الوسط الرياضي المغربي يحتفل بتتويج الكروج رياضي العام

TT

احتفل الوسط الرياضي المغربي بتتويج العداء العالمي هشام الكروج كأحسن رياضي لهذا العام بعد اختياره من قبل الاتحاد الدولي لالعاب القوى في الحفل الكبير الذي اقيم مساء اول من امس في موناكو لان هذا الانجاز جاء لينقذ الرياضة المغربية التي عرفت تراجعا ملحوظا خلال الاعوام الاخيرة.

ويعتبر العداء المغربي هشام الكروج (27 عاما) البطل الحقيقي لسباق 1500 متر واحد عمالقته بعد ان سجل ارقاما لم يسبقه اليها احد في هذه المسافة. وقد انصف الكروج اخيرا لانه خسر لقب الرياضي الافضل في السنوات الثلاث الاخيرة امام الاثيوبي هايله جبريسيلاسي والاميركي مايكل جونسون والتشيكي يان زيليزني على التوالي.

وقال الكروج: «انها ثمرة جهود كبيرة وفترة طويلة، اعتقد اني كنت استحق اللقب عام 1999 عندما حطمت رقمين قياسيين عالميين، وفي عام 2000 كان الامر صعبا بفشلي في الالعاب الاولمبية، واليوم اثبتت اني ما زلت قويا».

واضاف «اللقب شرف كبير لي وحافز على تحقيق المزيد من الانتصارات، وخصوصا فك النحس الذي لازمني في الالعاب الاولمبية». وبالاضافة الى الموهبة التي يتمتع بها الكروج «الخجول»، فان شخصيته البسيطة والودودة جعلت سكان قرية بركان مسقط رأسه وكل الشعب المغربي يكنون له احتراما وتقديرا كبيرين.

وبالاضافة الى انجازاته على المضمار، فان الكروج غالبا ما يقوم بمساعدة شعبه من ماله الخاص، حيث يتبرع ويساعد جمعيات محلية بل انه اسس جمعية تهتم بالاطفال المحرومين.

وقصة الكروج مع التألق والنجومية بدأت عام 1994 حيث اقتحم مجال العالمية وخطا اول خطواته على اثر اسلافه في هذه المسافة، وابرزهم البريطاني سيباستيان كو والمغربي سعيد عويطة والجزائري نور الدين مرسلي واحتاج الى سنة واحدة فقط للتأقلم قبل ان يعلن للعالم بداية عصر جديد في سباق 1500 متر بسيطرته على كل السباقات في الهواء الطلق وداخل القاعة.

بعد ذلك لم يستطع احد توقيف هذا الشاب النحيف (58 كلج و1.76 متر) الذي يبدو هشا في مظهره لكن في الحقيقة يملك ارادة حديدية حيث تمكن من ان يتوج بطلا للعالم في الهواء الطلق لسباق 1500 اعوام 1997 و1999 و.2001 وتوج الكروج بطلا للعالم داخل القاعة للسباق نفسه عامي (1995 و1997) ولم يكتف باختصاص 1500م، حيث نال اللقب العالمي لسباق 3000 متر عام 2001 في لشبونة. أما اهم انجاز حققه، فهو تحطيمه الرقم القياسي العالمي لسباق 1500 متر عام 1998 في روما عندما قطع المسافة في زمن مقداره 3.26.00 دقائق، فحل محل العداء الجزائري نور الدين مرسلي الذي فرض سيطرته المطلقة على هذه المسافة في التسعينات. واذا كان الكروج قد وفق في بطولات العالم، فان الحظ عاكسه في دورات الالعاب الاولمبية، والمفارقة في حياة سيد السباقات المتوسطة انه منذ عام 1994 خاض 53 سباقا، فاز في 51 منها، في حين خسر اثنين شاءت الصدف ان يكونا ضمن الالعاب الاولمبية، الاول عام 1996 في اتلانتا عندما اصطدم بمرسلي، والثاني في سيدني عندما حل ثانيا وراء الكيني نوا نجيني. ويبقى حلم الكروج بعد كل الالقاب العالمية التي نالها والارقام التي يحملها، ان يحرز اللقب الاولمبي في اثينا عام 2004 ليضيفه الى سجله الزاخر وليؤكد بلا ادنى شك انه افضل عداء مر في تاريخ سباق 1500 متر.