الآزوري يختار بين طريقتي لعب لقهر منتخب إنجلترا

دي روسي سيعود إلى خط الدفاع في ربع نهائي أمم أوروبا

TT

بات من المؤكد أن يواجه منتخب إيطاليا، وصيف المجموعة الثالثة، نظيره الإنجليزي، متصدر المجموعة الرابعة بعد فوز الأخير على أوكرانيا، أمس، بهدف نظيف، وخسارة فرنسا وصيف المجموعة بهدفين أمام السويد، في مباراة ربع نهائي أمم أوروبا بمدينة كييف الأوكرانية، يوم الأحد المقبل.

ولا يمتلك فريق المدرب هودغسون متوسط المهارة الذي كان موجودا في المنتخبات السابقة، إلا أن لديه التماسك الذي تطور خلال البطولة.. «فرنسا كانت تسبب لنا مخاوف أكبر، والإنجليز يفرضون احتراما أكثر. ستكون مواجهة كروية، وأيضا بين اللاعبين». بعدما تم استدعاؤه في اللحظات الأخيرة، انطلق روي هودغسون من أبسط خطط اللعب وهي 4-4-2، أي أسلوب اللعب الإنجليزي بامتياز، وعمل في ظروف طارئة، حيث إيقاف روني الذي عاد أمس تحديدا من جانب، والذي حرمه من تجريب ثنائيات الهجوم المختلفة والممكنة خلال المباراة، ومن الجهة الأخرى لم تكف سلسلة من الإصابات للاعبين مهمين - مثل باري، ولامبارد، وكاهيل – عن رسم ملامح تشكيل أساسي. في الجولة الافتتاحية واجهت إنجلترا مباراة كبيرة من المنتخب الفرنسي، الذي توقف حينما كان يبدو على وشك الفوز، ثم تغلب على السويد ومن بعدها أوكرانيا. وقد كان تيري ورفاقه بارعين في الصمود خلال التأخر في المباراة الثانية في بداية الشوط الثاني، وهكذا تعامل فريق كان على شفا الإقصاء.

ويمثل ميلنر ظهيرا وافر المجهود في الجهة اليمنى، بينما يدافع القلبان، جيرارد وباركر، جنبا إلى جنب، بينما يفضل الثاني في الشق الهجومي البقاء في الخلف، ويكون جاهزا للدخول في أي هجمة مرتدة محتملة. ويمتلك باركر شجاعة غير عادية في البقاء على خطوط التسديد لتشكيل حائط صد لأي تسديدة من خارج منطقة الجزاء. لا يوجد في الكرة الإنجليزية الصورة التقليدية لدينا للاعب ذي القميص رقم 10، الذي يقترب كثيرا من ستيفن جيرارد، فهو لاعب وسط مهاجم في كل الملعب وتعمل قدمه اليمنى كمنصة إطلاق لأي هداف. وقد لعب هو الركلة الحرة التي حولها ليسكوت إلى داخل المرمى أمام فرنسا، وقد مرر الكرة التي سجل منها كارول هدفا برأسية أمام السويد، كما لعب، أمس، الكرة العرضية التي سجل منها روني هدف التقدم 1-0. الخلاصة، مع إنجلترا من الصعب معرفة من أين يأتي الخطر بصورة يقينية.

لاعب الوسط الرابع هو أشلي يونغ، ذو القدم اليمنى الذي يلعب في الجبهة اليسرى لكي يدخل من الأجناب على قدمه المفضلة والتسديد من الوضع دائري كرات بعيدة. وقد سجل في مانشستر يونايتد كرات كثيرة هكذا، وعلى بوفون أن يعيره انتباها خاصا. ويمتلك يونغ روح المهاجم، وسيكون من المهم مهاجمته لإجباره على الابتعاد في مرحلة استعادة الكرة.

إلى ذلك، تبدأ بطولة أخرى بالنسبة للآزوري، الذي لا يعد بالتأكيد الأفضل بين 8 فرق تأهلت إلى ربع نهائي البطولة، بل إن أمامه، نظريا، فرق عدة، من حيث المهارة خاصة. وقد يعد منتخب برانديللي هو الأكثر مرونة خططيا، وفي مباريات الإقصاء المباشر يكون اللعب أشبه بالشطرنج، ودائما ما تفوق الإيطاليون في هذا الجانب.

وبطريقة 3-5-2 صمدت إيطاليا أمام إسبانيا، وهيمنت على مجريات اللعب أمام كرواتيا، من دون أن تحقق الـ3 نقاط كاملة. ومع طريقة 4-3-1-2 ضل فريق برانديللي الطريق كثيرا، وأمام أضعف فرق المجموعة (آيرلندا التي تأكد توديعها للبطولة)، لكنه فاز في النهاية.

ويقيم تشيزاري برانديللي في هذه الساعات الحلول الخططية الممكنة، مع الأخذ في الاعتبار أيضا إصابة جورجيو كيليني، واحد ممن كانت مشاركتهم مؤكدة حتى أول من أمس، ويعد الجوكر الدفاعي الحقيقي، علاوة على كونه شريك قلب الدفاع مع بارزالي، في حالة الدفاع بـ4 لاعبين.

وكالعادة، قبل أي اختيار، يقوم مدرب إيطاليا بالمتابعة ويزن بانتباه شديد الاختبارات البدنية والطبية المختلفة، التي أجراها كل اللاعبين تقريبا يوم أول من أمس. نقول إن هناك تشكيلين في ذهن برانديللي في الوقت الحالي، ومقارنة بالتشكيلة التي واجه بها آيرلندا يعد بالوتيللي بديلا لدي ناتالي وبونوتشي مكان كيليني. وستشهد العودة إلى الدفاع بـ3 لاعبين دي روسي مدافعا مجددا، مع بارزالي وبونوتشي (أو أوغبونا) على جانبيه. وعلى الأجناب، ماجيو فرصة أكثر من أباتي في الجهة اليمنى، وبالزاريتي في اليسار دائما. بعدها، في وسط الملعب بالتأكيد سنرى بيرلو، «في حراسة» ماركيزيو وتياغو موتا، وفي الهجوم كاسانو وبالوتيللي.

مع طريقة اللعب 4-3-1-2، يكون الفريق متقدما أكثر، ودي روسي في مركزه الطبيعي، لكن في الدفاع ستكون مشكلات كبيرة في غياب كيليني. وينبغي معرفة ما إذا كان ممكنا الوثوق بالثنائي بارزالي - بونوتشي في قلب الدفاع، وخصوصا مدى استعداد ذلك الأخير والاستثنائي في بطولة الدوري كقلب دفاع بـ3 لاعبين، بينما «حرقه» أنطونيو كونتي حينما كان اليوفي يلعب بـ4 مدافعين. بينما تعد طريقة 3-5-2 أكثر صلابة، وخصوصا مع مدافع (بالزاريتي) بالقرب من تياغو موتا، الذي في واقع الأمر لا يضمن تحركا ورد فعل في مرحلة العودة للدفاع. في تلك المنطقة من الملعب، قد يؤدي دي روسي أفضل، الذي مع أسلوب اللعب هذا يعد أكثر فائدة كقلب وسط دفاعي، حيث يريد برانديللي لاعبا قادرا على القفز على خط لاعبي الوسط عند الحاجة للانطلاق إلى الأمام. كيف يمكن «إنقاذ» دي روسي؟ إطلاق أوغبونا مكان كيليني، ووضع بونوتشي كما يلعب في اليوفي، أو بالأحرى في وسط الدفاع، والاستمرار مع بارزالي وحل مكان تياغو موتا بلاعب وسط روما الكبير.