يعطي السيناريو الحالي انطباعا بأن الفرنسي لاسانا ديارا قد يكون هو صفقة الدقيقة الأخيرة للميلان في سوق الانتقالات الصيفية الحالية. ولا توجد أي مشكلة بالنسبة للميلان إذا سارت الأمور على هذا النحو. فالصبر يعتبر فنا لا سيما عندما يسمح لصاحبه أن يوفر الكثير من الأموال. والشيء المؤكد الوحيد حتى الآن في هذه الصفقة هو أن الإعلان عن بقاء فلاميني مع الميلان في الموسم المقبل لم يغلق الأبواب أمام انضمام اللاعب الفرنسي للنادي الإيطالي مثلما يظن البعض. وما زال الميلان يبدي اهتماما بهذه صفقة، خصوصا أن ديارا يستطيع اللعب في خط الدفاع وفي خط الوسط.
خط الوسط: وقد حاول غالياني، نائب رئيس الميلان صرف الأنظار عن هذه الصفقة عندما أكد أن لاعبي خط الوسط الموجودين حاليا في الفريق يكفون للغاية. وجعل غالياني من المسألة أمرا يتعلق بالعدد وليس فقط بالجانب الفني حيث يوجد 10 لاعبي خط وسط في تشكيلة الميلان. لكن الغريب هو أن عدد لاعبي خط الوسط، باستثناء فالوتي الذي لم يشارك قط مع الفريق، وصل إلى 12 لاعبا في الموسم الماضي. وقد رحل بالفعل 5 من هؤلاء اللاعبين عن الميلان وهم غاتوزو وسيدورف وفان بوميل وميركيل وأكويلاني الذي لم يضعه النادي في حساباته بعد أن استدعاه نادي ليفربول لمعسكره الذي يبدأ في التاسع من يوليو (تموز) المقبل، وبالتالي يصبح عدد لاعبي خط وسط الميلان 7 ينضم إليهم الوافدون الـ3 الجدد «مونتوليفو، وتراوري، وكونستانت» ليكتمل بهم خط الوسط. ويعني ذلك أن عناصر هذا الخط ستقل عن الموسم الماضي بعنصرين اثنين، بالإضافة إلى غياب مونتاري حتى شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي للإصابة. ولهذا السبب يبقي نادي الميلان على صفقة ديارا مفتوحة حتى نهاية سوق الانتقالات.
العقبة: وأكد إرينسيتو برانزيتي وكيل اللاعبين المعتمد لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في تصريحات لموقع «Spaziomilan.it» أن صفقة انتقال ديارا للميلان ما زالت ممكنة: «إن انضمام ديارا للميلان أمر قابل للتنفيذ. ويقضي اللاعب الآن فترة الإجازة وعندما يعود أعتقد أن الصفقة ستشهد تحركات جديدة. لقد تبادلت الآراء مع غالياني بشأن ديارا وهو لا شك من الأسماء الهامة بالنسبة للميلان». لكن العقبة الكبرى أمام تنفيذ هذه الصفقة تكمن دون شك في راتب اللاعب المرتفع. فهو يتقاضى في ريال مدريد 4.5 مليون يورو كراتب سنوي (ويبدو أن نادي سبارتاك موسكو الروسي قد عرض عليه نفس المبلغ)، وهو رقم لا ينوي الميلان من الأصل التفكير في دفعه. لكن صفقات الدقيقة الأخيرة علمتنا أن سوق الانتقالات يزخر دائما بالمفاجآت الجميلة.
الجانب الأيسر: وفي سياق متصل بسوق الانتقالات تحدث مينو رايولا وكيل أعمال إبراهيموفيتش عن اللاعب لقناة «سبورت ميدياسيت» قبل أيام: «إن إبراهيموفيتش اليوم لاعب في الميلان. وإذا أردتم أن تعرفوا مستقبله فينبغي أن تسألوا غالياني وبرلسكوني. فهما اللذان يجب أن يؤكدا بقاءه مع النادي». ولا شك أن هذه التصريحات تثير القلق وتحمل الكثير من الانتقاد لنادي الميلان. لكن هذا لا ينطبق على نادي باليرمو في ما يخص علاقته بلاعبه بالزاريتي. فقد أوضح بيرينتي المدير العام للنادي بشأن اللاعب: «إننا نرغب في الاحتفاظ به وسنبذل قصارى جهدنا من أجل إقناعه لأننا نعتبره أحد الأعمدة الرئيسية التي يبدأ منها تكوين الفريق». ويعتبر بالزاريتي لاعب منتخب إيطاليا أحد أهم أهداف نادي الميلان في سوق الانتقالات لكن انضمامه للنادي يرتبط بصفقات بيع محتملة في صفوف الفريق نظرا لوجود 4 مدافعين في الجانب الأيسر في الوقت الحالي وهم أنطونيني ومصباح وتايو وديداك فيدال. ومن أجل ضم بالزاريتي يجب أن يرحل اثنان من هؤلاء.
