ديامنتي.. من ملاعب الضواحي المتربة إلى بطل قومي بقميص الآزوري

رئيس إيطاليا هنأ المنتخب هاتفيا.. والقائد بوفون قال إنه انتصار القلب

TT

شهدت المواجهة بين إيطاليا وإنجلترا يوم أول من أمس تألقا كبيرا لحارس المرمى العملاق جيجي بوفون الذي صرح، عقب انتهاء فوز الآزوري بضربات الجزاء الترجيحية (4 - 2) والتأهل لملاقاة ألمانيا في نصف نهائي «يورو 2012»، قائلا: «بعد إهدار مونتوليفو لركلة جزائه، اعتقدت أنه كان يتعين علي تقديم المزيد، أنا وزملائي كنا نستحق الفوز بهذا اللقاء. لماذا أتحدث عن نفسي؟ لو هناك شخص حصل لتوه على بعض الضوء، سيدرك ما أقوله.. أنا لدي أسباب عدة للشعور الآن بالسعادة وأخرى للإحساس بالانزعاج».

دائرة فخر: ماريو بالوتيللي وأندريا بيرلو ونوتشيرينو وديامنتي، الذين تصدوا لتسديد ضربات الجزاء الترجيحية من بين صفوف الفريق الإيطالي نجحوا في إدراك غايتهم لأن قائد الآزوري بوفون نجح في بث الحماسة المطلوبة إلى نفوسهم؛ فقبل بدء الانطلاق في تنفيذ ركلات الجزاء قام بوفون بتجميع كل لاعبي الفريق وتحدث إليهم واختتم كلامه صارخا: «تحلوا بالشجاعة يا رفاق، فلنذهب لتحقيق الفوز». وكانت لتلك الصرخة الواقع الإيجابي في نفوس لاعبي إيطاليا، ولم يشاهد جيجي مطلقا الركلات الأربع التي سكنت شباك منتخب إنجلترا، وبهذا الصدد قال عقب المباراة: « أنا لا أنظر أبدا إلى فريقي وهو يسدد ضربات الترجيح، بل أستدير كالعادة. أنا أخشى الخدعة، عندما تبدأ أية لعبة ربما يحالفك الحظ أو لا. على أية حال، كنا نستحق الفوز. تفكيري الآن يتجه نحو ضحايا زلزل أميليا وبلدة لاكويلا».

قلب إيطالي: وتابع جيجي بوفون تصريحاته قائلا: «إنه انتصار القلب، لقد أثبتنا أننا فريق حقيقي». وهذا ما أكدته بالفعل تلك الكرات الكثيرة التي ارتطمت بقائم وعارضة مرمى إنجلترا وشاهدها العالم كله. والآن ألمانيا هي المرشحة للوصول إلى نهائي «يورو 2012» على حساب إيطاليا، وهذا ما أوضحه أيضا حارس مرمى الآزوري: «أنا لست من هؤلاء الذين يقفزون من الفرحة إزاء التأهل لنصف نهائي إحدى البطولات. لقد فزنا اليوم بشيء مهم، ونتمنى أن نحقق أشياء أخرى مهمة تؤكد هذه الحماسة. في كرة القدم عادة ما يكون هناك أحكام شبه إلهية تتسبب في معادلة الحسابات على مدى العمر. أتمنى أن ينتظر القدر بعض الشيء، فنحن لدينا الشخصية المناسبة لمواجهة الصعوبات أمام ألمانيا». ولكن مع وجود قائد مثل بوفون في الفريق، هناك أيضا مساحة للأحلام الإيطالية.

ويوم أول من أمس، بزغ أيضا نجم جديد في سماء إيطاليا يحمل اسم ديامنتي، صاحب الركلة الأخيرة التي حملت إيطاليا إلى نصف النهائي. يعيش لاعب وسط بولونيا هذه الأيام حلما رائعا، من ملاعب دوري الدرجة الثانية في الضواحي المتربة إلى الانتقال إلى دوري الدرجة الأولى بأقدام ثابتة، ومنذ أول من أمس بات بطلا قوميا بقميص الآزوري بتوقيع من إنجلترا. وقد صرح ديامنتي بعد انتهاء المباراة قائلا «كنت أعتقد منذ البداية إمكانية وصولنا إلى هذه النقطة من بطولة (يورو 2012). لقد كان فوزا مستحقا تماما، وضربات الجزاء الترجيحية أصدرت حكمها السليم على مباراة فرضنا سيطرتنا عليها». أليساندرو على حق في ما يقول، فمنذ الدقيقة 46 من اللقاء، لم يكن هناك سور فريق واحد داخل الملعب. المنتخب الإيطالي: ويرجع الفضل في فوز الآزوري أيضا إلى مساهمة دكة بدلاء الفريق، نوتشيرينو وماجيو وبالتحديد ديامنتي الذي تابع تصريحاته قائلا «ينبغي أن تكون مقاعد البدلاء جاهزة في الوقت المناسب، عندما يناديني مدرب الفريق أكون مستعدا على الفور. بينما فكرت بين تسديد ضربة الجزاء والابتهاج بدخول الكرة المرمى؟ لا شيء. ولكن بعد نجاح الركلة ركضت لتوجيه الشكر إلى جيجي بوفون الذي كان قد أخبرني أين أسدد الكرة». والآن، جاء دور أندريا بيرلو، صاحب الركلة التي سددها على طريقة الملعقة، مثل فرانشيسكو توتي في أمستردام خلال بطولة «يورو »2000: «جاءت إلي هذه الفكرة في حينها، ولكن ربما أن هذه الركلة طمأنت وأعادت الثقة إلى الجميع». بينما أضاف دي روسي: «نحن الآن نحصد ثمار عامين من العمل. إيطاليا منتخب كبير للغاية! لو لعبت هكذا ستحقق الفوز».

وفور تسديدة ديامنتي لركلة الجزاء التي ضمنت لإيطاليا الصعود إلى نصف نهائي «يورو 2012»، أجرى جورجيو نابوليتانو، رئيس دولة إيطاليا، اتصالا برئيس اللجنة الأولمبية بيتروتشي وكذلك رئيس الاتحاد كرة القدم أبيتي لتقديم التهاني للمنتخب الإيطالي: «يا له من شعور رائع منحني إياه هؤلاء اللاعبون! لقد ذكروني بمونديال ألمانيا 2006. الفوز كان مستحقا، فقد سيطر منتخب إيطاليا على اللقاء ومن أجل ذلك كنت أنوي الاتصال بهم أيضا حتى لو خسروا».

أبيتي وبلاتيني: «نحن الأقوى، ولكن المهم الذي سجل»، صرح بذلك رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم جانكارلو أبيتي، وأضاف قائلا: «دي روسي كان يستحق إحراز الهدف». كما كشف أيضا عن التقدير«الخفي» الذي يحمله بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، نحو المهاجم ماريو بالوتيللي: «يرى أنه لاعب مهم ويعتبره حاسما في صفوف المنتخب». وهذا ما سوف نكون في حاجة إليه أمام ألمانيا في المباراة المقبلة. كل هذا بينما تلتف إيطاليا حول تشيزاري برانديللي، ومنذ الاثنين الماضي وتبدو وجهة نظر الاتحاد الإيطالي واضحة بشأن مدرب الآزوري، حيث أكد أبيتي: «سنواصل السير مع برانديللي حتى مونديال 2014 في البرازيل». فالعلاقة طيبة بين مدرب الآزوري واتحاد كرة القدم.