ركلات «الحظ» الترجيحية تبتسم للطليان وتواصل عنادها للإنجليز

برانديللي يتعهد بتقديم الأزوري لكرة حقيقية أمام الألمان في نصف نهائي «يورو 2012»

TT

أقر مدرب إيطاليا بأن الحظ وقف إلى جانب فريقه للتغلب على إنجلترا بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس أوروبا المقامة في بولندا وأوكرانيا، ووعد بتقديم كرة قدم حقيقية أمام ألمانيا في نصف النهائي.

وسجل البديل أليساندرو ديامانتي ركلة الفوز (4 - 2) بعد تعادل المنتخبين صفر - صفر في الوقتين الأصلي والإضافي، بعد إهدار أشلي يانغ وأشلي كول ركلتين لإنجلترا وريكاردو مونتوليفو لإيطاليا.

ولم يخالف برانديللي رأي روي هودجسون مدرب إنجلترا بأن ركلات الترجيح لعبة حظ، وقال: «أوافق روي هودجسون تماما، ركلات الترجيح فيها 80% من الحظ. من الواضح أن بعض اللاعبين الحاسمين يهدرون أقل لأنهم يملكون الهدوء اللازم والتركيز، وهم معتادون على هذا النوع من الضغط».

لكن الإحصاءات كانت في مصلحة الأزوري، إذ امتلك 64% من الكرة، وسدد 35 مرة على المرمى مقابل 9 فقط لإنجلترا في 120 دقيقة.

ولم يفاجأ برانديللي من سيطرة فريقه على المباراة، وقال: «لم أفاجأ، أدركت أنه يمكننا فرض أسلوبنا. تخوفنا الوحيد كان في عدم تلقي هجمات مرتدة كثيرة، لكننا قمنا بعمل جيد في إيقافها قبل أن تنطلق».

وتابع برانديللي: «حاولنا اللعب على مراحل، أولا من خلال جرّهم، لكننا لم ننجح، فحاولنا الاختراق بسرعة كبيرة». ودافع برانديللي عن هجوم فريقه الذي أصاب المرمى 20 مرة من أصل 35 محاولة، لكنه لم يهز الشباك في 120 دقيقة، وقال: «كل المهاجمين قاموا بعمل جيد، لأنه كان صعبا للغاية خلق الفرص... لم نلعب بقلب وتصميم وقتالية فقط، بل بذكاء. الفريق يجب أن يمتلك الأفكار أيضا، خلقنا مثلثات وأظهرنا رغبة في اللعب، وهذا ما قمنا به خلال المباراة».

وأوضح برانديللي أن مباراة إيطاليا أمام إنجلترا هي «مباراة عملنا من أجلها طيلة عامين.. كنت أعلم أننا بمقدورنا السيطرة على المباراة».

وأشار إلى أن الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو اتصل بالفريق في غرفة تغيير الملابس بعد دقائق معدودة من انتهاء ضربات الجزاء الدرامية أمام إنجلترا.

واختص برانديللي حارس مرمى إيطاليا جانلويجي بوفون وصانع الألعاب أندريا بيرلو، الفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة، بقدر كبير من الإشادة.

وعندما سئل عن شعوره عندما أضاع لاعب الوسط ريكاردو مونتوليفو ضربة جزائه ليمنح الإنجليز فرصة مؤقتة للفوز قال برانديللي: «عندما أضاع ضربة الجزاء قلت في نفسي: يا للأسف، لقد قدم مباراة رائعة. وشعرت بحزن شديد لأنه كان من أفضل لاعبينا الليلة».

وعن نصف النهائي، قال برانديللي إنه متخوف من خوض فريقه المباراة بلياقة كاملة، إذ يعاني دانيلي دي روسي وايغنازيو اباتي من إصابات عضلية، في حين غاب قلب الدفاع جورجيو كيليني عن مباراة إنجلترا لإصابة في فخذه، على غرار لاعب الوسط تياغو موتا، ورغم ذلك قال: «نحن راضون تماما، لكن علينا استعادة اللاعبين المصابين، بالإضافة إلى قوة طاقتنا».

