هودجسون يرى أن إنجلترا خرجت مرفوعة الرأس.. واللاعبون يتوقعون مستقبلا مشرقا

الإعلام الإنجليزي يتحسر على الخروج للمرة السادسة في سبع مسابقات كبرى

TT

تحسرت الصحف الإنجليزية الصادرة أمس على خسارة منتخب بلادها الملقب بـ«الأسود الثلاثة» أمام إيطاليا بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس أوروبا 2012 لكرة القدم.

وكتب سايمون بارنز من صحيفة «تايمز»: «بداية.. إخفاق ونهاية: فريق عادي ينحني».

وتحسر بارنز على «الحتمية المروعة» لخسارة إنجلترا بركلات الترجيح، وهي السادسة لهم في سبع مسابقات كبرى.

واستهلت إنجلترا المباراة بشكل جيد، وكادت تهز شباك الحارس جانوليجي بوفون عبر الظهير غلين جونسون لكن التعب وتألق لاعب الوسط الإيطالي اندريا بيرلو، يعني أنهم كانوا ممتنين لبلوغ ركلات الترجيح.

ورأت «ديلي تلغراف» أن لاعبي منتخب إيطاليا أصبحوا مدركين الآن للمسافة التي تفرقهم عن نخبة العالم الكروي وكتبت: «إيطاليا واندريا بيرلو بشكل خاص، كانوا متفوقين بوضوح. هذا ليس مجرد امتداد للعنة الإنجليز مع ركلات الترجيح، بل هناك مشكلة مع ثقافة كرة القدم». وكتبت «غارديان»: «سنأسف كثيرا على الانتصارين المرنين والمنضبطين والمندفعين على السويد وأوكرانيا». أما صحيفة الـ«صن» الشعبية، فسألت ساخرة: «هل هناك عشاق للتنس يريدون تذاكر؟ في إشارة إلى تحول الاهتمام إلى بطولة ويمبلدون التي انطلقت أمس».

من جهته، اعتبر مدرب منتخب إنجلترا روي هودجسون أن فريقه خرج مرفوع الرأس على الرغم من خسارته أمام إيطاليا بركلات الترجيح 2 - 4.

وقال هودجسون، الذي تسلم الإشراف على منتخب الأسود الثلاثة قبل شهر واحد من انطلاق البطولة: «لقد خسرنا بركلات الترجيح ونستطيع العودة إلى الديار مرفوعي الرأس، البلاد فخورة بنا».

وتابع: «سنحت للفريقين فرص عدة، في الوقت الإضافي لم نظهر في مستوانا، وسنحت للمنتخب الإيطالي فرص أفضل، اعتقدت أنه من الأفضل أن يسجلوا هدفا بدل الذهاب إلى ركلات الترجيح».

وأوضح: «أنا واثق من أننا سنصبح من المنتخبات القوية مستقبلا لكننا نحتاج إلى الوقت، خصوصا إذا أظهر اللاعبون التصميم ذاته خلال البطولة الحالية». واعتبر أن فريقه بذل مجهودات خارقة في البطولة بقوله: «لا أستطيع أن ألوم أحدا لقد قاموا بعمل رائع لكن في النهاية كنا منهكين».

وهي المرة السادسة التي يخرج فيها المنتخب الإنجليزي بركلات الترجيح في بطولة كبرى في سبع محاولات. وأوضح هودجسون أن فريقه خرج من البطولة من دون أن يخسر في الوقت الأصلي أو الإضافي، مشيرا إلى أن ركلات الترجيح لا تمت بصلة إلى كرة القدم، ودافع عن آشلي يانغ وآشلي كول اللذين أهدرا ركلتيهما، وقال: «لقد سجلا جميع الركلات خلال التمارين وسبق لهما النجاح في ناديهما، فقد سجل كول ركلة ترجيحية في مرمى بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا، في حين نجح يانغ في تسجيل الكثير لفريقه السابق أستون فيلا والحالي مانشستر يونايتد، لكن تسديد الركلات وسط الضغوطات مختلف تماما». في المقابل، اعتبر مهاجم إنجلترا، واين روني، بأنه من الصعب تقبل الهزيمة بهذه الطريقة، بقوله: «أمر طبيعي أن نشعر بالخيبة من الخروج خصوصا أنه حصل مرات عدة بهذه الطريقة». وتابع: «آمل أن يأتي يوم نحسم فيه ركلات الترجيح في مصلحتنا». وكان لسان حال جيرارد مماثلا بقوله: «بذل اللاعبون جهودا كبيرة، واعتقدت لوهلة أن الحظ سيقف إلى جانبنا خصوصا بعد أن تقدمنا في ركلات الترجيح، لكن هذا الأمر لم يحصل».

