لوران بلان يدافع عن خططه الدفاعية.. ونصري «يسب» صحافيا

الفرنسيون ينتقدون أداء منتخبهم ويرون الإقصاء من «يورو 2012» منطقيا ومن دون مجد

TT

اعتبرت الصحف الفرنسية الصادرة أمس خروج منتخب بلادها من الدور ربع النهائي لكأس أمم أوروبا على يد إسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم صفر-2 «منطقيا» و«من دون مجد».

وعنونت صحيفة «ليكيب» مقالها: «نهاية منطقية للزرق»، معتبرة أن المنتخب الفرنسي سقط صفر-2 أمام منتخب إسباني قوي جدا سيطر على المباراة.

من جهتها، كتبت مجلة «فرانس فوتبول»: «كان ذلك متوقعا»، مشيرة إلى أن «الخسارة كانت منطقية أمام إسبانيا طالما أن التشكيلة التي بدأت بها فرنسا اللقاء كانت دفاعية».

وأشارت الصحيفة إلى أن مشوار الفرنسيين في كأس أوروبا كان «مريرا ومخيبا للآمال، ومحبطا للغاية. كان هدف منتخب فرنسا بلوغ الدور ربع النهائي وهو اكتفى في الأخير بذلك». وبالنسبة إلى صحيفة «لوموند» فكتبت «الزرق يغادرون كأس أوروبا برأس مطأطئ»، مضيفة «لو فزنا لصفقنا للعباقرة. ولكننا خسرنا ولا يسعنا إلا الندم على التشكيلة الدفاعية التي خاض بها لوران بلان المباراة». وأعربت صحيفة «لوباريزيان» عن استيائها من أداء «منتخب فرنسي بلا روح وبسلبية كبيرة جدا». وكتبت في صدر صفحتها الأولى «وداعا وداعا البلوز»، مشيرة إلى «هزيمة من دون قناعة».

أما صحيفة «الألزاس» فقالت «الزرق خرجوا من دون مجد»، في حين تحدثت «لاديبيش دو ميدي» عن «خسارة حزينة». وأشارت صحيفة «ليست ريبوبليكان» إلى أن لاعبي المنتخب الفرنسي «خرجوا مطأطئي الرأس»، وكتبت صحيفة «ليست إيكلير» أن المنتخب «أقصي من دون مقاومة»، بينما أوضحت «سود أويست» قائلة «لم يقدروا ببساطة على القيام بأي شيء».

واعتبر لوران بلان مدرب فرنسا أن الهدف المبكر الذي سجله الونسو كان نقطة التحول في المباراة، لكنه دافع عن تكتيكه الدفاعي.

وفاجأ بلان الجميع بإجراء تعديل جديد على تشكيلته بإشراكه خمسة لاعبين في خط الوسط للحد من خطورة إسبانيا، لكن المنتخب الإسباني كانت له الأفضلية والهيمنة على الوسط. وقال بلان «كنا ندرك أن إسبانيا خطيرة على الجهة اليسرى لأن البا وانيستا يفهمان بعضهما البعض جيدا، وللأسف جاء الهدف الأول من تبادل الكرة بينهما. إذا تابعنا الشوط الأول جيدا نجد أنها كانت المرة الوحيدة التي نجح فيها البا في تمرير كرة عرضية داخل المنطقة، كان القائم القريب مقفلا لكن الونسو صوب كرته نحو القائم البعيد وسجل». وتابع «أعتقد أن المنتخب الإسباني أفضل منا على العموم لكن من المؤسف أن يدخل مرمانا الهدف الأول مبكرا».

وأوضح بلان «لقد ركضنا كثيرا داخل أرض الملعب، وسنحت لنا فرص كثيرة، ولكن لسوء الحظ فإن المنتخب الإسباني استغل كل الفرص التي سنحت له». وأضاف: «على الرغم من سيطرة المنتخب الإسباني على الشوط الأول كنت أشعر بأنه يهاب منتخبنا، خصوصا ثنائي خط الهجوم». وأوضح «تحسن أداؤنا في الشوط الثاني وخلقنا بعض الفرص وإن لم تكن صريحة». وختم «سنحلل العروض التي قدمناها في هذه البطولة في الأيام المقبلة وسنخرج بخلاصة. سيكون هناك الكثير من الرضا ومن خيبة الأمل. سنرى ماذا سيحصل في الأيام المقبلة».

وبانتهاء الحملة الفرنسية التي كانت تستهدف استعادة قلوب الشعب المعلقة بكرة القدم عقب كارثة مونديال 2010، بشكل فاشل تكون عملية المصالحة مع الجماهير قد اختل إطلاقها.

وتابع نحو 800 مشجع فرنسي سافروا خلف الفريق إلى أوكرانيا، المباراة في حالة من الحسرة بعد فشل أبناء المدرب لوران بلان مرة أخرى في هز الشباك مرة أخرى في أعقاب الهزيمة أمام السويد صفر-2 الأسبوع الماضي في ختام فاعليات دور المجموعات.

وانتقد المشجعون طريقة اللعب الدفاعية لبلان وامتلأت المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي بالانتقادات للمدرب بلان.

من جهة أخرى، شهد ختام اللقاء واقعة أخرى مثيرة للجدل إثر قيام لاعب وسط منتخب فرنسا سمير نصري بشتم أحد صحافيي وكالة الصحافة الفرنسية.

وفقد نصري أعصابه بعد خسارة فريقه أمام إسبانيا عندما سأله الصحافي عن رأيه في مجريات المباراة لكن اللاعب رفض الإجابة، وأشار إلى أن رجال الإعلام دائما ما يبحثون عن القصص السلبية.. «أنت تبحث عن القذارة». وأشار إلى أنهم يثأرون منه بعد الكلام الذي وجهه إلى صحافيي «ليكيب» قبل أيام، ويقولون عنه «كلاما هراء».

وحاول صحافي وكالة الصحافة الفرنسية ردعه عن الاستمرار في الكلام المسيء وقام بتذكيره بأن وكالة الصحافة الفرنسية أجرت معه حديثا صحافيا في 28 فبراير (شباط) الماضي، وأنه أشاد بمحتواه. لكن نصري تابع التفوه بعبارات نابية خلال وجوده، حيث يوجد الصحافيون فطلب منه صحافي وكالة الصحافة الفرنسية الانصراف إذا كان لا يريد التكلم. وفي تلك اللحظة فقد نصري أعصابه ورد على الصحافي «تعال وقل لي هذا الكلام خارج هذا المكان»، ثم كال له شتائم نابية بقوله «ابن العاهرة» و«اذهب الآن وتستطيع القول إنني لم أحصل على تربية جيدة». وكان نصري قد افتتح البطولة بإشارة مثيرة للجدل عندما أطلق عبارة «اخرس» أمام عدسات الكاميرا موجها كلامه إلى أحد صحافيي جريدة «ليكيب» الذي كان كتب مقالا أثار غضب والدة نصري المريضة بعد مباراة فريقه الافتتاحية ضد إنجلترا.

وكانت المباراة الأخيرة في دور المجموعات والتي خسرتها فرنسا أمام السويد صفر-2 شهدت عراكا بين الو ديارا وحاتم بن عرفة ونصري بالذات في غرفة الملابس، علما بأن الأخير تبادل كلاما قاسيا مع مدربه لوران بلان الذي لم يشركه أساسيا ضد إسبانيا.