إنزاغي: يعتبر فليبو إنزاغي حائرا بين قرار اعتزال كرة القدم وقبول مهنة تدريب براعم الميلان التي عرضها غالياني، نائب رئيس الميلان، أو اللعب لموسم آخر. ولا يعد سرا أن إنزاغي لديه رغبة جنونية في اللعب. ويأتي الخبر الجديد من البرازيل، حيث تلقى إنزاغي اتصالا هاتفيا من نادي فاسكو دا غاما، مباشرة من الرئيس روبرتو ديناميتي. وعلى الأرجح سيكون هذا السيناريو الأكثر احتمالية. وقد تقدمت إليه عروضا أخرى من خارج إيطاليا؛ من الصين ومن نادي غلطة سراي التركي (الذي سيشارك في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل). ولكن هناك أندية إيطالية أخرى تسعى للاستفادة من خدمات اللاعب (مثل بارما وبولونيا وسيينا)، ومن ضمنها ناد يروق إلى فليبو كثيرا، وهو أتلانتا، حيث ستكون عودة عزيزة عليه (في ظل علاقاته الممتازة مع الرئيس بيركاسي ومدير عام النادي مارينو)، مع النادي الذي فاز بقميصه بلقب أفضل الهدافين في عام 1997. وفي مشهد الآزوري سيكون أتلانتا هو النادي الوحيد الذي سيذكره الجميع بأداء إنزاغي الاستثنائي.
نيستا: ومن جهة أخرى يمكن لأليساندرو نيستا التفكير في الانتقال إلى كندا، على وجه التحديد إلى مدينة مونتريال، حيث يوجد نادي مونتريال إيمباكت. ولم يكن على سبيل المصادفة أن يقترب النادي ذاته من ديل بييرو وسيدورف. ولكن بشكل خاص هو الفريق الذي يلعب فيه دي فايو، صديق نيستا وزميله في الفريق حينما كانا يلعبان في صفوف لاتسيو معا. ولقد واصل أليساندرو نيستا إجازته منتقلا من الولايات المتحدة الأميركية إلى كندا لملاقاته، ولم يؤكد النادي أي مفاوضات أو وضعه في الاعتبار، ولكن لعل نيستا «يدرس» البيئة من أجل معرفة ما إذا كان هناك هوامش لانتقاله. ذلك في هوامش قد تغيب عنها العودة المحتملة إلى نادي الميلان، حيث حاول غالياني إقناعه، ولكن المدافع الإيطالي ليس من النوع الذي يتراجع عن قراراته.
كلارنس: وبعد المشاركة في تدريبات فريق لوس أنجليس غالاكسي منذ بضعة أيام مضت، أكدت إدارة النادي وجود الهولندي كلارنس سيدورف، ولكن فقط بصفته ضيفا على تدريبات الركض، بينما يقضي لاعب وسط الميلان السابق إجازته في ولاية لوس أنجليس الأميركية.
إذن، تتصرف إدارة النادي بحذر شديد. كما رفض المدرب بروتشي أرينا القيام بإجراء مقابلة صحافية حول هذا الأمر. وعلى أي حال لن يكون الراتب الذي قد يعرضه نادي غالاكسي على الهولندي مجزيا، حيث إن أندية الدوري الأميركي لديها حد أقصى للمرتبات تبلغ مليوني يورو و300 ألف لكل عناصر الفريق، مع إمكانية تعيين 3 لاعبين فقط من دون سقف لرواتبهم (في ما يسمى بـ«قانون بيكام»). ولكن نادي غالاكسي قد استنفذ بالفعل الـ3 بطاقات الاستثنائية بتعيين بيكام ولاندون دونوفان والآيرلندي روبي كين.
إذن في حال ما إذا استقر الهولندي على الانتقال للنادي الأميركي سيكون ذلك بناء على تفضيله بيئة العمل وليس من أجل الناحية المادية. وقد صرح وكيل أعمال اللاعب الهولندي ديبوراه مارتين لصحيفة «لانسنت» قائلا: «كلارنس على وشك أن يتخذ قراراه، على أبعد تقدير يوم الاثنين. وماذا عن الشائعات حول ميله للانتقال لنادي غالاكسي؟ يستمتع اللاعب حتى الآن بإجازته في كاليفورنيا، وراق إليه التدرب معهم. ولا يمكنني القول على العكس إن كل هذا سيؤثر في حسم قراره المستقبلي».