الألمان ينهون مغامرة اليونان برباعية مع الرأفة ويتأهلون للمربع الذهبي

لحقوا بالبرتغال لنصف نهائي «يورو 2012» وينتظرون الفائز في لقاء الإيطاليين والإنجليز

TT

أنزلت ألمانيا هزيمة ثقيلة باليونان 4 - 2 لتصل إلى الدور قبل النهائي في بطولة أوروبا لكرة القدم 2012، بعد أن سجلت ثلاثة أهداف في الشوط الثاني لتتجاوز لحظات من القلق أمام الفريق الذي تأهل بشكل مفاجئ لدور الثمانية. وتلتقي ألمانيا في الدور نصف النهائي في 28 يونيو (حزيران) الحالي في وارسو، مع إنجلترا أو إيطاليا اللتين تلتقيان في كييف. ومع توالي إهدار الفرص الواحدة تلو الأخرى في الشوط الأول أمام اليونان، بات يواكيم لوف، مدرب ألمانيا، في غاية القلق للدرجة التي دفعته لدخول النفق المؤدي لغرف الملابس لاحتساء القهوة. وتبدلت الأمور في النهاية بعد أن شق المنتخب الألماني طريقه نحو الفوز برباعية الذي مهد له الطريق إلى المربع الذهبي.

ومع استمرار التعادل من دون أهداف مع اليونان قوبلت تسديدة سيئة من ماركو ريوس بصيحات استنكار وإيماءات تعبر عن الغضب من لوف الذي راهن على تشكيلة أجرى عليها تغييرات كبيرة قبل خوض المباراة في ليلة رطبة وباردة في غدانسك. واستبدل لوف ماريو غوميز الذي يتقاسم صدارة هدافي البطولة بميروسلاف كلوزه كما استبعد توماس مولر ولوكاس بودولسكي في محاولة لإرباك اليونان العنيدة. وكان ذلك قرارا جريئا لكن على الرغم من انتظار ألمانيا 39 دقيقة لافتتاح التسجيل عن طريق فيليب لام، فإنه ثبت في النهاية أن قرار لوف كان صائبا.

وقال لوف الذي تلقى فريقه تهنئة من المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، للصحافيين، عندما سئل عن تشكيلته المفاجئة: «عقب ثلاث مباريات شهدت ثلاثة انتصارات من الصعب أن لا تشعر بالرضا». وأضاف: «لكني فكرت في أننا يجب أن نقوم بشيء غير متوقع. أعرف أنهم استعدوا لنا لأنهم يعرفون لاعبينا جيدا. اعتقدت أن باستطاعتي إنعاش الأمور»، وتابع: «في النهاية، سارت الأمور بشكل جيد للغاية. كان مهاجمونا الثلاثة في غاية القوة، وسجل كلوزه وسجل ريوس».

وتعادلت اليونان في هجمة مرتدة عن طريق يورغوس ساماراس في بداية الشوط الثاني، إلا أن تسجيل ثلاثة أهداف في 13 دقيقة عن طريق سامي خضيرة وكلوزه وريوس أكد تفوق ألمانيا. وعلى الرغم من تلقي شباك ألمانيا هدفا قبل النهاية من ركلة جزاء عقب لمسة يد لجيروم بواتنغ لم يستطع لوف إخفاء سعادته بمستوى فريقه الذي فاز بأربع مباريات من أربع في البطولة ليعزز رصيده إلى 15 انتصارا متتاليا في مباريات رسمية، وهو رقم قياسي ألماني. وقال لوف: «سجلت اليونان هدفين من هجمتين فقط». وأضاف: «أنا في غاية الفخر باللاعبين. لا يوجد شك في أننا نستحق الفوز بالمباراة. الشيء الوحيد الذي أقلقني هو أننا أضعنا الكثير من الفرص». وتابع: «ولكن حتى بعد تسجيلهم للهدفين لم نقع في أي مشكلات. كنا أفضل من اليونانيين».

ووجه لوف انتقادا عنيفا إلى منتخب اليونان بعد مباراة الفريقين أول من أمس. وقال لوف: «المنتخب اليوناني لا يفعل أي شيء. إنه يكرس جهوده ببساطة لإعاقة اللعب.. وإذا سنحت له الفرصة يسجل هدفين». ورفض لوف تفضيل منافس على آخر لمباراته المرتقبة في المربع الذهبي للبطولة يوم الخميس المقبل حيث يلتقي فيها مع الفائز من المباراة المقررة اليوم بين منتخبي إنجلترا وإيطاليا في ختام فعاليات دور الثمانية للبطولة. وقال لوف: «المنتخب الإنجليزي يلعب كرة جيدة وأصبح أكثر التزاما تحت قيادة روي هودجسون عما كان عليه في 2010 (حيث التقى الفريقان في دور الـ16 لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا)، والمنتخب الإيطالي يكون منافسا صعبا للغاية دائما». في المقابل، أعرب المدرب البرتغالي فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب اليوناني لكرة القدم عن اقتناعه بأداء الفريق على الرغم من الهزيمة 2/ 4 أمام ألمانيا.

