الجيل الذهبي للألمان يسلم الراية للنجوم الشباب

كلوزه أكبر اللاعبين سنا في تشكيلة المنتخب الإيطالي

TT

يعد نجم الهجوم المخضرم ميروسلاف كلوزه اللاعب الأكبر سنا بين صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم حاليا وهو يدرك تماما الفجوة التي يشهدها الفريق المنافس حاليا في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) حيث إن عمره يزيد على عمر زميله ماريو جوتزه بنحو 14 عاما. ويعد جميع عناصر المنتخب الألماني الحالي الذي يدربه المدير الفني يواخيم لوف، باستثناء كلوزه -34 عاما- مهاجم لاتسيو الإيطالي، وحارس المرمى تيم فايسه، ثمار البرنامج المنهجي واسع النطاق للشباب الذي بدأ منذ إخفاق ألمانيا في كأس الأمم الأوروبية لعام 2000.

وبدأت ألمانيا قبل أعوام قليلة في جني ثمار هذا التطور في العمل، حيث توجت خلال عامي 2008 و2009 بثلاثة ألقاب أوروبية لفئات المراحل السنية. وانضمت عناصر شابة كثيرة إلى المنتخب الأول الذي قدم عروضا مبهرة في يورو 2012، رغم أن متوسط أعمار لاعبي الفريق يعد الأقل مقارنة ببقية المنتخبات المشاركة في البطولة الأوروبية المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا. ويضم التشكيل الأساسي للمنتخب الألماني في مباراته المقررة اليوم أمام نظيره الإيطالي في الدور قبل النهائي ليورو 2012، عددا من لاعبي المنتخب الذي توج بلقب بطولة كأس أوروبا للشباب (تحت 21 عاما) في عام 2009. وبينهم سامي خضيرة ومسعود أوزيل لاعبا ريال مدريد الإسباني وماتس هاميلز مدافع بوروسيا دورتموند ومانويل نيوير حارس مرمى بايرن ميونيخ.

وقال لوف «لست مندهشا.. يمكن للمرء أن يرى الآن عدد اللاعبين الذين يتمتعون بكفاءات عالية. نعتزم ضم المزيد والمزيد من اللاعبين الشبان. إنه أمر جيد أن يشكل هؤلاء ضغطا (على اللاعبين الأكبر سنا)». كانت بطولة يورو 2000 شهدت إخفاقا نادرا للمنتخب الألماني الذي كان يضم الكثير من اللاعبين الكبار، وهو ما جعل اكتشاف المواهب الجديدة وتطويرها على رأس أولويات الاتحاد الألماني للعبة.

ولكن كلوزه، صاحب ثاني أكبر عدد من المشاركات مع المنتخب الألماني بعد لوثر ماتيوس، يعد أبرز مثال على أن هذا النهج لم يعد متبعا.

كان كلوزه جاء إلى ألمانيا قادما من بولندا برفقة عائلته عندما كان في الثامنة، ولعب لفريق محلي مغمور وهو بلاوباخ - ديدلكوبف ثم تعاقد معه نادي هومبورغ، الذي كان يتنافس في دوري الدرجة الأولى (بوندسليغا)، وذلك عندما كان عمره 20 عاما. وبدأ كلوزه مشواره في الدوري الألماني وهو في الثانية والعشرين من عمره، وذلك ضمن صفوف فريق كايزر سلاوترن. والآن ينتهج المنتخب الألماني نظام الاعتراف بالمواهب وتقديم كل شيء من أجل تطويرها.

كان البرنامج تطور بشكل أكبر عندما عين ماتياس سامر في منصب المدير الرياضي للمنتخب في عام 2005، وقد بدأ تحقيق نتائج جيدة على المستوى الدولي بعد كأس العالم 2006 بألمانيا. وتوجت ألمانيا بلقب بطولة أوروبا للشباب (تحت 19 عاما) في عام 2008 ثم أحرزت لقب بطولة أوروبا للناشئين (تحت 17 عاما) ولقب بطولة أوروبا للشباب (تحت 21 عاما) في العام التالي. وقبلها، أخفقت ألمانيا في التتويج بأي لقب في البطولات الأوروبية لفئات المراحل السنية طوال 16 عاما.

وقال سامر في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية العام الماضي «لا بديل عن الأفكار التي ظهرت في عام 2000. وفي الوقت الحالي، تشهد 366 قاعدة تدريبية تابعة للاتحاد الألماني لكرة القدم تدريب ما يقرب من 15 ألف موهبة ما بين الناشئين تحت 12 عاما وحتى الناشئين تحت 15 عاما، ويجرى تسجيل البيانات المتعلقة بالأداء لرصد التطور في المستوى. وجرى إلزام جميع أندية الدرجة الأولى، منذ عام 2001. وجميع أندية الدرجة الثانية أيضا منذ عام 2002. بتأسيس ما يسمى بـ«مراكز الأداء» كشرط أساسي للحصول على تراخيص اللعب.