الألمان في الطليعة.. وهولندا الانتكاسة الكبرى.. وخروج أصحاب الأرض

دروس وعبر وأرقام من الدور الأول للبطولة الأوروبية

TT

أفضى الدور الأول من كأس أوروبا 2012 لكرة القدم التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا معا حتى 1 يوليو (تموز)، الذي انتهى أول من أمس إلى عدد من الملاحظات والعبر:

* المنتخبات:

أنهت ألمانيا وإسبانيا المرشحتان لاعتلاء منصة التتويج هذا الدور في صدارة المجموعتين الثانية والثالثة على التوالي دون أن تتركا الانطباع نفسه، فالألمان بثلاثة انتصارات عبروا دون خوف مجموعة «الموت»، ويبدون أقوياء بقدر ما يستطيع مسعود أوزيل، دينامو الوسط، أن يقدم أكثر. من جانبهم، ترك الإسبان أبطال أوروبا والعالم انطباعا طيبا في مباراة واحدة عندما فازوا على آيرلندا 4 - صفر. وفي المباراتين الأخريين، سيطروا أمام إيطاليا لكنهم خرجوا متعادلين (1 - 1)، وعانوا أمام كرواتيا (1 - صفر) ولولا تدخل كاسياس عندما كانت النتيجة صفر - صفر وإبعاد خطر هدف محقق لاختلف الأمر كثيرا.

ويتعين على إسبانيا أن ترفع المستوى إذا أرادت الاحتفاظ باللقب اعتبارا من ربع النهائي أمام فرنسا التي لم ترق إلى التطلعات والآمال المعقودة عليها بقيادة المدرب لوران بلان، التي بقيت على الموعد رغم خسارتها في الجولة الأخيرة أمام السويد (صفر - 2). وبعد هذين العملاقين، قدمت البرتغال مستوى جيدا بعد خسارتها المباراة الأولى أمام ألمانيا (صفر - 1) ومثلها كانت حال إنجلترا التي تصدرت المجموعة الرابعة (7 نقاط) رغم الخوف المسبق عليها بعد أن تركها الإيطالي فابيو كابيللو وتسلم دفة القيادة المحلي العجوز روي هودجسون.

وتبقى حظوظ البرتغال وإنجلترا وإيطاليا قائمة بشكل كبير للمنافسة على اللقب، فيما تأهل منتخبا التشيك واليونان بطلة 2004 عن المجموعة الأولى على حساب المرشحين الأوفر حظا روسيا وبولندا التي خرجت من الدور الأول مع الدولة المنظمة الأخرى أوكرانيا وتفرغتا للمشاهدة. وجاءت الانتكاسة وخيبة الأمل الكبيرة من جانب المنتخب الهولندي، وصيف بطل العالم 2010 الذي كان وسيبقى مرشحا في أهم البطولات، بثلاث هزائم ومستوى لا يليق بمنتخب يضم هذا الكم من المواهب.

* اللاعبون:

رد البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تعرض لانتقادات لاذعة في بداية المسابقة، على منتقديه بطريقة مذهلة في مباراة استثنائية ضد هولندا حيث سجل هدفين وأصاب الخشبات مرتين، وأمسية كانت كابوسا بالنسبة إلى المكلف بمراقبته المدافع غريغوري فان در فيل. وفي غمرة موسمه الرائع والناجح مع فريقه بايرن ميونيخ الألماني، ضرب المهاجم الألماني ماريو غوميز بقوة في المباراتين الأوليين وسجل 3 أهداف. ومع إيطاليا، لمع «المهندس» آندريا بيرلو (33 عاما) أكثر من أي وقت مضى فسجل هدفا وساهم بتمريرتين حاسمتين في تأهل إيطاليا إلى ربع النهائي، وقد يأخذها إلى أبعد من ذلك، خصوصا أنه ظهر في أعلى مستوى.

ويأتي في طليعة خيبات الأمل، الهولندي روبن فان بيرسي هداف الدوري الإنجليزي مع فريق آرسنال (30 هدفا)؛ إذ اقتصر مردوده على هدف واحد (صعب وجميل للغاية) وكان تائها في مباراة مخيفة ضد الدنمارك (صفر - 1)، لكنه ليس المسؤول الوحيد وإنما كان المنتخب ككل مخيبا للآمال. ومن الصعوبة بمكان الحكم على السويدي زلاتان إبراهيموفيتش. فكان أول «النجوم» الذين خرجوا من الجولة الثانية (بعد خسارتين متتاليتين)، وتموضعه بصفته صاحب القميص رقم «10» لم يكن مقنعا، لكن من دونه ربما لم يكن بمقدور السويد أن تكون في النهائيات وكان - مع الإنجليزي داني ويليبك - صاحب أجمل هدف في الدور الأول من هذه البطولة بتسديدة طائرة وبحركة أكروباتية في مرمى فرنسا (2 - صفر).

وكان المهاجم الروسي آندري أرشافين في البطولة الأوروبية على صورة مسيرته.. تألق في الافتتاح أمام التشيك (4 - 1) وخبا في المباراتين الأخيرتين فاختفى المنتخب معه وتخلف عن التأهل. وبين الاكتشافات الجديدة في البطولة الأوروبية الحالية، يمكن الإشارة إلى المهاجم الروسي ألان دزوغاييف والكرواتي ماريو ماندزوكيتش اللذين سجل كل منهما 3 أهداف في الدور الأول، فيما برز بشكل لافت على صعيد الدفاع الشاب الألماني ماتس هوملز.

* الأرقام:

كانت البطولة الحالية قوية على صعيد الفعالية؛ حيث سجل 60 هدفا في 24 مباراة بمعدل متوسط 2.5 هدف في المباراة الواحدة، أي بنسبة أعلى بقليل من النسختين السابقتين (2.48 هدف في 2004 و2008) خصوصا أن أيا من المباريات لم تنته بالتعادل السلبي في الدور الأول. إنها أول بطولة يشارك 5 حكام في إدارة مبارياتها (حكم للوسط واثنان للخطوط واثنان خلف المرميين)، لكن النتيجة الأولية لم تكن مطابقة لتوقعات رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة الفرنسي ميشال بلاتيني، والتجربة لم تكن مشجعة.

وفي أول حالتين من ركلة للبرتغالي بيبي سقطت على خط المرمى الألماني ورأسية الإيطالي أنطونيو كاسانو التي تجاوزت الخط قبل أن تخرج من المرمى الآيرلندي، اتخذ الحكام القرار الصائب، لكن القرار الخاطئ كان في عدم احتساب هدف لأوكرانيا بعد أن تجاوزت كرة ماركو ديفيتش خط المرمى الإنجليزي بشكل واضح قبل أن يخرجها جون تيري. ومن الملاحظات التي يمكن استنتاجها من الدور الأول، أن الفوز في المباراة الأولى لا يعني بالضرورة أن صاحبه يملك مفتاح التأهل بيده.. الدليل: فازت روسيا والدنمارك وكرواتيا وأوكرانيا في مبارياتها الأولى وتصدرت مجموعاتها بعد الجولة الأولى.. لكنها لم تتأهل.