ميسي.. الغائب الحاضر في صفوف المنتخب الإسباني

فابريغاس يقوم بدور الأرجنتيني في «الماتادور» ويرفض مقارنته به

TT

ثمانية أهداف في أربع مباريات، ولا تزال إسبانيا تبحث عن قدرها الكروي ورغبتها بتحقيق ثالث بطولة كبرى بعد كأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010. صحيح أن إسبانيا سجلت نصف أهدافها في مباراة آيرلندا في الدور الأول لكنها بلغت نصف نهائي كأس أوروبا 2012 بعد بداية بطيئة أمام إيطاليا وكرواتيا، قبل أن تعود ماكينة المدرب فيسنتي دل بوسكي للدوران على نكهة الكافيار الكروي.

دخل الإسبان في الجد بعد الانتقادات الموجهة لدل بوسكي لعدم اعتماده مهاجما صريحا، وبات يملك سمعة المنتخب الذي يرتفع إلى مستوى التوقعات عندما يحين الوقت في المباريات الإقصائية، وهذا ما أثبته في مباراة فرنسا الأخيرة في ربع النهائي. يتقاسم الإسبان فلسفة نادي برشلونة، على رغم أن الفارق الأساسي في هذا التشبيه هو غياب الأرجنتيني ليونيل ميسي عن تشكيلة دل بوسكي التي ستواجه اليوم (الأربعاء) البرتغال في نصف النهائي.

حاول دل بوسكي، على غرار برشلونة، الزج بلاعب رقم 9 «خاطئ» من خلال سيسك فابريغاس، لكن الفارق أن ميسي هو من يشغل هذا المنصب الأساس في الفريق الكتالوني. سجل فابريغاس هدفين حتى الان، لكن في برشلونة يمكنه ترك ميسي ليلعب دورا أكثر حرية، إذ يملك الفريق الكتالوني أفضلية اللجوء إلى خدمات اللاعبين عندما يكون بحاجة للوصول إلى المرمى. يعتبر دل بوسكي أنه إذا كانت إسبانيا تنظر إلى صورة لاعب مثل ميسي، لن يكون هذا اللاعب فابريغاس الذي يرفض بدوره المقارنة.

وقال فابريغاس: «لم أقارن نفسي يوما بميسي، وسيكون الأمر سخيفا. العب في المكان الذي يختاره المدرب وهذا كل ما في الأمر. أعتقد أنه لا يجدر بنا التحدث عن ميسي لأنه ليس هنا في الدرجة الأولى، ولأنه لاعب مختلف جدا عني». واعتبر أن زميله في برشلونة «أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم». لكن فابريغاس أبدى سروره بالدور الأوسع الذي منحه إياه المدرب دل بوسكي وتحركه على الأطراف، وخصوصا في حال عدم مشاركة المهاجم توريس أو أي رأس حربة آخر». وقال: «أنا مسرور للعب هكذا، وأتمتع بحرية الحركة. لكن رغم ذلك مقارنتي بميسي غير ممكنة. كل من ميسي وفابريغاس أمر مختلف عن الآخر. أتمنى ألا يتوقع مني أحد أن أتجاوز خمسة لاعبين وأسجل».

دل بوسكي بدوره قال سابقا: «ديفيد سيلفا هو ميسي إسبانيا» على الرغم من أنه لم يعتمد بعد على نجم مانشستر سيتي الإنجليزي ليلعب دورا مماثلا. في برشلونة، استخدم المدرب جوسيب غوارديولا فابريغاس بنجاح لفترة في هذا المركز في بداية الموسم الماضي، لكنه أعاده إلى المركز الرئيسي عندما بدأ ميسي برحلته التهديفية التي وصلت إلى خمسين في الدوري. يرى دل بوسكي في فابريغاس نقطة الارتكاز في خط وسطه الذي يعج بالنجوم، سوء أكان من الناحية الهجومية أو الدفاعية. أما تشابي ألونسو لاعب الوسط الأكثر عمقا والذي سجل هدفي الفوز ضد فرنسا، فرأى أن هذه القضية ليست مثار جدل في معسكر الفريق: «لم يحصل أي نقاش داخلي. نحن واثقون ومتأكدون من طريقة لعبنا. هكذا وصلنا إلى هذه المرتبة وسنتابع على هذا النسق».