شبح ركلات الترجيح يطارد الإنجليز والطلاينة

سجلهما في تسديدها «لا يبشر بالخير»

TT

من المرجح أن المنتخبين الإنجليزي والإيطالي سيبذلان قصارى جهدهما من أجل تجنب ركلات الترجيح خلال الموقعة التي تجمع بينهما اليوم في دور الثمانية ليورو 2012، استنادا إلى سجلهما في ركلات الترجيح، التي هي بالطبع اختراع ألماني. ويدخل المنتخب الإنجليزي مباراته أمام الألمان في كييف، بسجل إجمالي في ركلات الترجيح 1-5 في كؤوس العالم وكؤوس أوروبا، فيما لا يختلف سجل الفريق الإيطالي كثيرا، حيث حسم مواجهتين بركلات الترجيح، بينما خسر في ست مواجهات أخرى بركلات الترجيح.

وعانى كلا الفريقين صدمات ركلات الترجيح على ملعبيهما وفي المباريات الكبرى. وخرج الفريق الإيطالي من المربع الذهبي لكأس العالم 1990 بالخسارة أمام الأرجنتين بركلات الترجيح كما خسر المباراة النهائية لمونديال 1994 في الولايات المتحدة بالهزيمة أمام البرازيل بركلات الترجيح. وواجهت إنجلترا المصير ذاته في المربع الذهبي ليورو 1996 في ويمبلي أمام ألمانيا، التي فازت عليهم مرة أخرى بركلات الترجيح في المربع الذهبي لمونديال 1990.

وجاء الفوز الوحيد للفريق الإنجليزي عبر ركلات الترجيح في دور الثمانية ليورو 1996 أمام إسبانيا، فيما فازت إيطاليا على هولندا في المربع الذهبي ليورو 2000، وكذلك في نهائي كأس العالم 2006 على فرنسا. وفي يورو 1968 صعد الفريق الإيطالي إلى النهائي بعد تعادله سلبيا مع الاتحاد السوفياتي، ولكن في ذلك الوقت كان الفريق الفائز يتم تحديده عبر الاحتكام إلى قرعة تجرى بالنرد بدلا من اللجوء إلى ركلات الترجيح. وأطلق كارل فالد، مصفف الشعر وحكم هاو في بافاريا، على هذه الخطوة والقرارات الأخرى المتعلقة بالاحتكام إلى قرعة تجرى بالنرد بأنها «احتيال رياضي» و«هراء»، ليخطر بباله فكرة ركلات الترجيح، التي سمح بتطبيقها للمرة الأولى في المباريات الودية في ستينات القرن الماضي.

وعرض فالد فكرته على الاتحاد الألماني لكرة القدم، لتتم الموافقة عليها في عام 1971، وطبق الاتحاد الأوروبي (اليويفا) ونظيره الدولي (فيفا) الفكرة سريعا، وكانت أول مباراة نهائية لبطولة يتم حسمها عبر ركلات الترجيح في يورو 1976، التي انتهت بخسارة الفريق الألماني أمام نظيره تشيكوسلوفاكيا.

ولا أحد يحب حقا فكرة ركلات الترجيح، ولكن حتى الآن لم يخرج أي شخص بفكرة أفضل لحسم المباريات، حتى إن السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الفيفا، رجح خلال مؤتمر للاتحاد الدولي ضرورة الاعتماد على إجراء آخر. واعترف روي هودجسون، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، بأن لاعبيه تدربوا على ركلات الترجيح، ولكنه غير متأكد من مدى الاستفادة من هذا التدريب. وأكد هودجسون أن السجل الفقير للمنتخب الإنجليزي فيما يتعلق بركلات الترجيح سيكون له بالغ الأثر على الفريق. وقال: «عندما تعمل مع المنتخب الإنجليزي، فإن الماضي يكون له تأثير كبير؛ لأن كل شيء نفعله اليوم تتم مقارنته بما حدث في الماضي». وعرض الحارس الإنجليزي الدولي جو هارت المشاركة في تسديد ركلات الترجيح في حال امتدت مباراة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الإيطالي في دور الثمانية ليورو 2012 إلى ضربات الجزاء. وقال هارت حارس مرمى مانشستر سيتي الإنجليزي إنه سيكون سعيدا لتسديد ضربة ترجيح إذا طلب منه المدرب روي هودجسون. وأضاف: «إذا سمحوا لي، فسأضع اسمي بنسبة 100 في المائة. أتمنى أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد، ولكني سأعزز مشاركتي في البطولة إذا امتدت المباراة إلى ركلات الترجيح». وأشار هارت إلى أنه درب نفسه على تسديد ركلات الترجيح، في الوقت الذي سيعكف فيه مع زملائه على دراسة طريقة اللاعبين الإيطاليين في تسديد ضربات الجزاء خلال مباراة الفريقين اليوم في كييف. وأكد: «أدرس طريقة تسديد اللاعبين الإيطاليين لركلات الترجيح، وإنني أعرف أين يسددون ضربات الجزاء. لقد شاهدت ذلك عبر تسجيل الفيديو. شاهدت ذلك جيدا». وسجل هارت ضربة جزاء للمنتخب الإنجليزي خلال الفوز 5-4 بركلات الترجيح على السويد في غوتنبرغ في الدور قبل النهائي لكأس الأمم الأوروبية للشباب تحت 21 عاما في 2009.

وعلى الجانب الآخر فإن جيانلويجي بوفون، حارس مرمى المنتخب الإيطالي، لديه بعض الذكريات الدرامية مع ركلات الترجيح. وشارك بوفون في فوز المنتخب الإيطالي بلقب كأس العالم 2006 وتمكن من صد ضربة جزاء من الفريق الروماني في يورو 2008، ثم خسر مع بلاده في دور الثمانية للبطولة نفسها أمام إسبانيا 2-4 بركلات الترجيح. كما شارك بوفون مع المنتخب الألماني في يورو 1996 عندما فازت إيطاليا بلقب كأس الأمم الأوروبية للشباب تحت 21 عاما عبر الفوز على إسبانيا 4-3 بركلات الترجيح في المباراة النهائية.