وقال سانتوس: «المنتخب الألماني لعب بشكل رائع واستحق الفوز. نهنئ المنتخب الألماني. ولكنني أود أيضا تهنئة لاعبي فريقي. لم يقدم اللاعبون عرضا رائعا في اللقاء، ولكنهم قدموا عروضا رائعة على مدار البطولة. الهدف الثاني لنا في المباراة كان في غاية الصعوبة».

كما اعترف لاعبو اليونان بتفوق المنتخب اليوناني، وقال المدافع سوكراتيس باباستوبولوس: «لعبنا المباراة أمام فريق عظيم ومن أفضل الفرق في العالم على مدار السنوات الخمس الأخيرة. سجلنا هدفين وبذلنا كل ما بوسعنا». وأضاف: «هذا يشير بشكل كبير إلى أننا من أفضل ثمانية منتخبات. فلنفكر في فريق مثل المنتخب الهولندي الذي خرج من البطولة مبكرا. ولذلك، كانت البطولة الحالية رائعة بالنسبة لنا».

وفصلت ست دقائق فقط كانت بين الحلم والكابوس وأمل اليونان في مفاجأة أوروبية جديدة بالتأهل للمربع الذهبي في بطولة كأس الأمم الأوروبية والسقوط المدوي والهزيمة الثقيلة. لم تمض سوى ست دقائق على تسجيل المنتخب اليوناني هدف التعادل 1/ 1 حتى بدأ الفيضان الألماني ليغرق الحلم اليوناني من خلال ثلاثة أهداف متتالية في غضون 14 دقيقة، ولم يفلح الهدف المتأخر لليونان في الدقيقة 89 في محو آثار هذا الفيضان ليجد اليونانيون أنفسهم أمام كابوس الخروج من دور الثمانية للبطولة.

وجرت الموقعة بين الطرفين في أجواء يطغى عليها الجانب السياسي والكراهية التي تنطوي عليها قلوب اليونانيين حاليا تجاه ألمانيا وخاصة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي حضرت اللقاء، والتي يعتبرها اليونانيون القوة الدافعة الرئيسية وراء إجراءات التقشف التي طالب الاتحاد الأوروبي تطبيقها في اليونان. وكان المشهد قبل المباراة معبرا للغاية عن الواقع الاقتصادي في كل من البلدين حيث رفع مشجع يوناني علما صغيرا للغاية، بينما جاء الرد من مشجعي ألمانيا بعلم هائل بدا وهو يغطي معظم المدرجات.

وبدأت المباراة بعدها بهجوم مكثف وخطير من المنتخب الألماني ودفاع قوي من نظيره اليوناني حتى شهد الشوط الأول الهدف الأول للألمان وبداية الحزن اليوناني والفرحة للمستشارة ميركل. وعلى الرغم من ذلك، وعلى عكس المتوقع، سنحت الفرصة أمام المنتخب اليوناني ليطرق باب المجد من خلال تسجيل الفريق هدف التعادل بعد عشر دقائق من بداية الشوط الثاني والخطورة الفائقة التي شكلتها هجمات الفريق بقيادة غورجيوس ساماراس. وهنا، وضحت السعادة الطاغية في المدرجات وظهرت الطموحات والآمال على مشجعي اليونان المتعصبين، حيث خلع بعضهم القميص الذي يرتديه على الرغم من برودة الطقس في غدانسك ورأى بعضهم أن الرياح البولندية حملت صيحات اليونانيين من أثينا إلى غدانسك.

ولكن سرعان ما تحول الحلم إلى كابوس بعد ست دقائق فقط من هدف التعادل اليوناني حيث جاءت قذيفة سامي خضيرة في شباك اليونان في الدقيقة 61 لتعيد المنتخب الألماني إلى المقدمة. وجاء الهدف الألماني الثالث ليبدد الحلم اليوناني، وبالتالي لم يكن من الصعب أن يسجل الألمان هدفهم الرابع في الدقيقة 74 قبل أن يحرز المنتخب اليوناني هدفه الثاني غير المؤثر من ضربة جزاء في الدقيقة قبل الأخيرة. وعلى الرغم من الهزيمة، حرص مشجعو اليونان على تقديم التحية إلى اللاعبين حيث شعر اللاعبون بالمشاعر الدافئة من جماهيرهم في المدرجات.

وفي المدرجات المقابلة، سادت الاحتفالات بين مشجعي المنتخب الألماني بالفوز الكبير والتأهل للمربع الذهبي حيث أصبح الفريق على بعد خطوة واحدة من بلوغ المباراة النهائية للبطولة.