دي روسي: أخشى من جيرارد.. وتجاربي ضد الفرق الإنجليزية غير جيدة

الطليان يخشون من نفاد خزان وقود بيرلو مهندس خط الوسط قبل مواجهة ربع النهائي

TT

أشار دانييلي دي روسي لاعب المنتخب الإيطالي إلى أنه كان يفضل مواجهة منتخب أوكرانيا في دور ربع نهائي بطولة أمم أوروبا بدلا من إنجلترا.

وقال دي روسي: «مقابلة أوكرانيا في دور ربع النهائي كانت لتصبح أفضل، لأن المنتخب الإنجليزي يمتلك ستيفن جيرارد الأسطورة بين صفوفه. وهو أحد أعظم اللاعبين في العالم منذ عشرة أعوام، ويمكن تأمله فقط». وعن دوره في اللقاء المقبل قال: «لا أدرك في أي مركز سألعب، لكني فخور بأن تشيزاري برانديللي وصفني بأنني لاعب عالمي. يعد جيرارد رمزا في كرة القدم. فهو يغلق منطقة جزائه بإحكام، ثم تجده في منطقة جزاء الخصم يسجل هدفا. سيروق لي الاقتراب من هذه الطريقة في اللعب». إن مركز دي روسي المفضل واضح حيث تابع: «حتى وإن كنت أشعر بحالة جيدة هكذا في خط الدفاع، يروق لي اللعب أمام هذا الخط في الملعب، لكن يوجد أمامي بيرلو، أحد أقوى اللاعبين في إيطاليا، ويمكنني التكيف على هذا الوضع. وعلى العكس، هناك لاعب إذا غيّر مكانه، يخسر أو يغضب».

هل الفضل في ذلك يعود إلى كابيللو؟ رد على هذا التساؤل قائلا: «لقد ضمني في قطاع البراعم وتركني على عتبة المنتخب. والقول إنني ينبغي أن أمنحه الفضل في كل هذا يعد شيئا قليلا. وهو قيمة إضافية بالنسبة لما يستطيع منحه في إعداد المباريات والتحركات. وأظهر صلابة في رحيله. والآن، هناك بصمة إيطالية في الأندية الإنجليزية».

بعد أن تحدث عن «الإعجاب المتبادل» مع الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن الماضي الإنجليزي بالنسبة له غير سار. حيث قال: «لم ألعب أمام إنجلترا قط على مستوى المنتخبات، لكنني لم أكن محظوظا على الإطلاق مع نادي روما. وسجلت أمام فريق مانشستر يونايتد هدفي الأجمل لكن الغير مجدي (7 - 1). وكمشجع، انتهت مباراة روما - ليفربول التي كانت في عام 1984 نهاية أليمة والتي لن تستطيع مباراة مثل إيطاليا - إنجلترا تضميد جراحها على الإطلاق». وأضاف عن فريق روما قائلا: «تحدثت هاتفيا مع المدرب زيمان. ولدي فضول حول ما يحدث هناك حيث إنه أضاف مجددا الحماس والقوة إلى جو محيط ساد عليه الكسل. صفقات سوق الانتقالات الصيفية؟ نأمل أن يحدث كل ما هو جيد بالنسبة للفريق. ويظل ما قلته بعد الجولة الأخيرة حقيقيا». وهو أن النادي يحتاج إلى التنظيم والسرعة والأموال.

وصرح لاعب المنتخب الإيطالي بشأن بالوتيللي قائلا «يبدو لي أن ماريو بدأ لاعبا ناضجا، ويدرك الآن أنه ينبغي عليه تحمل مسؤولياته. ولو كنت مكانه، كنت لأود أن يتم استيعابي مثل الآخرين. وبالنسبة لي، لم ينظر إليه أحد بتمعن في عام 2006 بعد الدفع باليد والإيقاف. وهي أمور تدعم اللاعب ويدرك ما ينبغي عليه فعله دون أن يقول له أحد (ابق هادئا)، كما أنه اعتاد على ضغوط الصحف الشعبية. وإن كانوا سيئين أو أنه فعل ما جعلوهم يقومون معه بكل هذه الأمور، ينبغي عليكم أن تسألوه لتعرفوا منه الأمر. إنه قوي وشاب وقام ببعض الفوضى. ويبدو لي أنه لم يعان من الشعبية. لكننا الآن في معسكر الإعداد ولا يمكنه فعل شيء. لكننا لا نركز كافة الأحاديث عليه وأحيانا هناك لاعبون يمنحون أقل مما يمكنهم عمله».