وتابع مدرب فيورنتينا السابق: «ألمانيا هي المرشحة بالطبع، خصوصا أنهم حصلوا على يومي راحة إضافيين. لكن إذا أظهرنا السلوك عينه ورغبة اللعب نتوقع خوض مباراة كبرى».

أما حارس المرمى والقائد جانلويجي بوفون فقال عن ركلات الترجيح: «نعم، كنت خائفا لأنه عندما تبدأ بلعبة الحظ يمكنك أن تخسر أو تربح... مع ذلك أعتقد أننا نستحق التأهل إلى نصف النهائي لأنه بعد 120 دقيقة كنا الطرف الأفضل. لعبنا بحيوية مثل الفرق الكبرى».

وقلل بوفون من أهمية الراحة الإضافية التي حصلت عليها ألمانيا، قائلا: «سنلعب الخميس، ونحن نملك الطاقة نتيجة الفوز، ولا يهم إذا حصلنا على يوم راحة أقل. الألمان اعتادوا على البطولات الكبرى لسنوات طويلة. بلغوا نهائي النسخة الأخيرة، لذا هم مرشحون إلى جانب إسبانيا».

وعن المباراة فقد استحق المنتخب الإيطالي بلوغه دور الأربعة للمرة الأولى منذ وصوله إلى نهائي نسخة 2000 وخسارته أمام فرنسا 2 - 1 بالهدف الذهبي، لأنه هيمن على اللقاء بشكل تام وأهدر فرصا كثيرة، بينما اعتمد الإنجليز على السلاح الإيطالي في مواجهة رجال المدرب برانديللي، إذ اكتفوا بالدفاع على أمل الاستفادة من إحدى الهجمات المرتدة النادرة أو ركلات الترجيحـ لكن الحظ أنصف الأزوري في النهاية ليضرب موعدا مع غريمه الألماني الخميس المقبل في مباراة ثأرية للأخير، كونها الأولى بينهما في بطولة رسمية منذ خروجه على يد رجال مارتشيلو ليبي في نصف نهائي مونديال 2006 (صفر - 2 بعد وقت إضافي).

وفي المقابل تواصلت عقدة الإنجليز وخيباتهم وفشلوا في بلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ نسخة 1996 حين خرجوا أمام جماهيرهم على يد الألمان بركلات الترجيح التي أصبحت شبحا يطاردهم، إذ ودعوا بطولتهم السادسة في آخر 22 عاما عبر ركلات الحظ، بعد مونديال إيطاليا 1990 حين خرجوا عبرها من نصف النهائي على يد الألمان أيضا الذين أطاحوا بهم من الدور ذاته في كأس أوروبا 1996 ثم خرجوا بها من ثمن نهائي مونديال 1998 على يد الأرجنتين، ومن الدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2004 ولمونديال 2006 على يد المنتخب البرتغالي في المناسبتين.

وبدأ مدرب إيطاليا برانديللي، وكما كان متوقعا، بثلاثة تعديلات، حيث اضطر إلى إشراك ليوناردو بونوتشي في قلب الدفاع بسبب إصابة زميله في يوفنتوس جورجيو كيليني أمام آيرلندا في الجولة الأخيرة من الدور الأول (2 - صفر)، ولاعب وسط ميلان الجديد ريكاردو مونتوليفو بدلا من تياغو سيلفا الذي يعاني بدوره من الإصابة، والمهاجم ماريو بالوتيللي بدلا من أنطونيو دي ناتالي كونه يعرف الكرة الإنجليزية جيدا لأنه يلعب في مانشستر سيتي وتوج معه بلقب الدوري الممتاز.

