إسبانيا تجتاز كرواتيا إلى ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية دون إقناع

دل بوسكي يعترف بأن الماتادور ليس في أفضل حالاته.. وبيليتش حزين للخروج المبكر

TT

بلغت إسبانيا حاملة اللقب الدور ربع النهائي بفوزها على كرواتيا 1 - صفر على ملعب «أرينا غدانسك» في مدينة غدانسك البولندية في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة في الدور الأول ضمن نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم. وسجل خيسوس نافاس هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 88. وهو الفوز الثاني لإسبانيا مقابل تعادل واحد فأنهت الدور الأول في صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط مقابل 4 نقاط لكرواتيا صاحبة المركز الثالث.

وطغت مشاعر الارتياح على الإحساس بالسعادة في إسبانيا بعد الفوز الذي حققه المنتخب على نظيره الكرواتي. وجاء الفوز في المباراة ليتأهل المنتخب الإسباني بطل العالم وبطل أوروبا إلى دور الثمانية متصدرا مجموعته. ويحلم المنتخب الإسباني بأن يصبح أول منتخب يتوج باللقب في ثلاث بطولات كبرى على التوالي حيث أحرز لقب يورو 2008 بالنمسا وسويسرا ثم توج ببطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

وكانت الهزيمة أمام كرواتيا ستعني خروج المنتخب الإسباني من دور المجموعات نظرا لفوز المنتخب الإيطالي على نظيره الآيرلندي 2-صفر في المباراة الأخرى بالمجموعة. وتابع المباراة أول من أمس بين إسبانيا وكرواتيا نحو 13 مليون مواطن إسباني، منهم نسبة 70% تابعوا المباراة من خلال شاشات العرض العملاقة. وسيطرت المباراة على عناوين الصفحات الأولى في جميع الصحف الإسبانية الصادرة أمس. ونشرت صحيفة «ماركا» عنوانا قالت فيه: «كي تصبح بطلا، يجب أن تعاني» كما كتبت صحيفة «آس» في عنوانها «الوصول للقمة يتطلب المعاناة». ونشرت صحيفة «سبورت» الكتالونية عنوانا ذكرت فيه «انتصار بعد معاناة» بينما كتبت صحيفة «موندو ديبورتيفو»: «عبور لدور الثمانية بعد معاناة... وأداء سيئ».

بينما حاز عدد من اللاعبين على إشادة بشكل فردي من جانب وسائل الإعلام الإسبانية، ومن بينهم حارس المرمى إيكر كاسياس الذي حافظ على شباكه نظيفة وأنقذ منتخب بلاده من هدف محقق كاد إيفان راكيتيتش أن يسجله، وكذلك سيسك فابريغاس وخيسوس نافاس وأندريس إنييستا. وأشادت وسائل الإعلام بمرونة لاعبي المنتخب الإسباني وتحليهم بالصبر. وقالت إذاعة «كادينا كوبي»: «كانت من المباريات التي عادة ما يخسرها المنتخب الإسباني: متوترة وندية». بينما أشادت إذاعة كادينا سير بـ«الصبر والقوة الذهنية» للاعبي المنتخب الذي يدربه المدير الفني فيسنتي دل بوسكي. ومع ذلك كان هناك شيء من القلق بشأن عدم تقديم المنتخب الإسباني الأسلوب المعتمد على التمريرات، والذي قدمه في المباراة التي فاز فيها على نظيره الآيرلندي 4-صفر يوم الخميس الماضي في الجولة الثانية من مباريات المجموعة.

وذكرت قناة «تيليسينكو» التلفزيونية الإسبانية أنها «كانت واحدة من أسوأ مباريات المنتخب الإسباني في الأعوام الأخيرة.. حيث خلت من الانسيابية والوضوح». بينما علقت قناة «كواترو» التي تبث مباريات البطولة أيضا بأنه «أحيانا تحتاج للعب بشكل سيئ كي تحقق الفوز، ويبدو أن ذلك شيء تعلمه المنتخب الإسباني أخيرا». ومع ذلك بدت حالة من الارتياح في وسائل الإعلام الإسبانية لحقيقة أن المنتخبين لم يلعبا بهدف التعادل الذي كان سيصعد بهما من المجموعة إلى دور الثمانية وسيطيح بالمنتخب الإيطالي من دور المجموعات بغض النظر عن نتيجة مباراته أمام آيرلندا.

أما عن المنتخب الذي سيواجهه الماتادور الإسباني في دور الثمانية يوم السبت المقبل، تأمل وسائل الإعلام تفادي مواجهة المنتخب الفرنسي الذي أخفقت إسبانيا في تحقيق أي انتصار أمامه في المباريات الرسمية، وإنما أطاح المنتخب الفرنسي بنظيره الإسباني من كأس العالم 2006 ويورو 2000.

