إنجلترا تزيح أصحاب الأرض وتواجه إيطاليا في ربع نهائي يورو 2012

بلوخين يندب حظه والإنجليز يقرون بخطأ الحكم وبلاتر يؤكد على ضرورة تكنولوجيا خط المرمى

TT

تأهل منتخب إنجلترا لكرة القدم إلى ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية 2012. إثر فوزه على نظيره الأوكراني 1 - صفر في دانييتسك في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة في الدور الأول. وسجل روني الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 48 ليبدد آمال المنتخب الأوكراني في بلوغ دور الثمانية بهذه البطولة التي تستضيفها بلاده بالتنظيم المشترك مع جارتها بولندا. ولحق المنتخب الإنجليزي بقافلة المتأهلين إلى دور الثمانية حيث تصدر المجموعة برصيد سبع نقاط وبفارق أربع نقاط أمام نظيره الفرنسي الذي يرافقه إلى دور الثمانية رغم الهزيمة صفر-2 أمام المنتخب السويدي في المباراة الأخرى بالمجموعة. وفي الدور ربع النهائي، تلتقي إنجلترا مع إيطاليا صاحبة المركز الثاني في المجموعة الثالثة، فيما تلعب بطلتها إسبانيا مع فرنسا.

ورأى ستيفن جيرارد قائد إنجلترا أن منتخب بلاده أفصح عن إمكاناته أخيرا بعد الفوز 1 - صفر على أوكرانيا. وفي المباراة 95 مع منتخب بلاده نال جيرارد جائزة أفضل لاعب في اللقاء بعدما قدم عرضا مبهرا في خط الوسط تضمن التمريرة العرضية التي جاء منها هدف إنجلترا عن طريق وين روني في الدقيقة 48. وقال جيرارد للصحافيين «كانت مجموعة صعبة للغاية. لم يثق كثيرون في الفريق لكني احتفظت دائما بثقتي لأنني أعلم أننا نمتلك لاعبين جيدين للغاية في صفوفنا». وتعثرت إنجلترا في بطولات كأس العالم وأوروبا الأخيرة رغم الآمال العالية المعقودة عليها من الجماهير ووسائل الإعلام لكن جيرارد أكد أن الفريق الحالي أفصح عن إمكاناته.

وقال جيرارد لاعب وسط ليفربول في البطولات السابقة «لم نظهر بمستوانا ولم نقدم الأداء المطلوب لكن أظهرنا إشارات على وجود فريق جيد وهو أنه عندما يصبح الأمر صعبا فإننا لا نستسلم ونستمر في الكفاح». وجاء رحيل المدرب الإيطالي فابيو كابيللو وإصابة عدة لاعبين ليترك القليل من الوقت أمام المدرب روي هودجسون لتكوين فريق لكن جيرارد رفض القول بأن إنجلترا «تقدم أكثر مما هو متوقع منها».

وقال جيرارد «لا أعتقد أننا نقدم أكثر مما هو مطلوب منا وأعتقد أننا نلعب بالمستوى الذي يمكننا تقديمه». وأضاف «قلت من قبل إن السبب وراء خروجنا المبكر في البطولات الأخرى هو أننا لم نلعب بالطريقة التي يمكننا تقديمها».

وأكد هودجسون أنه مع وصول إنجلترا إلى دور الثمانية حان الوقت للتوقف عن الكلام بشأن التوقعات. وقال هودجسون «الأمر الأكثر أهمية هو الحديث بشأن الطريقة التي تصرف بها الفريق في البطولة. كانت بطولة جيدة للغاية لنا واستمتعنا بها حقا». وأضاف: «بذلت الجماهير جهدا رائعا في مساندتنا مثلما فعل المشجعون في بلادنا لأننا نحصل على دفعة جيدة من الرسائل التي نسمعها وبشأن ما يعتقده الناس بشأن الفريق». وتابع: «بالنسبة لنا لا أعتقد أن الأمر يتعلق بشأن التوقعات بعد الآن ونريد الاستمرار ومحاولة الاستمتاع بهذه البطولة لأطول وقت ممكن واللعب جيدا بأقصى ما نستطيع.. ومن يدري إلى اين سيقودنا هذا..» واختتم قوله«نحن سعداء للغاية بحصولنا على صدارة المجموعة ولا أعتقد أنه كانت مجموعة سهلة».

من جهته أكد أوليغ بلوخين مدرب منتخب أوكرانيا بحزن «ماذا يمكنني أن أفعل بمواجهة خمسة حكام؟» ردا على سؤال عن عدم احتساب هدف لفريقه ضد إنجلترا.