وتواجه بالوتيللي مع زميله في سيتي المدافع جوليون ليسكوت ولاعب الوسط جيمس ميلنر والحارس جو هارت الذين شاركوا أساسيين كما حال جميع اللاعبين الذين خاضوا اللقاء الأخير في الدور الأول أمام أوكرانيا (1 - صفر) وعلى رأسهم واين روني الذي لعب في المقدمة إلى جانب داني ويلبيك.

وبدأ الأزوري اللقاء ضاغطا، وكان قريبا من افتتاح التسجيل منذ الدقيقة الثالثة بكرة صاروخية أطلقها دي روسي من خارج المنطقة، لكن الحظ عانده بعدما ارتدت محاولته من القائم الأيمن لمرمى جو هارت.

وجاء الرد الإنجليزي سريعا، إذ كاد رجال المدرب أن يفتتحوا التسجيل في الدقيقة الخامسة عبر غلين جونسون الذي وصلته الكرة بعد عرضية من ميلنر على بعد مترين من المرمى، لكن الحارس جانلويجي بوفون أنقذ الموقف ببراعة.

وفرض الإنجليز بعدها أفضليتهم على أبطال 1968 وحاصروهم في منطقتهم دون أي تهديد فعلي لمرمى بوفون حتى الدقيقة الـ14 عندما لعب جونسون كرة طولية لروني الذي طار لها ولعبها برأسه فوق العارضة، ثم تحول الخطر إلى الجهة المقابلة بفضل تمريرات بيرلو الرائعة، ومن إحداها كاد بالوتيللي أن يسجل لكن جون تيري تدخل وقطع الطريق عليه في الدقيقة الـ25، قبل أن يعود ويسدد في يد الحارس هارت في الدقيقة الـ32. وأتبعه كاسانو بتسديدة من خارج المنطقة مرت قريبة من القائم الأيمن. وواصل الإيطاليون أفضليتهم وحصلوا على فرصة أخرى عبر كاسانو أيضا بعد أن سدد كرة صاروخية من خارج المنطقة تدخل لها هارت بصعوبة في الدقيقة الـ38، وبقي مسلسل الفرص الإيطالية متواصلا إلى أن أطلق الحكم البرتغالي بدرو بروينكا صافرة انتهاء الشوط.

وبقي الوضع على ما هو عليه في الشوط الثاني بمحاولات هجومية إيطالية وتكتل دفاعي إنجليزي، وضاعت من دي روسي ومونتوليفو فرصتان في أول 8 دقائق. وسنحت لبالوتيللي فرصة أخرى من تسديدة أكروباتية خلفية لكن علت العارضة في الدقيقة الـ60. ولجأ بعدها هودجسون إلى الثنائي اندي كارول وتيو والكوت بدلا من داني ويلبيك وميلنر سعيا لتعزيز الناحية الهجومية الغائبة، وكادت استراتيجيته أن تثمر عندما لعب والكوت كرة عرضية لكارول فوصلت إلى أشلي يانغ الذي سددها قوية، لكنها تحولت من الدفاع إلى ركنية في الدقيقة الـ64.

وبقيت الأفضلية إيطالية دون فرص حتى الدقيقة الـ81 عندما سدد بديل كاسانو أليساندرو ديامانتي من خارج المنطقة لكن هارت كان له بالمرصاد. ورد الإنجليزي بفرصة لروني بتسديدة خلفية أكروباتية بعد تمريرة رأسية من كارول، لكن محاولة هداف مانشستر يونايتد علت العارضة في الدقيقة الأخيرة. واحتكم بعدها الطرفان إلى الوقت الإضافي، حيث واصل رجال برانديللي أفضليتهم وتهديدهم للمرمى الإنجليزي لكن دون أن تتغير النتيجة، ليتم الاحتكام إلى ركلات الحظ التي ابتسمت للإيطاليين رغم أنهم كانوا أول من يفشل في التسديد بالشباك عبر مونتوليفو، لكن يانغ سدد الركلة الإنجليزية الثالثة في العارضة ثم صد بوفون الركلة الرابعة التي نفذها أشلي كول، بينما كان ديامانتي صاحب ركلة التأهل لإيطاليا.