وتابع: «قام الشباب بعمل رائع ونعود إلى البلاد مرفوعي الرأس لكن قلوبنا محطمة، ومن الصعب تقبل هذا الأمر. لم يكن الرأي العام الإنجليزي يتوقع الكثير منا في هذه البطولة لكننا أثبتنا أننا فريق قوي». وعلى الرغم من آلام الهزيمة، توقع واين روني مستقبلا مشرقا لمنتخب بلاده، وقال مهاجم مانشستر يونايتد: «بالتأكيد نشعر جميعنا بخيبة أمل، ولكنه أمر وارد ويجب أن تظل رؤوسنا مرفوعة». وسجل روني، الذي غاب عن أول مباراتين للمنتخب الإنجليزي في البطولة الأوروبية بسبب الإيقاف، من ضربة الجزاء الترجيحية الثانية للفريق، قبل أن تضيع ضربتا آشلي يانغ الذي تصدت العارضة لكرته، وآشلي كول الذي تصدى الحارس بوفون لكرته.

وقال روني: «أظهرنا أننا منتخب جيد. إننا فريق منظم بشكل جيد وهذا شيء جيد للمستقبل. لدينا كثير من اللاعبين الشبان، وبالتأكيد سيستفيدون من هذه التجربة، إننا جميعا نشعر بالإثارة إزاء المستقبل». ولم يستطع روني مساعدة المنتخب الإنجليزي بالشكل الكافي في الحفاظ على الكرة في المباراة أمام المنتخب الإيطالي، واعترف بأن المنافس كان الأكثر استحواذا على مجريات اللعب. وقال روني: «كانت نسبة استحواذهم أكبر وخلقوا فرصا أكبر، ولكن لم تسنح أمامهم الكثير من فرص التهديف الحقيقية، باستثناء فرصة أتيحت أمام (ماريو) بالوتيللي في الشوط الأول، ولكننا دافعنا بشكل جيد وتمنينا أن تسنح لنا الفرصة. وللأسف استمرت المنافسة لضربات الجزاء الترجيحية التي يحتمل فيها كل شيء». وقال المدافع غلين جونسون أيضا إن المنتخب الإنجليزي يمكنه النظر إلى الأمام بمشاعر إيجابية، بعدما حافظ على سجله خاليا من الهزائم في مباريات البطولة الأوروبية قبل أن يخرج بضربات الجزاء الترجيحية.

وأضاف: «نعتقد أنها كانت بطولة إيجابية بالنسبة لنا، والأمور تبدو إيجابية فيما يتعلق بمستقبلنا.. بالطبع كان شيئا مخيبا للآمال أن نخرج من هذه المرحلة بالبطولة، ولكن هذه هي كرة القدم. وعندما تستمر المنافسة لضربات الجزاء الترجيحية، يصبح كل شيء واردا. ولكن المستقبل يبدو مشرقا». وأكد ثيو والكوت لاعب آرسنال، الذي شارك في المباراة من مقعد البدلاء في الشوط الثاني، ثقته في قدرة يانغ وكول على التخلص سريعا من صدمة الخسارة بضربات الترجيح. وقال والكوت: «آشلي يانغ وآشلي كول لاعبان يتمتعان بالقوة الكافية لاستعادة التوازن، إنهما اثنان من اللاعبين الأكثر خبرة في المنتخب، وسيستعيدان توازنهما بشكل جيد مقارنة بلاعبين آخرين. لا أشعر بالقلق إزاء ذلك على الإطلاق». وأوضح: «يجب أن نتطلع إلى المستقبل. سيكون المستقبل مشرقا، وأنا واثق من ذلك».