقة 35 من الشوط الأول) وماريو بالوتيللي (في الدقيقة 45 من الشوط الثاني). وبهذه النتيجة حلت إيطاليا في المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد 5 نقاط من فوز وتعادلين، بينما تصدرت إسبانيا المجموعة بفوزها، أول من أمس، على كرواتيا بهدف دون مقابل ليصبح رصيدها 7 نقاط، وودع البطولة من هذه المجموعة منتخبا كرواتيا وآيرلندا حيث حلا في المركزين الثالث والرابع.

وتحول غضب بالوتيللي من الانتقادات وصافرات الاستهجان والجلوس على مقعد البدلاء بعدما خاض أول مباراتين أساسيا، إلى فرحة غامرة بعد الهدف الذي سجله أول من أمس، وهكذا تغير كل شيء في غرفة الملابس، ويقول زملاؤه: «ماريو سعيد للغاية الآن». ويضيف دي روسي: «نأمل أن يواصل مساعدتنا. انتظرنا عامين حتى يؤتي استثمار برانديللي على بالوتيللي وكاسانو ثماره وفجأة حدث ذلك في اليوم الأهم، لكن القدر هذه المرة رسم مسارا غريبا لأن ما جعلنا نتنفس الصعداء هو هدف كاسانو بالرأس. أتدركون؟ أي أنه قهر الآيرلنديين بسلاحهم الأقوى، وهو اللعب الهوائي، ويصير بذلك هو هداف إيطاليا في نهائيات أمم أوروبا برصيد 3 أهداف».

تلك هي اللحظة الأهم (لا الأجمل) لمباراة يخرج فيها بجائزة أفضل لاعب في المباراة.. ويقول كاسانو: «أهم شيء ليس هذه الجائزة، وإنما الوصول إلى ربع النهائي». الانطباع هو أن «الطفل المدلل» لأمم أوروبا 2004 لم يعد موجودا، لكن السنين لا تسرق الأحلام فحسب، حيث بدأت في حل عقدها بوضع زوجته كارولينا في طريقه، ومن بعدها الابن كريستوفر. وكل منهما كان يتابع من المقصورة ذلك الفتى العجوز الذي يبدو أنه لا رغبة لديه في النضوج أبدا، بالنظر إلى تصريحاته الأخيرة الصادمة بخصوص المثليين.

«لا ندري إذا كان هذا الجيل يواجه خطر فقدان شعرائه، مثلما كان يردد فلاديمير ماياكوفسكي في أشعاره منذ قرن مضى، لكن إذا ما كشفنا أسماء لاعبي منتخب إيطاليا الحالي فسيبدو سليما أننا نستحق أكثر من الإقصاء من الدور الأول»، ولهذا لم يتغير رأي رئيس الاتحاد الإيطالي جانكارلو أبيتي في تشيزاري برانديللي مقارنة بتصريحاته قبل السفر إلى بولندا، حيث أكد قبل ساعات من مباراة أول من أمس أنه - أي برانديللي - يمثل المستقبل، لأن السفر هو ذاته وأنه ينبغي أخذ كل المراحل اللازمة لإتمام مشروع ما في الاعتبار. وقال أبيتي: «يظل برانديللي مدربا لمنتخب إيطاليا مثلما قلنا في بداية أمم أوروبا، أي أنه أيا كانت النتيجة فبرانديللي هو المدير الفني الذي اختير لفترة متوسطة وطويلة الأجل تمتد لـ4 سنوات. ولا توجد حتى ضرورة لذكر ذلك، فبالنسبة لاتحاد كرة القدم يعد هو المدير الفني الذي سيصحب منتخب إيطاليا في مونديال 2014 بالبرازيل. لدينا منتخب جيد وقدم مباريات كبيرة، لكن يواجه بعض الصعوبات في إنهاء الهجمة. على أي حال، لقد حصلنا إلى الآن على أقل مما نستحق».

الموقف الحاسم الذي اتخذه أبيتي سيضطر المدير الفني برانديللي للخروج على المكشوف قريبا، ومن غير المجدي الزعم بأن حماس المدير الفني حاليا أقل كثيرا مما كان عليه منذ عامين، حينما تولى مهمة قيادة إيطاليا. وبغض النظر عن الوعود، لم تعبأ رابطة الأندية الإيطالية دائما باحتياجات المنتخب، مثلما حدث في مسألة ورش العمل التدريبية ولم يفلح اتحاد الكرة في بعض الأحيان - أيضا في إطار العلاقات الطيبة إجمالا - في كسب الاحترام الكافي من كرة قدم تقوم على المصالح الاقتصادية فقط، وليس صدفة أن قال برانديللي في فبراير (شباط) الماضي: «كثيرون يبدأون في تشجيع إيطاليا فقط حينما يبدأ عزف النشيد».

من جانبه، اشتكى الاتحاد الإيطالي بتحفظ من علاقات برانديللي الهشة مع الأندية، مما يعني أنه في نهاية بطولة اليورو هذه ستكون هناك حاجة لعهد جديد، وإلا سيكون هناك خطر رحيل مبكر لمدرب معشوق ويحظى بتقدير مثل قليلين. بالتأكيد من المبكر الحديث في هذا الوقت، لكن الاسم الذي يحظى بقبول الآن هو فابيو كابيللو، المدير الفني السابق لمنتخب إنجلترا، أو بالأحرى أحد الخصوم الـ3 الذين قد نواجههم يوم الأحد المقبل في كييف.

إلى ذلك، صرح رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ميشال بلاتيني، عقب تأهل إيطاليا قائلا: «خسارة لكرواتيا، فلديها فريق طيب، ويلعب جيدا، لكن بين مشجعيها هناك بعض الحمقى. كنا نتوقع وقوع بعد الأحداث العنصرية، ولست سعيدا. إنها مشكلة، وحدوث ذلك لمرة واحدة يعد كثيرا بالنسبة إلينا». وإذا كان بلاتيني هو من يقول ذلك، فمن الممكن تخيل أنه لن ينبغي قراءة لائحة اليوم بخصوص الهتافات والإشارات العنصرية خلال مباراة إيطاليا - كرواتيا. تحدث رئيس الاتحاد الأوروبي أول من أمس مع الصحافة البولندية، ثم طار إلى بوزنان لمتابعة لقاء إيطاليا - آيرلندا، وكان سريعا لدرجة أنه لم يفلح حتى في تحية أصدقائه القدامى تراباتوني، وبرانديللي، وتارديللي.

«لا يكون الحديث عن كرة القدم فحسب حينما تكون العنصرية هي الموضوع المهيمن»، يتابع بلاتيني: «يعلم الكروات أنهم يواجهون خطرا كبيرا، وكل صورة من صور العنصرية مشكلة، وحالة واحدة فقط تعد أمرا زائدا عن الحد». ويعبر بلاتيني بطريقته الخاصة، حيث قال: «ظللت مذهولا من الأداء الهجومي لمنتخب إيطاليا، مسألة أنهم يسجلون هدفا ثانيا على الرغم من التقدم 1-0 هو أمر لا يصدق. وهناك مقولة في إيطاليا تشير إلى أنه «إذا كنت متقدما بهدف نظيف يصير من المستحيل تحقيق التعادل بالنسبة للخصم»، لكن برانديللي جعلهم يلعبون وبشكل جيد». وأضاف بلاتيني في النهاية: «لقد فازت كل من بولندا وأوكرانيا باليورو الخاص بهما».