الآزوري يحبس أنفاس جماهيره ويصعد إلى نصف نهائي أمم أوروبا

أقصى إنجلترا بركلات الترجيح ويصطدم بالماكينات الألمانية يوم الخميس

TT

تأهل المنتخب الإيطالي يوم أول من أمس الأحد إلى نصف نهائي بطولة أمم أوروبا المقامة حاليا ببولندا وأوكرانيا، وذلك بعدما تغلب على منتخب إنجلترا بركلات الترجيح (4 - 2)، حيث انتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل السلبي. وسجل للآزوري بالوتيللي، وبيرلو، ونوتشيرينو وديامانتي، بينما أهدر مونتوليفو فقط، في حين على الجانب الآخر سجل لمنتخب الأسود الثلاثة جيرارد وروني، بينما اصطدمت تسديدة يونغ بالعارضة وتصدى بوفون لركلة كول. وبهذه النتيجة، يواجه المنتخب الإيطالي الماكينات الألمانية في نصف نهائي اليورو، بعدما فاز الأخير على نظيرة اليوناني بأربعة أهداف مقابل هدفين الجمعة الماضي.

لم يكن ممكنا أن يتكرر ما حدث منذ أربعة أعوام، حيث ركلات الجزاء الترجيحية في دور ربع النهائي وتوديع الآزوري للبطولة على يد الماتادور. ليس المنتخب الإسباني وإنما الإنجليزي، وكل ما خلا ذلك هو ذاته بصورة لعينة. وفور انتهاء المباراة صرح المدرب تشيزاري برانديللي بقوة من يعلم أنه على حق: «كان لا بد أن تسير الأمور هكذا، لأننا لعبنا مباراة كبيرة واستحققنا الفوز مبكرا. اللاعبون ليسوا بارعين، بل أكثر، جميعهم، وخاصة بسبب الروح. لعبنا جيدا لكننا كنا استثنائيين، وخاصة في عدم جعلهم يقومون بارتدادات عكسية عن طريق التغطية الرائعة، فقد كانوا يبحثون عن الكرات الطويلة، ولم نجعلهم يلعبوها، بعدها تحلينا بالصبر المناسب، والروح والشخصية وأفكار اللعب غير العادية. وفي واقع الأمر، أتيحت لنا فرص كبيرة للتهديف، وبعدها في ركلات الترجيح - كما هو معلوم - يتطلب الأمر بعضا من الحظ وقد كنا هادئين للغاية. هل نخرج منهكين من هذه المباراة التي امتدت 120 دقيقة؟ ألمانيا هي المرشح الأول للقب بلا منازع، لكن الآن دعونا نستمتع بهذه العشر دقائق وبعدها سنفكر فيها أيضا».

بدا كما لو كان المدير الفني للمنتخب الإيطالي قد استشعر كل شيء، وقبلها بكثير. فقد صرح صباح يوم المباراة لقناة «راي سبورت» بكلمات كان لها أن تبدو نوعا من الوصية المبكرة التي كتبها من لم يفز بشيء، لكن إدراكه هادئ، فلم يكن الأمر مجرد توقع، حيث قال: «إنني على قناعة أن المنتخب الإيطالي إلى الآن قد قدم شيئا أكثر من المناسب، والآن نأمل أن يأتي شيء ما غاية في الجمال».

وقد جاء، وربما كان برانديللي يعلمه بالفعل، لأن النبرة كانت مطمئنة، ولم يعد الوجه يحمل ملامح توتر الأيام التي سبقت مباراة آيرلندا، فبرانديللي الذي رأيناه قبل لقاء إسبانيا الافتتاحي، حينما وصل إلى المؤتمر الصحافي عشية المباراة واعترف بأنه قام بقيلولة في العصر، رأيناه مجددا مطمئنا أول من أمس، وقال: «نمت جيدا، فلا أشعر بأي ضغط، وأنا مطمئن للغاية».

إنه اطمئنان من هو قوي بالقدر الكافي للتغلب على خطر الندم أيضا، فالعيوب هي ذاتها، التي تكررت في ليال أخرى، ونفس أخطاء لقاء إيطاليا - كرواتيا، المباراة التي كانت لتحطم كل شيء قبل ميلاده. ذلك الفريق الذي يتخبط في اللحظة الأخيرة، في آخر الملعب، ويفقد ما جمعه، ويهدر ما حصل عليه. واتسم فريق برانديللي حينها بالقليل من الشراسة والحسم والدقة وأيضا القليل من الحظ، مرة، واثنين وثلاثة وأربع مرات وهكذا غير ممكن حينما يتم اختيار لعب الكرة وليس مشاهدة الآخرين، ولعب كرة القدم أفضل من الآخرين، لأن الوضع مساء أول من أمس كان هكذا، أمام الإنجليز، وكان يستطيع تشكيل خطر أكبر. ولا يمكن هذا الاستمرار هكذا، لأن هناك خطر الندم وتلقي صدمة في المستقبل.

على الجانب الآخر، كان الصحافيون الإنجليز محقين والذين توقعوا من اللحظة الأولى أن تنتهي هذه المباراة بركلات الترجيح، ووجهوا انتقادا شديدا للمدرب هودغسون والحارس هارت، ونفضوا الغبار مجددا عن كتب التاريخ لتلخيص السوابق الطيبة والسيئة لركلات الترجيح، واستعادوا تحديدا ركلة الجزاء التي سددها حارسهم في أمم أوروبا تحت 21 عاما في عام 2009. واستعد هارت لذلك، ومساء السبت الماضي، قبل النوم، أعاد مشاهدة الأسطوانات الخاصة بالآزوري لاكتشاف نقاط ضعف المنافس. وقد سار كل شيء بحسب التوقعات، ما عدا تفصيلة واحدة، فقد فازت إيطاليا.

إنها لعنة ركلات الترجيح بالنسبة للإنجليز، فقد لعبوا مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في مونديال 1990 أمام إيطاليا وفي نصف نهائي أمم أوروبا عام 1996. وخرجوا من ربع النهائي في مونديال آخر، ألمانيا 2006. وهذه المرة كانوا على قناعة بالفعل بتجاوز هذه العقدة. بينما كان المدرب روي هودغسون أمينا والذي يدعو لحل مختلف، حيث صرح عقب المباراة: «الخسارة هكذا تسبب ألما، لكن بالطبع إيطاليا لعبت أفضل. واستشعرنا الإجهاد في الشوط الثاني. كنت آمل أن ننجح في تحويل تلك الفرص القليلة التي سنخلقها لأهداف. لا يمكنني أن ألوم الفريق على شيء، فقد كافح حتى النهاية. بصراحة، حينما أهدر مونتوليفو ركلة الترجيح توهمت أني سأفعلها، لكن شيئا ما غاب من حيث التركيز. وركلة بيرلو كانت علامة لإيطاليا».