وأقر دل بوسكي أن فريقه لم يكن في أفضل أحواله في مواجهة كرواتيا. وقال دل بوسكي الذي دفع بالمهاجم فرناندو توريس أساسيا ثم أكمل المباراة من دون مهاجم صريح بعدما زج بخيسوس نافاس صاحب هدف المباراة الوحيد: «لعب الفريق جيدا، ولو لم تجر الأمور كما خططنا». وأضاف دل بوسكي الذي حل بدلا من لويس أراغونيس بعد قيادة الأخير إسبانيا إلى إحراز لقب 2008: «الحقيقة أن المباراة لم تكن رائعة بشكل عام وهذا ما يجب أن يقلقنا... كنا نقاتل من أجل الفوز، وليس التعادل، وقطعنا خطوة بالتأهل».

وتابع: «لم نحصل على فرص صريحة ما يعزز من قيمة الفريق المنافس... لم تكن لمستنا الأولى جيدة، لذلك عانينا على صعيد السرعة والقوة. لكن كرواتيا لعبت جيدا، لم تتركنا نلعب في منطقة الراحة الخاصة بنا، أقفلت المساحات وحاولت ضربنا في الهجمات المرتدة، مع أننا كنا مسيطرين بشكل عام». وعن المواجهة المحتملة مع إنجلترا أو فرنسا في ربع النهائي، قال مدرب ريال مدريد السابق: «لا أفضلية لدينا بين فرنسا وإنجلترا أو أوكرانيا، يجب أن نكون جاهزين لجميع الاحتمالات». وأشاد دل بوسكي بمستوى المباراة، مشيرا إلى أنه دفع باللاعب نافاس لزيادة العمق في أداء الناحية اليمنى ولكسر الإيقاع البطيء في بعض فترات المباراة. كما أوضح أنه دفع بفابريغاس في نهاية المباراة لضمان مزيد من الاستحواذ على الكرة.

وعن إنييستا، أكد دل بوسكي أنه كان أفضل لاعبي فريقه في المباراة. وقال: «كان مختلفا وله طابع خاص». وعن حارس المرمى إيكر كاسياس، قال دل بوسكي «المنتخب الكرواتي كان خطيرا في هجماته المرتدة، ولكن كان لدينا كاسياس في المرمى». وأوضح «من الصعب أن نسير على خط مستقيم وبنفس الأداء الجيد في البطولة بأكملها. هذا ليس سهلا، المباراة كانت في غاية الصعوبة ولكنها حسمت لصالحنا». من جهته قال حارس المرمى كاسياس الذي صد كرة رأسية خطيرة للفريق الكرواتي: «كانت مباراة مرهقة للغاية، لكن هذا طبيعي في هذه المرحلة من المنافسة. كان اللقاء مرهقا من الناحية النفسية. عندما كان اينيستا أو سيلفا يتسلم الكرة، كان يتقدم ثلاثة لاعبين للضغط عليه».

في المقابل أشاد المدرب الكرواتي سلافن بيليتش بمنتخب إسبانيا بعد الخسارة أمامه صفر - 1 في الجولة الأخيرة من الدور الأول في كأس أوروبا. واعتبر بيليتش أنه حاول لكنه فشل أمام حامل اللقب: «كنا نلعب أمام أبطال العالم وسعينا لمنعهم من تطبيق خطتهم. أعتقد أنهم عاشوا مباراة صعبة». وأضاف المدرب الذي سيترك منصبه بعد النهائيات للإشراف على لوكوموتيف موسكو الروسي: «بعض المنتخبات بمقدورها الفوز على إسبانيا، لكن هذا ليس سهلا. عرفنا أننا سنحصل على فرصتين أو ثلاث. يجب أن تسجل عندما تحصل على الفرصة». واعتبر بيليتش الذي تسلم مهامه منذ 6 أعوام، أن إسبانيا ليست بالضرورة مرشحة قوية لإحراز اللقب: «كنا قريبين، هذا صحيح، كان بمقدورنا الفوز الليلة وإيقافهم. لا أرى أنهم من أقوى المرشحين. توجد منتخبات كثيرة لا تملك الأناقة عينها، لكنها تواقة ومتعطشة للفوز».

وعبرت أوساط كثيرة في كرواتيا عن حزنها للفشل بالتأهل إلى ربع نهائي كأس أوروبا، لكنها أشادت بمنتخبها الذي قارع إسبانيا حاملة اللقب قبل أن يخسر أمامه بهدف وحيد في الدقائق القاتلة. وكتبت «يوترانيي ليست» الشعبية على موقعها الإلكتروني: «وداع استعراضي للمدهشين من كأس أوروبا». وتابع آلاف الأشخاص ارتدوا قمصان المنتخب الكرواتي على شاشات عملاقة في العاصمة زغرب قبل أن يغادروا بحزن. وقال راتكو بوريتش (25 عاما): «أنا حزين، لكننا قارعنا إسبانيا العظيمة». واعتبر برانكو تونسيتش: «حاربوا كالأسود ونحن فخورون بهم. لا يجب أن ننسى هوية خصمنا». وشاهد المدرس البالغ 30 عاما المباراة مع أصدقائه في مقهى في العاصمة زغرب على غرار الكثير من الكرواتيين الذين كانوا يأملون بتأهل لاعبي المدرب سلافن بيليتش إلى ربع النهائي.