وقال بلوخين: «دخلت الكرة 50 سنتيمترا في المرمى الإنجليزي، لكن الهدف لم يحتسب. ماذا يمكنني القول في مواجهة قرار لخمسة حكام على الملعب لا يرون. ما هي الجدوى من تواجدهم؟». وكان ماركو ديفيتش سدد كرة في مرمى إنجلترا في الدقيقة 62 من المباراة، وأخرجها جون تيري بعد أن تجاوزت خط مرمى الحارس جو هارت لكن الحكم المجري فيكتور كاساي لم يحتسبها.

وتابع بلوخين: «تيري و(آندي) كارول يضربان بأكواعهما ولم نشاهد أي بطاقة صفراء. في وقت قال لنا السيد كولينا (مسؤول الحكام في الاتحاد الأوروبي) إن كل ضربة كوع سيتم معاقبتها... ماذا يمكنني القول؟». وأضاف أفضل لاعب في أوروبا سابقا: «لم نكن محظوظين. لم يكن يومنا. لكني لا أريد إلقاء اللوم بكامله على التحكيم». وتابع بلوخين: «أريد تهنئة اللاعبين، أنا فخور بهم وبمشجعينا. كنا قادرين على إدراك التعادل، لكن الحكم لم يمنحنا ذلك. لعب الإنجليز بالهجمات المرتدة وكسروا إيقاع اللعب».

من جانبها، نددت الصحافة الأوكرانية بما حصل في المباراة وأبرزها موقع «الخبر الرياضي» في شبكة الإنترنت الذي اعتبر أن «الحكام سرقوا هدف ديفيتش وحظوظ أوكرانيا في قهر إنجلترا»، متهما الحكم المجري فيكتور كاساي بأنه «لم يكن يرغب أن يرى بوضوح» الهدف الأوكراني. ورأت صحيفة «سبورت - اكسبريس» من جانبها أن «مصير المباراة قرره خطأ فاضح للحكام الذين لم يحتسبوا هدفا للأوكرانيين، وكل هذا جرى تحت نظر 5 حكام منهم اثنان كانا مكلفين بمراقبة ما إذا كانت الكرة تجاوزت الخط أم لا». وأضافت متسائلة «هل الخطأ كان قاتلا؟. من الناحية النظرية.. هو ليس كذلك، ولو احتسب الهدف فإن التعادل لن يؤهل أوكرانيا بالطبع، لكن ما حصل ترك مرارة بالتأكيد». وتساءلت صحيفة «سيغودينا» عن «الفائدة من هؤلاء الحكام الإضافيين»، وسخرت «عظيم، لقد نجح الاتحادي الأوروبي في تنظيم البطولة». يذكر أن أوكرانيا حتى لو تعادلت مع إنجلترا، كانت ستتأهل فرنسا مع الإنجليز إلى ربع النهائي، لأفضلية فرنسا في المواجهة المباشرة.

من جهته، اعتبر مدرب إنجلترا هودجسون أن «الحكم لا يملك فرصة مشاهدة اللعبة بالبطيء» وأن «الخطأ إنساني». وقال هودجسون: «لا يوجد تكنولوجيا في كرة القدم تحتسب الهدف من عدمه... مع السرعة لا يمكن التأكد 100%. شاهدنا في السابق كيف لم يصب الأمر في مصلحة إنجلترا ضد البرتغال أو ألمانيا (في مونديال 2010) مثلا. إنها أمور تحصل».

أما جيرارد فأقر بالحظ الذي وقف إلى جانب فريقه في الفوز على أوكرانيا: «كي تكون ناجحا في هذه الدورات، ونظرا لمستوى المنتخبات المشاركة، يجب أن تحصل على بعض الحظ. منذ سنتين لم يكن الحظ معنا بهدف فرانك لامبارد ضد ألمانيا، فحزمنا أمتعتنا وعدنا إلى منازلنا». وتابع لاعب ليفربول: «لكن إذا عملت جاهدا وقاتلت دوما، سيأتي هذا الحظ». من جانبه، سخر رئيس وزراء إنجلترا ديفيد كاميرون من قضية الهدف الملغى وأجاب كاميرون ردا على سؤال حول هذا الموضوع خلال مؤتمر صحافي أقامه على هامش مشاركته بأعمال قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك أنه يوافق على فكرة الاستعانة بتكنولوجيا خلال المباريات تثبت اجتياز الكرة خط المرمى.

واعتبر السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أن تكنولوجيا خط المرمى أصبحت «ضرورة» وذلك بعد الخطأ التحكيمي الذي كلف أوكرانيا عدم احتساب هدف التعادل في مرمى إنجلترا. وكتب بلاتر على حسابه على مدونة «تويتر»: «بعد مباراة الأمس، لم تعد تكنولوجيا خط المرمى احتمالا، بل ضرورة».

ويتوقع أن يتخذ مجلس البورد العالمي قرارا في هذا المجال بعد أيام قليلة على نهائي البطولة القارية، إذ يتم راهنا اختبار طريقتين من التكنولوجيا.