إن ما ذكره دي روسي رسالة واضحة وقوية، مثل التصريح التالي حيث اختتم حديثه قائلا: «يقول التاريخ إننا دافعنا عنه في الأزمة وساعدناه أمام أكبر الخصوم. ومن سيكون الأبرع، يمضي قدما إلى الأمام. وهناك ثلاث خطوات متبقية فقط للوصول إلى العمق».

جدير بالذكر أن دانييلي دي روسي قد شارك في 75 مباراة مع المنتخب الإيطالي. وتعود انطلاقته الدولية الأولى إلى 4-9-2004 في مباراة إيطاليا - النرويج التي سجل فيها أول هدف له مع الآزوري.

من جهة أخرى يخشى الطليان أن يكون خزان وقود أندريا بيرلو مهندس خط الوسط قد اقترب من النفاد بعدما دخل في الاحتياطي أمام منتخب آيرلندا في مباراة الاثنين الماضي، في ختام دور المجموعات. وإن كان ذلك حقيقيا، فقد تواجه إيطاليا أخطارا كبيرة، لأن بيرلو يعتبر نصف المنتخب، وما يؤكد ذلك هو الملعب، والأرقام في بطولة أمم أوروبا الحالية، فقد سجل هدفا وصنع اثنين (لكاسانو ودي ناتالي) من بين أربعة أهداف سجلتها كتيبة برانديللي حتى الآن. إنها مسألة مهارة وكاريزما. «بيرلو هو القائد الصامت»، هكذا وصفه مارتشيللو ليبي المدير الفني السابق لمنتخب إيطاليا قبيل مونديال ألمانيا 2006. كما كان بطل الميلان بطل أوروبا مرتين مع وجود أنشيلوتي مدربا، وهو القائد الحالي لفريق يوفنتوس الفائز ببطولة إيطاليا. ويعد أندريا المنحدر من مقاطعة بريشيا قائدا بالفطرة، وهو اللاعب الوحيد في العالم حقا القادر على اللعب أساسيا في خط الوسط الخيالي لبرشلونة. وكي نكون أكثر وضوحا، نقول إنه مع وجود بيرلو في حالته بنسبة مائة في المائة يمكن مباشرة الحلم بشيء ما غير عادي في النسخة الحالية لليورو. ومن دون ذلك، تعد العودة إلى الوطن مبكرا أسهل.

ويعلم برانديللي ذلك جيدا، والذي تمكن من بناء خط وسط حول اللاعب الفذ يمكن الوثوق به وقادر على المنافسة أيضا على الرغم من الفترة الماضية لم تكن من الأكثر ازدهارا بالنسبة للكرة الإيطالية، سواء فنيا أو على مستوى الشخصية. وبهذا المعنى، فإن مدرب منتخب إيطاليا عليه واجب الحفاظ على طاقات بيرلو وحمايته وإراحته قدر الإمكان. لكن كيف يتم ذلك؟ لقد رسم أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس طريقة «3 - 5 - 2» عليه بالمقاس.

ومن بين لاعبي الآزوري الثلاثة والعشرين، يعد بيرلو هو الأكثر مشاركة هذا الموسم، وهو سبب آخر لمتابعة موقف اللاعب الفذ عن قرب و«تيسيره» قدر الإمكان، حيث خاض 53 مباراة ما بين المنتخب والفريق، بإجمالي 4722 دقيقة، بمتوسط 89 دقيقة في كل مشاركة. وعلى سبيل المثال، شارك مع اليوفي في 41 مباراة (لا أحد فعل مثله، وبعده يأتي بارزالي برصيد 39 مباراة)، وكان أساسيا في جميعها، ومرتين فقط تم تبديله، في الدقيقة 80 في ملعبه أمام نوفارا وفي الدقيقة 87 خارج ملعبه أمام ليتشي. بينما لدى نوتشرينو الذي شارك مع الميلان في دوري أبطال أوروبا عدد مشاركات أكبر (57)، لكن إجمالي دقائق أقل (4303). أما الأقل مشاركة فهم: كاسانو (1828)، وجياكيريني (1795) وبوريني (1778).

منذ ستة أعوام مضت، في برلين، وجد فابيو كانافارو نفسه يرفع كأس العالم في مشاركته رقم مائة مع الآزوري، ورصيد بيرلو اليوم هو 86 مباراة، لكن لو وصلت إيطاليا للنهائي فسيحمل السجل الشخصي رقم 90، ومن يدري ربما يجلب هذا بعضا من الحظ.