زولا: انتبهوا من هودغسون فهو يدرب على طريقة ساكي الماكرة

مدرب وستهام السابق أشاد بشجاعة برانديللي وحذر الطليان من الإنجليز

TT

يعد جانفرانكو زولا عضوا شرفيا في النظام الإنجليزي لكرة القدم، وتم انتخابه كثاني أفضل فنان في كرة القدم بين المدربين السابقين في الدوري الإنجليزي بعد جورج بست، فضلا عن وصفه بأفضل لاعب على الإطلاق في صفوف فريق تشيلسي، كما أنه مدرب وستهام السابق (ومدرب ديامنتي حينها). ولهذا وللكثير من الأمور الأخرى سيظل الإنجليز يذكرون اسم جانفرانكو زولا بتاريخه في إنجلترا. جدير بالذكر أن الأمور الأخرى تتعلق بكونه آخر لاعب إيطالي سجل هدفا في مرمى المنتخب الإنجليزي بقميص الآزوري في مباراة رسمية «حقيقية»، وليست ودية. وكان ذلك في ملعب ويمبلي، في 12 فبراير (شباط) 1997، في الدقيقة 18، حيث أطلق الإيطالي كوستاكورتا الكرة بمسافة 40 مترا، وأوقف زولا الكرة في الهواء بقدمه اليسرى، وتحكم فيها عن بعد، وتركها تتحرك ثم خدع الحارس بالتسديد إلى جانب القائم بقدمه اليمنى ليقود إيطاليا إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم بفرنسا في العام التالي. وكانت جريدة «إندبندنت» البريطانية قد كتبت عشية المباراة أن «زولا هو المشكلة»، وقد كان.

وصرح المدرب زولا حول مواجهة المنتخب الإنجليزي لنظيره الإيطالي يوم الأحد قائلا: «دعونا لا ننطلق من ذلك الهدف، ولكن من تلك المباراة، حيث يوجد تواز مثير للاهتمام. فحينها كانت بداية تولي تشيزاري مالديني تدريب المنتخب الإيطالي بعد ساكي، وهو ما يعني العقلية علاوة على الدفاعية في مواجهة تلك الواعدة للمدرب غلين هودل. أما الآن فتبادل الطرفان وضعيهما بمواجهة المنتخب الإيطالي تحت قيادة برانديللي «بالطريقة الإسبانية» للمنتخب الإنجليزي تحت قيادة هودغسون الذي يلعب قليلا «على الطريقة الإنجليزية»، فلقد رأيته يلعب بطريقة 4 - 4 - 2 مع الضغط الكبير والكثير من العناية بالمسافات والمساحات بين الخطوط مقارنة بالمعتاد، حتى وإن كان لاعبون مثل أشلي يانغ وجيرارد وروني يعرفون كيف يغيرون إيقاع الفريق في أي لحظة. ومع تكرر استيراد إنجلترا للمدربين الإيطاليين، فهم يدركون طبيعة لعب الطليان ولتحقيق الفوز ينبغي أيضا الدفاع جيدا. كما أن أسلوب هودغسون وأفكاره الكروية كانت واضحة عندما واجه المنتخب السويسري بطريقة لعب الإنتر، وكان الأمر كذلك مع أي فريق دربه، حيث اشتهر بحسن التنظيم والإدارة والإخلاص، بصفات أشبه لساكي بالمعنى الجيد للكلمة.

واستطرد جانفرانكو زولا في حديثه، قائلا: «إن أداء المنتخب الإيطالي أمام آيرلندا فاجأ بلاتيني، ولكنه لن يفاجئ هودغسون الذي يعرف كرة القدم الإيطالية جيدا. وبالنسبة لي يذكرني منتخب إيطاليا الحالي بنظيره الألماني في مونديال جنوب أفريقيا، حيث كان شابا إلى حد ما، وواعدا، وممتلئا بالأفكار. امتلك برانديللي شجاعة عدم اللعب (على الطريقة الإيطالية)، حيث ركز على الاستحواذ على الكرة والدفاع بثلاثة لاعبين أو أربعة تعطي مميزات خططية كبيرة. وقد راق إلى الدفع بدي روسي في قلب الدفاع، ويروق لي انطلاق الهجمة من الوراء، وأن خط الوسط هو الأقوى بين خطوط الآزوري الحالي، ويساعد دانيلي الفريق في ذلك بطريقة تجعل الكثير من الكرات تمر من هناك. وأمام إنجلترا أعتقد أن برانديللي سيلعب بثلاثة مدافعين، ولكني سأتوخى الحذر في عدم قول أي طريقة أفضل، لأني أثق فيه».

وتطرق زولا أيضا إلى مشكلة الصعوبة في تسجيل الأهداف، قائلا: «هل كان من الأفضل مواجهة إنجلترا أكثر من فرنسا؟ إذا لعبت إيطاليا بالطريقة ذاتها في الثلاث مباريات الأولى، فإن الأمر سيان، نظرا لأن المشكلة أكبر من ذلك بالنسبة لها. وبخلاف انخفاض إنهاء الهجمة بسبب الإرهاق، رأيت إدارة جيدة للكرة، وانسيابية في آخر 40 - 50 مترا في الملعب، وسهولة في إيجاد الكثير من اللاعبين من دون رقابة دفاعية في الأماكن المهمة ليحمل الكرة لاعبون مختلفون في منطقة الجزاء، وهذا ما يحدث عندما تعتمد على خط وسط يتمتع بالكفاءة. وينقص الآن بعض الاستمرارية لإيجاد الأهداف».

وعن بالوتيللي قال زولا: «لم يغيب بالوتيللي الحقيقي.. إنه موجود الآن، وأهدافه الجميلة مثل هدفه الأخير في مرمى آيرلندا تأتي عندما يقل توقعك لها. وبما أني دربته في منتخب إيطاليا تحت 21 عاما، فيمكنني أن أقول له إن أفضل ما عند ماريو لم نره بعد. لقد تقدم خطوات للأمام من حيث حضوره في الملعب واستعداده للعب من أجل الفريق، وإن احتاج لذلك سينجح أيضا في القيام بهجمة مرتدة بمفرده. ويتعين عليه التحسن في كونه لاعبا، وأعني بذلك أكثر حسما، وإدارة أفضل موارده في الملعب والنضج الخططي. يمكنه إلحاق الضرر بالخصم سواء كان في قلب الهجوم أو بالهجوم من الأجناب، ولكن عليه فهم متى وكيف يستفيد من المركز هذا أو ذاك».

وبسؤال زولا إذا كان الإنجليزي ويلبيك يشبه ماريو؟ أجاب مدرب وستهام السابق: «لا يتمتع ويلبيك بمميزات ماريو، ولكنه يستفيد من كفاءته بشكل أفضل في الملعب».

وبشأن توقعاته للمنتخب الإيطالي في أمم أوروبا 2012، اختتم زولا، قائلا: «قبل أن تبدأ البطولة القارية كنت أقول بأن المنتخب الإيطالي يمكنه أن يكون كالعبوة الناسفة، إما بالخروج من الدور الأول أو بالقتال حتى النهاية. وقد مضى الدور الأول بسلام، وأتمنى أن تصيب توقعاتي».